تبعات كارثية.. ملايين الأطفال في السودان يدفعون ثمن الحرب.. ما القصة؟
تبعات كارثية.. ملايين الأطفال في السودان يدفعون ثمن الحرب.. ما القصة؟
مع استمرار تفاقم الأزمة في السودان وتصاعد الحرب ما بين قوات الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، أصبحت حياة جيل من الأطفال السودانيين وتعليمهم ومستقبلهم على المحك، خاصة وأن الأطفال هم الأكثر عرضة للدمار في بلاد تحولت إلى "أنقاض".
وقد غذت الحرب المستمرة مزيجاً مميتاً من النزوح وتفشي الأمراض والجوع، ومن المتوقع أن يعاني حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بما في ذلك 730 ألف طفل من المتوقع أن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم، ويعاني السودان الآن من واحدة من أسوأ الأزمات التعليمية في العالم، حيث لا يتمكن أكثر من 90 بالمائة من الأطفال في سن المدرسة البالغ عددهم 19 مليون طفل في البلاد من الوصول إلى التعليم الرسمي.
7 ملايين طفل في معاناة الفرار
ويواجه أكثر من 7 ملايين طفل سوداني أجبرتهم الحرب على الفرار مع أسرهم، مخاطر تعليمية وصحية ونفسية كبيرة، وفقًا لخبراء وباحثين وتقرير حديث صادر عن منظمة "إنقاذ الطفولة".
وإضافة إلى تقديرات تشير إلى لجوء أكثر من 1.5 مليون طفل مع أسرهم إلى بلدان أخرى، كشفت بيانات أعلنتها منظمة "إنقاذ الطفولة" الأربعاء عن أن نحو 5.8 مليونا أي أكثر من نصف النازحين داخليا البالغ عددهم 11 مليونا هم من الأطفال دون سن 18 عاما، منهم 2.8 مليون دون سن الخامسة.
وقدرت المنظمة عدد الأطفال الذين ولدوا خلال الأشهر الثمانية عشر التي تلت اندلاع الحرب بما يقارب مليوني طفل بمعدل 4 آلاف مولود يوميًا.
أرقام صادمة
وفقًا لبيانات مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، فقد أدى تصعيد العنف في ولاية سنار بجنوب شرق البلاد خلال الشهرين الماضيين إلى نزوح أكثر من 350 ألف طفل فقد بعضهم القدرة على التواصل مع أسرهم بشكل كامل.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة، إن الكثير من العائلات فرت للمرة الثانية والثالثة، بعد فرارها من ولايتي الخرطوم والجزيرة في وقت سابق من الصراع.
وسجلت فرق حماية الأطفال التابعة لمنظمة إنقاذ الطفولة في ولايتي النيل الأزرق والقضارف ما لا يقل عن 451 طفلاً بين 29 يونيو و14 أغسطس أجبروا على القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى بر الأمان بدون والديهم، وهو أعلى رقم سجلوه في مثل هذه الفترة القصيرة منذ بدء الصراع في أبريل 2023.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة: إن ملايين الأطفال ممن هم في مرحلة المدرسة ما قبل سن التعليم أجبروا على النزوح في جميع أنحاء السودان، مما يشكل أكبر أزمة نزوح في العالم للأطفال.
مع تطاول أمد الحرب وتزايد معدلات النزوح واستمرار إغلاق معظم المؤسسات التعليمية والصحية، يواجه ملايين الأطفال في السودان خطر فقدان فرص التعليم والحرمان من أساسيات الطفولة المبكرة، بما في ذلك التطعيمات والمياه النظيفة والرعاية الصحية والطعام المغذي والمأوى من الحر الشديد والبرد.
وبينما يعيش حوالي نصف هؤلاء الأطفال الآن في مجتمعات مضيفة، يعيش النصف المتبقي في ظروف يائسة، حيث يعيش 18بالمئة منهم في مخيمات النازحين، و16بالمئة في مخيمات غير رسمية أو في العراء، و9 بالمئة في مدارس ضيقة أو مباني عامة أخرى. ويتقاسم العديد من هؤلاء الأطفال مساحتهم مع بالغين لا يعرفونهم، ولديهم وصول محدود أو لا يصلون إلى المياه والصرف الصحي.
وتؤكد الحقوقية والناشطة الإنسانية السودانية ميسون عبد السلام، أن الأطفال باتوا محاصرين بالأمراض ونيران المعارك والنزوح، فيما أكثر من 5 ملايين طفل سوداني يعانون أمراضاً لا علاج لها ولا هناك أطباء لتشخصيها، بالإضافة إلى شلل الأطفال والملاريا، ولابد من ضرورة التحرك العاجل لمجابهة المخاطر التي يواجهها ملايين الأطفال، مشيرين إلى ان الحرب احدثت تغييرا كبيرا في سلوكيات وتوجهات الأطفال وألقت بتبعات كارثية على مستقبلهم.
وأضافت عبد السلام في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن السودان أصبح أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم في الوقت الحالي، حيث أُجبر أكثر من 4 ملايين طفل على ترك منازلهم منذ أبريل 2023، بما في ذلك حوالي مليون طفل عبروا إلى البلدان المجاورة، وخاصة إلى تشاد ومصر وجنوب السودان.