قالت صحيفة "بوليتيكو"، اليوم السبت: إن إليوت برويدي، المسؤول المالي السابق في اللجنة الوطنية الجمهورية، فتح جبهة جديدة في حربه القانونية ضد قطر، كاشفا عن ثغرات جديدة لدى الدوحة، وذلك في تورط الإمارة الخليجية في تدبير أعمال القرصنة، وتسريب رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به.

وسعت قطر للانتقام من برويدي، الجمهوري المقرب من ترامب، بعدما رفض الانصياع لها والتعامل عن خروقاتها ومحاولاتها السيطرة والنفوذ إلى بعض المؤسسات الأميركية.

وقالت الصحيفة: إن جهود برويدي السابقة لمقاضاة الحكومة القطرية تعثرت بعد أن لجأت الدوحة  إلى قانون حصانات السيادة الأجنبية الذي يعزل الحكومات الأجنبية عن الدعاوى في المحاكم الأميركية.

كما أشار التقرير إلى أنه في العام الماضي، أيدت الدائرة التاسعة لمحكمة الاستئناف، في يونيو، رفض المحكمة العليا النظر في القضية.

وأوضحت الصحيفة أنه في حلقة جديدة من الانتهاكات القطرية، فقد استولى محامو برويدي على دعوى مرفوعة ضده في أغسطس من قبل شركة سفر غامضة، والتي كانت أعمالها تركز على قطر معتبرة أن الدوحة تضررت بعد ما أسمته معلومات مضللة نشرها برويدي حول العلاقات القطرية بالإرهاب.

وأضافت الصحيفة، أنه في دعوى قضائية في وقت متأخر من يوم الخميس، قال محامو برويدي: إن شركة مسافر "التي يقع مقرها في ديلاوير تعمل كواجهة للحكومة القطرية".

 ويؤكد فريق برويدي أن موكلهم يحاول جاهدا مقاومة جرائم قطر، بما لها من دور في عمليات القرصنة وتوزيع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به على وسائل الإعلام في عام 2018.

وكتب محامو برويدي من شركة ماكجواير وودز للمحاماة: "في انتهاك وقح جدًا للنظام القانوني الأميركي، تسعى شركة مسافر، وهي بائع أمتعة غامض، إلى العمل بالوكالة لحساب حكومة أجنبية، لطلب أمر قضائي لإسكات منتقد جاد لتلك الحكومة" .

وأضافت الصحيفة أنه -ومثل ساحر أوز- طالبت شركة مسافر هذه المحكمة بتجاهل ما هو واضح و"عدم الالتفات إلى من يقف وراء الستار"، وهي قطر .

قطر تكمم الأفواه

 وأضافوا: "كتابة هذه الشكوى ليست أكثر من محاولة أخيرة من قطر لتكميم أفواه أحد منتقديها الأكثر صراحة"، في إشارة إلى إليوت برويدي. 

وأكدت صحيفة "بوليتيكو" قائلة: "بينما يبدو واضحًا أن مصالح شركة السفر تتماشى بشكل وثيق مع الحكومة القطرية، يؤكد تقديم برويدي الجديد أن هناك دليلًا على أن مسافر والمسؤولين القطريين ينسقون في محاولة لاستهداف منتقدي قطر".

فيما تكشف الدعوى المضادة التي رفعها برويدي عن أكثر من عشرين دعوى قضائية من قبل مكتب الاتصالات الحكومية الرسمي في قطر رفعها إلى المحاكم الأميركية اعتبارًا من عام 2018 في محاولة لتحديد الأفراد الذين ينتقدون قطر عبر الإنترنت دون الكشف عن هويتهم.

وجاء في الدعوى الجديدة للمحكمة الأميركية أن المسؤولين القطريين استخدموا التقاضي للحصول على هويات الشركات، وأن أخصائي الاتصالات في منطقة واشنطن المتورط، ماثيو أتكينسون، قام بعد ذلك بتمرير هذه المعلومات إلى شركة مسافر.

وتزعم دعوى شركة مسافر ضد ما نشره برويدي وآخرون حول دعم قطر للإرهاب أنه أضر بأعمال السفر الخاصة بالشركة. 

كما تدعي قضية مسافر أن برويدي مسؤول عن الأضرار جزئياً لأنه انتهك قانون تسجيل الوكلاء، لكن برويدي يؤكد أن هناك القليل من الأدلة على تفنيد هذه الادعاءات. 

وأشار المدعون إلى أنهم يعتزمون إثارة الموضوع في الحكم الصادر ضد برويدي، ولكن قبل مغادرته منصبه بقليل، أصدر الرئيس السابق دونالد ترامب عفواً عن الحليف النشط في جمع التبرعات المالية والحلفاء السياسيين لترامب.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن شركة المحاماة التي تمثل شركة مسافر في الدعوى الحالية هي شركة لارسون، التي أسسها روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، والذي يحمل الآن لقب شريك فخري في الشركة.