التضخم يحول حياة اللبنانيين إلى جحيم.. والحكومة لا تتحمل المسؤولية
حول التضخم حياة اللبنانيين إلى جحيم
قالت صحيفة "آي نيوز" البريطانية: إن التضخم في لبنان وصل لمستويات قياسية، فالمواطن إذا احتاج شراء جبن فهو في حاجة لحمل كمية أوراق نقدية ضخمة من الليرة.
ويضيف مراسل الصحيفة أن هناك اعتقادا سائدا بأن كل شيء يحدث في لبنان لسبب ما، كانت من أول الأشياء التي قيلت لي عندما انتقلت إلى هنا قبل ثلاث سنوات.
انخفاض قيمة الليرة
وأشارت الصحيفة إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، عندما هوت أكبر ورقة نقدية بقيمة 100 ألف ليرة لبنانية إلى أقل من دولار واحد في السوق الموازية، كانت قيمتها 66 دولارًا (50 جنيهًا إسترلينيًا) في عام 2019، وعندما وصل سعر الليرة اللبنانية إلى عشرة آلاف ليرة للدولار هذه المرة قبل عامين، كان هناك غضب وتظاهرات في الشوارع، لكن اليوم يقول السكان إنهم تعبوا من الاحتجاج، وإنهم أصبحوا مخدرين.
واستطردت الصحيفة أنه بالنسبة للغالبية الذين يكسبون بالليرة اللبنانية، فقدوا كرامتهم وهم يشهدون تقلص رواتبهم في القدرة الشرائية، فنفس الورقة النقدية التي كانت قادرة على تغطية متجر بقالة أسبوعي من الجبن والخضروات والفاكهة والخبز، لن تشتري حتى علبة الجبن اليوم.
السوق السوداء تحكم
وأوضحت الصحيفة أن الاقتصاد غير الرسمي القائم على النقد حل محل النظام المصرفي المعطل، وأصبح تبادل الأموال يستلزم مراسلة رجل على دراجة نارية، وفي غضون ساعة سيكون على باب منزلك ممسكًا بيد واحدة كيسًا بلاستيكيًا يحتوي على نقود: 100000 ليرة لبنانية مربوطة بالطوب ومثبتة بشرائط مطاطية، جاهزة للاستبدال ببضعة دولارات، يتم الحصول عليها أحيانًا من الأقارب في الخارج، ومن ناحية أخرى، يقوم بفحص تطبيق Lira للصرافة على هاتفه لمعرفة سعر الصرف الأحدث للدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء، ويبدو أن لا أحد يعرف من يتحكم في التطبيق.
لبنان في قوائم الأسوأ
وقالت الصحيفة إن لبنان ينضم الآن إلى الدول الهشة مثل فنزويلا وزيمبابوي وأفغانستان على المؤشرات العالمية، ومع التضخم المنتظم في ثلاثة أرقام، فأقران لبنان هما زيمبابوي وفنزويلا، ففي الأسبوع الماضي فقط، صنف مؤشر السعادة العالمي لبنان وأفغانستان على أنهما البلدان الأكثر تعاسة في جميع أنحاء العالم، وفي أغسطس الماضي توج لبنان بأغضب بلد في العالم.
الشعور باليأس
تقول الصحيفة: "تغلغل الشعور باليأس في الليرة اللبنانية نفسها حيث تم استبدال العملة الوطنية بالدولار الأميركي، في وقت سابق من هذا الشهر، بعد الاعتراف بأن مستقبل الليرة اللبنانية متروك للقدر، طلب وزير الاقتصاد من محلات السوبر ماركت عرض الأسعار بالدولار الأميركي لتحقيق الاستقرار في التغيرات السريعة في قيمة الليرة في السوق السوداء، واضطرت المتاجر إلى إعادة تسعير العناصر عدة مرات في اليوم مما تسبب في حدوث صداع للعملاء والموظفين على حد سواء".
سريالية الأزمة
وبالتجول في العاصمة بعد أربع سنوات، تنتشر مفارقات وسريالية الأزمة في كل مكان، ففي أحد شوارع بيروت، هناك أطفال يتخلصون من صناديق القمامة بحثًا عن الطعام، على مقربة، يوجد مطعم إيطالي يبيع الأطباق الرئيسية مقابل 30 دولارًا، وهو الراتب الشهري لموظفي القطاع المدني، حيث تكون جميع الطاولات ممتلئة.
وهناك لوحات إعلانية تعد بالسفر العالمي بدون تأشيرة وجواز سفر ثان مقابل 100000 دولار، موضوعة فوق الكتل السكنية المتهالكة المليئة بثقوب الرصاص من الحرب الأهلية 1975-90 والتي تؤوي اليوم عائلات اللاجئين السوريين .
قبول واقع لا معنى له
واختتمت الصحيفة تقريرها: "بالنسبة للمقيمين، فإن العيش في لبنان هو قبول لواقع لا معنى له وغير مؤكد، والحكومة لا تتحمل أي مسؤولية، العديد من اللبنانيين المطلعين على سلوك الطبقة الحاكمة التي قادت البلاد إلى أسوأ فترة من عدم الاستقرار منذ عقود، يرون أنها مجرد حلقة في سلسلة الاضطرابات والاعتداءات على الحياة اليومية في لبنان".