اختراق إلكتروني أم تضخيم أمني.. طهران تعلن القبض على عملاء للموساد

اختراق إلكتروني أم تضخيم أمني.. طهران تعلن القبض على عملاء للموساد

اختراق إلكتروني أم تضخيم أمني.. طهران تعلن القبض على عملاء للموساد
ايران

في تصعيد أمني جديد داخل إيران، أعلنت سلطات طهران اعتقال ما وصفته بـ"فريق إرهابي" مرتبط بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك في بلدة بهارستان جنوب غربي العاصمة، حسب ما نقلته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية.

رئيس بلدية المدينة صرح، أن المجموعة التي تم رصدها بدقة قبل توقيفها كانت بحوزتها متفجرات وأسلحة ومعدات متطورة، مؤكدًا أن العملية جاءت بعد متابعة استخباراتية دقيقة.

وأفاد بأن السيارة التي كانت تقل المتهمين ضبطت وفيها طائرات مسيرة صغيرة مزودة بأنظمة استهداف، إلى جانب أنظمة تحكم عن بعد وأجهزة اتصال متقدمة، كان يفترض استخدامها في تنفيذ عمليات "انتحارية" داخل مناطق مزدحمة.

رسائل داخلية وخارجية.. استثمار سياسي للحادث؟

مع تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، يرى مراقبون أن الإعلان الإيراني يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز البعد الأمني، خاصة أن هذه الحادثة تأتي في سياق حملة إيرانية مستمرة تتحدث عن مؤامرات خارجية لزعزعة الاستقرار الداخلي.

ووفق تقارير محلية، فإن "أهداف الفريق" كانت تستهدف بث الرعب داخل المدن الإيرانية وتقويض الأمن الداخلي، في وقت يواجه فيه النظام الإيراني ضغوطًا سياسية واقتصادية حادة بفعل العقوبات والتصعيد الإقليمي.

حملة سيبرانية موازية.. وجبهة رقمية مشتعلة

بالتزامن مع إعلان اعتقال الخلية، كشفت طهران عن توقيف خمسة أشخاص إضافيين في محافظة لرستان بتهمة "التجسس الرقمي" لصالح الموساد.

هؤلاء، بحسب الحرس الثوري، استخدموا الإنترنت لتشويه صورة الجمهورية الإسلامية ونشر الفوضى، في إطار ما وصف بحرب سيبرانية تقودها تل أبيب من وراء الحدود.

والإجراءات شملت فرض قيود على الإنترنت في أنحاء البلاد، وسط تحذيرات رسمية للمواطنين من استخدام تطبيقات أجنبية، أبرزها "واتساب"، الذي اتهم بأنه ينقل بيانات المستخدمين إلى "العدو الصهيوني".

الضربات الإسرائيلية.. من الجو إلى الشبكة

في خلفية هذا المشهد، تتواصل تبعات العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي الإيرانية، والتي أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد".

الهجوم الذي نفذ بالطائرات الحربية والمسيّرات، استهدف منشآت نووية وعسكرية، وأسفر عن مقتل عدد من كبار الضباط والعلماء، إضافة إلى شل أنظمة دفاعية في نقاط استراتيجية.

وبحسب تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس"، فإن العملية استندت إلى تحضيرات موسعة استغرقت سنوات، شملت تهريب طائرات مسيّرة إلى داخل الأراضي الإيرانية بمساعدة شبكة عملاء محلية.

ذكاء اصطناعي في خدمة الاستخبارات

ونقلاً عن ضباط استخبارات إسرائيليين، قالت الوكالة: إن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا حاسمًا في تحديد أهداف القصف، عبر تتبع تحركات العلماء النوويين وقيادات الحرس الثوري.

ومسؤولة سابقة في "الموساد" وصفت العملية، بأنها "ذروة لجهود خفية دامت سنوات"، استهدفت برنامج إيران النووي، مشيرة أن الموساد نقل المعركة إلى داخل العمق الإيراني، دون الحاجة لجيش على الأرض.

صراع على الوعي.. واختراق ما وراء الشاشات

وحاليًا إيران تصف ما يجري بـ"حرب ناعمة"، تسعى عبرها إسرائيل إلى زعزعة الأمن النفسي للشعب الإيراني، لكن الحقيقة، بحسب مراقبين، أن الحرب لم تعد مجرد صراع عسكري، بل مواجهة داخل العقول والشبكات الإلكترونية.

ويقول الباحث السياسي، طارق الأحمد،: إن ما أعلنته طهران حول تفكيك خلية تابعة للموساد قد لا يكون مجرد إنجاز أمني، بل هو رسالة مزدوجة، داخليًا، الهدف هو شد الانتباه الشعبي بعيدًا عن التوترات الاقتصادية والسياسية، وخارجيًا هو تأكيد على أن طهران ما تزال قادرة على الرد السيبراني رغم الضربات الأخيرة.

ويضيف الأحمد -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الحرب بين إيران وإسرائيل دخلت طورًا جديدًا، حيث لم تعد الطائرات وحدها تقاتل، بل الحواسيب أيضًا، وما يحدث الآن هو صراع على جبهتين، الأولى عسكرية تقليدية، والثانية معلوماتية لا يمكن رصدها بالعين المجردة، والتحذيرات الإيرانية من استخدام تطبيقات مثل واتساب، والتشديد على تقييد الإنترنت، تعكس حالة ذعر استخباراتي، حيث تدرك طهران أن الموساد لا يخترق فقط الحواسيب، بل يخترق المزاج العام ويوجه السرديات من الداخل.