تساقط الشعر عند الأطفال.. الأسباب والعلاج وطرق الوقاية

تساقط الشعر عند الأطفال.. الأسباب والعلاج وطرق الوقاية

تساقط الشعر عند الأطفال.. الأسباب والعلاج وطرق الوقاية
تساقط الشعر عند الأطفال

يُعد تساقط الشعر عند الأطفال من المشكلات التي تثير قلق الأهل، خصوصًا عندما يلاحظون فراغات في فروة الرأس أو ضعفاً في كثافة الشعر. 

وعلى الرغم من أن الصلع أمر شائع بين البالغين، إلا أن فقدان الشعر عند الأطفال قد يكون مؤقتًا أو نتيجة لأسباب مرضية تحتاج إلى عناية طبية.

في هذا التقرير، سنتعرف على أبرز الأسباب الطبيعية والمرضية لتساقط الشعر عند الأطفال، ونتناول طرق العلاج والوقاية للحفاظ على صحة شعر الطفل ونموه الطبيعي.


أولاً: الأسباب الطبيعية لتساقط الشعر عند الأطفال

قد يتعرض الطفل لتساقط الشعر دون وجود مرض واضح، وذلك نتيجة لعوامل طبيعية تؤثر مؤقتًا على دورة نمو الشعر، ومن أهمها:

1. تساقط الشعر عند حديثي الولادة

يُعتبر تساقط الشعر في الأسابيع الأولى بعد الولادة أمرًا طبيعيًا، إذ يفقد الطفل الشعر الذي نما أثناء الحمل، ثم ينمو شعر جديد أكثر قوة وكثافة بعد فترة قصيرة.

2. الاحتكاك المستمر

يحدث أحيانًا أن يفقد الطفل شعره في مؤخرة الرأس نتيجة احتكاك فروة الرأس بالفراش أثناء النوم أو الحركة، وغالبًا ما يتوقف هذا التساقط عندما يبدأ الطفل بالجلوس أو الزحف.

3. استخدام مستحضرات الشعر

قد تسبب بعض مستحضرات التصفيف، خاصة التي تحتوي على مواد كيميائية، ضعف بصيلات الشعر وتساقطه. لذا يُنصح بتجنّب استخدام منتجات الفرد أو التمليس الكيميائي للأطفال.

4. الحرارة الزائدة

الاستخدام المتكرر لمجفف الشعر أو مكواة الفرد بدرجات حرارة مرتفعة يؤدي إلى تلف الشعر وتقصفه، مما يزيد من احتمالية تساقطه.

5. شد الشعر بقوة

تسريحات الشعر المشدودة مثل ذيل الحصان أو الضفائر الضيقة قد تسبب التهاب بصيلات الشعر وظهور فراغات دائمة في فروة الرأس.


ثانياً: الأسباب المرضية لتساقط الشعر عند الأطفال

في بعض الحالات، يكون تساقط الشعر ناتجًا عن مشكلات صحية تحتاج إلى تدخل طبي، ومن أبرزها:

1. سعفة الرأس (Tinea Capitis)

عدوى فطرية تصيب فروة الرأس وتؤدي إلى ظهور بقع دائرية متقشرة مع تكسر الشعر، وغالبًا ما تُعالج باستخدام مضادات الفطريات مثل الكيتوكونازول أو السيلينيوم.

2. داء الثعلبة

وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر مسبّباً تساقطاً مفاجئاً في شكل بقع ملساء. قد يصاحبه تآكل في الأظافر لدى بعض الأطفال.

3. اضطراب شد خصل الشعر (هوس نتف الشعر)

يحدث عندما يقوم الطفل بشد شعره لا إراديًا بسبب القلق أو التوتر؛ مما يؤدي إلى بقع خالية من الشعر في الرأس.

4. تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium)

ينتج عن التعرّض لصدمة نفسية أو إجهاد شديد مثل العمليات الجراحية أو فقدان أحد الأقارب. يكون التساقط مؤقتًا ويعود الشعر للنمو بعد انتهاء الحالة النفسية الصعبة.

5. قصور الغدة الدرقية

يسبب نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية بطئًا في عملية الأيض وضعفاً في نمو الشعر وجفافه.

6. نقص العناصر الغذائية

يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الزنك، فيتامين A، فيتامين B المركب، والبيوتين إلى ضعف بصيلات الشعر وتساقطه.

7. إصابات فروة الرأس

الحروق أو الجروح العميقة في فروة الرأس قد تتسبب في فقدان الشعر بشكل دائم في المنطقة المصابة.

8. العلاج الكيميائي

من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي تساقط الشعر، لأنه يستهدف الخلايا سريعة الانقسام بما في ذلك خلايا جذور الشعر.


ثالثاً: علاج تساقط الشعر عند الأطفال

يختلف العلاج حسب السبب، ويقوم الطبيب بتحديده بعد الفحص الدقيق. ومن أبرز الطرق العلاجية:

مضادات الفطريات مثل الكيتوكونازول أو شامبو السيلينيوم لعلاج العدوى الفطرية.

الكورتيكوستيرويدات لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل الثعلبة.

الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعويض النقص الغذائي وتحفيز نمو الشعر.

العلاج السلوكي في حالات اضطراب نتف الشعر أو القلق النفسي.


رابعًا: خطوات وقائية للحفاظ على شعر الطفل

لمنع تساقط الشعر أو الحدّ منه، يمكن للأهل اتباع الخطوات التالية:

1. تغذية متوازنة:
تقديم وجبات غنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية مثل: الجزر، المانجو، البيض، اللحوم، والفاصوليا.


2. قص الشعر بانتظام:
قص الشعر يساعد على نموه بشكل متساوٍ ويقلل من التشابك والتكسر.


3. تدليك فروة الرأس:
يُنصح بتدليك فروة رأس الطفل بزيت جوز الهند لتحفيز الدورة الدموية وتقوية الجذور.


4. استخدام شامبو وبلسم الأطفال:
يساعد الشامبو على تنظيف فروة الرأس، بينما يحافظ البلسم على ترطيب الشعر وحمايته من التقصف.

إن تساقط الشعر عند الأطفال ليس دائمًا مؤشرًا على مرض خطير، فقد يكون مؤقتًا أو نتيجة لعوامل بسيطة يمكن علاجها بسهولة. لكن من المهم مراجعة الطبيب لتحديد السبب بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.

الاهتمام بالتغذية السليمة، والنظافة، والراحة النفسية للطفل يضمن له شعرًا صحيًا وقويًا يعكس سلامة نموه العام.