تستضيف أول مفاوضات مع طالبان.. ما دور قطر الحقيقي في أفغانستان؟
تستضيف قطر أول مفاوضات مع حركة طالبان
خطوات عديدة بدأتها قطر قبل أعوام بشأن علاقتها مع حركة طالبان، والتي كانت منذ البداية محل جدل وتساؤلات عديدة، حيث توسعت بشكل أكبر مؤخرا ولاسيما مع سيطرة الحركة على أفغانستان، وهو ما اعتبرته عدة جهات دولية ساحة جديدة للدوحة للتنافس.
مفاوضات جديدة في قطر
جولة جديدة من المفاوضات ستشهدها قطر، حيث أعلنت حركة طالبان، اليوم الجمعة، عقد أول لقاء مع وفد فرنسي، وذلك في الدوحة، بعد سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابل، قبل أسابيع، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال المتحدث باسم حركة "طالبان" سهيل شاهين عبر موقع "تويتر": إن وفداً فرنسياً التقى أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة ممثلين عن الحركة للمرة الأولى منذ إحكام سيطرتها على أفغانستان، قبل نحو أسبوعين.
وأضاف شاهين: أن "المبعوث الفرنسي فرنسوا ريشييه والوفد المرافق له بحثوا بالتفصيل الوضع في مطار كابل، مع وفد بقيادة نائب مدير المكتب السياسي للحركة شير عباس ستانيكزاي".
دور مزدوج
وبالتزامن مع تلك التحركات القطرية، أثار موقع "دويتش فيله" الألماني عدة تساؤلات بشأن الدور القطري، حيث أكد أن الدولة الخليجية حولت أفغانستان إلى ساحة للحرب والتنافس، ومارست فيها دورا مزدوجا.
وأكد الموقع الألماني أنه بعد أن فرضت حركة طالبان سيطرتها شبه الكاملة على أفغانستان، وربما قبل ذلك بفترة ليست بالقصيرة، كان من الواضح أن قطر تلعب دوراً كبيراً في الملف الأفغاني، خاصة مع استضافتها للمباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة.
ليس مجرد وساطة
ويرى خبراء ومحللون أن الدور القطري لم يكن مجرد وساطة بين طالبان والحكومة الأفغانية أو بين طالبان والغرب وحسب، وإنما كان هناك نوع من الدعم للحركة التي بسطت سيطرتها مؤخرا على البلاد.
ورجح الخبراء والمحللون أن قطر تريد الاستمرار في لعب دور الوسيط، من أجل جني مكاسب أخرى، وهو ما أكده الدكتور خالد الجابر، أستاذ برنامج دراسات الخليج بجامعة قطر، في تصريحاته لموقع "دويتش فيله"، بقوله: إن هذا الدور سيستمر لفترة ليست بالقصيرة، حيث تمكنت قطر من بناء علاقات وثيقة مع حركة طالبان التي يبدو أنها تثق في الدور القطري بشكل كبير، واستغلت الدوحة تلك العلاقات الوثيقة من أجل التوسط بين طالبان والولايات المتحدة للوصول لاتفاق يضمن الانسحاب الأميركي.
وتابع: "بالتالي فإن الورقة القطرية في غاية الأهمية، حيث تريد قطر البناء على هذه الشراكة مع حركة طالبان من أجل أن يكون لها القدرة على التأثير في مجريات الأمور في أفغانستان".
صورة كوسيط
فيما اعتبر الخبير الألماني الدكتور غيدو شتاينبيرغ خبير الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، أن قطر تقدم نفسها كوسيط منذ عقدين وحتى اليوم، لذلك عرضت نفسها كوسيط لطالبان على وجه التحديد في المحافل الدولية.
وأشار إلى أن "قطر تنفق الكثير على استضافة الحوارات السياسية على أراضيها، اعتمادا على الوضع المالي لها".
دعم قطر لطالبان
وتحتضن قطر عددا من قادة حركة طالبان أبرزهم الملا عبدالغني برادار الذي عاد مؤخرا لأفغانستان بعد سيطرة الحركة، ومنحتهم كافة الخدمات خلال مكتبهم بالدوحة، الذي تم افتتاحه منذ ٢٠١٣، تحت ستار مساعي السلام والمباحث مع أميركا، لكنه كان سبيلا لتقديم كل سبل الدعم والحماية والتمكين لهم، حتى الأموال والأسلحة، آخرها عبر ستار إعادة إعمار أفغانستان بمنح ٥٠٠ مليون دولار، فضلا عن تجاهل كافة الانتقادات الدولية في هذا الشأن.
ولقب المكتب، باسم مكتب إمارة أفغانستان، ما يثبت وجود أجندة خفية تصر قطر على تمريرها، والتي تبدأ من إضفاء الشرعية بطرق ملتوية على المنظمات الإرهابية وعناصرها.
وقبل عامين، حذر تقرير أميركي لمجلة "أميركان ثينكر" بعنوان "قطر والقاعدة وطالبان.. العلاقة المخيفة"، من مساعٍ قطرية لتمكين حركة طالبان في الدوحة، وإستراتيجية قطر المتواصلة لدعم التنظيمات.
وكشف التقرير أسس العلاقة الثلاثية وأهدافها وإمكانيات استغلالها من قبل الدوحة لتحقيق هدفها الأخطر وهو إعادة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الساحة الدولية، منددا باحتفال قطر بإطلاق مكتب حركة طالبان الإرهابية في الدوحة، في دعاية روجت لها كإنجاز سياسي لدعم السلام.
كما ذكر أن قطر تهدف من خلال هذه الخطوات إلى إضفاء شرعية مشبوهة تسعى لتكريسها لصالح من يرتدي ثوب الإرهاب علنا.