95 عاماً على تأسيس جماعة الإخوان هل تم كشف حقيقتهم؟ ومَن وراءهم؟
تضرب الأزمات والاضطرابات تضرب الجماعة الإرهابية
مشهد شديد القتامة وتطوّرات متسارعة في أزمة الصراع الداخلي المحتدم بين رؤوس التنظيم، تحلّ الذكرى الـ95 لتأسيس جماعة الإخوان الإرهابية ، التي تعيش فصلاً غير مسبوق من الانهيار والتشتت وتداعي الأزمات، سواء من داخلها أو خارجها، لتطرح سؤلاً مهمّاً حول مستقبل المشروع الذي بدأ طموحاً ومتوغلاً في المجتمع على يد حسن البنا في العام 1928، لكنّه لم يشهد أزمة انهيار كتلك التي يمرّ بها خلال الوقت الراهن .
مستقبل مظلم
ويجمع الخبراء والمراقبون على أنّ كافة السيناريوهات التي تحكم مستقبل الإخوان "قاتمة"، وأنّ الأزمة الراهنة ستعيد تشكيل التنظيم، وتعصف بالهيكل التاريخي إلى غير رجعة، ولا تتوقع أيّ تقديرات نهاية قريبة للصراع المحتدم أو لاحتوائه، خاصّة بعد فشل كافة المحاولات من جانب قيادات بارزة داخل الجماعة لإقرار مبادرة الصلح.
حالة من الانهيار
يقول الدكتور طارق البشبيشى، القيادي السابق بجماعة الإخوان الإرهابية: إنّ جماعة الإخوان قد بلغت حالة من الانهيار والتشظي التنظيمي غير مسبوقة، بالتزامن مع تفاقم الصراع الداخلي والمحاولات المستميتة من جانب كلّ طرف لاستغلال كافة الأدوات المتاحة لحسم الصراع لصالحه، موضحاً أنّ ذكرى التأسيس الـ"95" تحلّ على التنظيم بينما تكتب قياداته الفصل الأخير من تاريخه، لافتا أنه شهدت مصر العديد من الجرائم الإرهابية من خلال تلك الجماعة الإرهابية، موضحا أن ذكرى تأسيس الإخوان هي ذكرى تأسيس الخيانة والإرهاب، حيث إن جرائم هذه العصابة فاقت الحدود ولا تعد من كثرتها.
وأضاف القيادي السابق بجماعة الإخوان، في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" أن هؤلاء الإرهابيين سطوا على دين الله وقاموا بتسييسه من أجل السلطة والنفوذ فسعوا في الأرض فسادا ولم يسلم من شرورهم أحد حي أو ميت، وخربوا الأرض وقتلوا الإنسان وحرقوا وهدموا، موضحا أن ذكرى تأسيس الإخوان هو تاريخ من الشر لن تمحوه الأيام.
تاريخ من الإرهاب
فيما قال إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني السابق: إن إسقاط الدولة وهدم الوطن هدف تنظيم الإخوان الإرهابي منذ أول التأسيس حتى الآن، ومن المعلوم وفق علوم الاستراتيجية وبناء الدول، إذا سقط الجيش استبيحت الدولة، وإذا سقطت الشرطة ضاعت هيبة الدولة، وإذا سقط القضاء سقطت الدولة.
وأضاف القيادي الإخواني السابق أن تنظيم الإخوان مليء باستباحة الدماء الذكية لكل سلطات الدولة وحتى المواطن العادي، ولم تسلم سلطة من سلطات الدولة من عدوانه واغتيالاته، اعتدوا على السلطة القضائية قديما في شخص القاضي الخازندار وحديثا في شخص الشهيد هشام بركات النائب العام المصري، وعلى السلطة التنفيذية في شخص رئيس وزراء مصر محمود النقراشي، والآن نتابع يوميا إرهابهم باستباحة أطهر وأزكى الدماء الوطنية من الجيش والشرطة.
وتابع أن جماعة الإخوان تقف أمام واحدة من أكبر الأزمات والصراعات القيادية على مدار تاريخها، في وقت يُعاني فيه أتباعها بصورة واضحة، وتنخفض روحهم المعنوية إلى درجة تكاد تقترب من فقدانهم الإيمان بالجماعة، بينما ينشغل القادة، في منافيهم شِبه الاختيارية، بالتنافس والسعي إلى النفوذ والسيطرة على ما تبقّى من "جسدها التنظيمي".