الحرس الثوري الإيراني يقمع المحتجين بسبب نقص المياه
تواصل السلطات الإيرانية قمع المحتجين
وقع المواطن الإيراني بين مطرقة النظام الملالي القمعي وسندان الظروف المعيشية والاقتصادية الطاحنة، ما يؤكد بالأرقام أن الإيرانيين يعيشون أسوأ حقبة في تاريخ الدولة الفارسية.
ومؤخرا، كشفت تقارير حقوقية عن صدور أحكام بالسجن تصل إلى 160 عاما، و1480 جلدة، بالإضافة لتوقيع الغرامات المالية ضد 22 من المحتجين الإيرانيين بعدما خرجوا في تظاهرات احتجاجية رفضًا لمشروع نقل المياه من سبزكوه إلى بروحنا التابعتين لمحافظة جهارمحال وبختياري في غرب إيران.
وتشير التقارير إلى أن نقل ذلك المشروع كان استجابة من الحرس الثوري الإيراني ووزارة الطاقة في إيران بعد شكوى من نقص المياه لديهم، وهي المعاناة التي يواجهها الشعب الإيراني كله اليوم، فتم إجابة طلب الحرس الثوري من جانب الحكومة، غير عابئين بما وصل إليه حال مواطني سبزكوه بعد غياب وشح المياه لديهم.
وبحسب موقع "هرانا" الإيراني، فقد صدر الحكم بحق المحتجين الإيرانيين عن محكمة جنايات مدينة بروجن، برئاسة القاضي محسن جليلي بيراني، إذ توضح الصور التي نشرها الموقع الإيراني أن الحكم يطال 37 محتجا من الرافضين لنقل مياه سبزكوه في يوم 5 إبريل الجاري.
وحكمت محكمة جنايات بروجن على المتهمين من الدرجة الأولى، وهم 20 متهما، بالسجن سبع سنوات، و74 جلدة، وغرامات مالية، ونسبت إليهم اتهامات واسعة، مثل: "الإخلال بالنظام والأمن العام"، و"المشاركة في تدمير ممتلكات الدولة والعامة".
وإلى جانب أحكام السجن والجلد، فقد غرّمت المحكمة المتهمين الـ11 والـ12 ، وبرأت 15 شخصا من المحتجين.
وكان المتهمون والمحكومون في هذه القضية من بين أولئك الذين أقاموا مراسم عزاء رمزية سنة 2015 احتجاجا على مشروع نقل المياه، بالتجمع حول "نبع الوقره" الذي جف نتيجة حفر نفق سبزكوه لنقل المياه.
وبعد هذا التجمع، نُفذ هجوم على معمل نفق سبزكوه من قبل مجهولين، ولكن المتهمين نفوا تورطهم في الأمر.
ووفقا لما ذكره موقع "إيران إنترناشيونال" المعارض في إيران، فقد كان مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري، هو المتقدم الأساسي بالشكوى ضد هؤلاء المتظاهرين، وهو المنفذ لهذا المشروع ومعظم مشاريع نقل المياه الكبرى في إيران، والتي تم وضعها وفق اعتبارات المحسوبية للحرس الثوري المهيمن على البلاد.
وشملت الاحتجاجات الإيرانية بلدة بلداجي التابعة لمحافظة جهارمحال وبختياري، والتي خرج الناس فيها أيضا يرفضون نقل مياه سبزكوه إلى بروجن.
وتقول وكالة "إيسنا" الإيرانية: إن المشروع المشار إليه وسبب الأزمة، والمعروف باسم "نفق سبزكوه لنقل المياه"، هو أحد المشاريع التي أثارت العديد من الاحتجاجات في جهارمحال وبختياري في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أنه بدأت العمليات التنفيذية في المشروع حتى من قبل الحصول على أي تصاريح قانونية أو موافقات بيئية.
ويقول المشاركون في هذا المشروع إن الغرض منه هو إمداد صناعات شرق جهارمحال وبختياري بالمياه، وتزويد مدينتي غندمان وبلداجي بمياه الشرب، بينما الحقيقة أن وراءه الحرس الثوري، وسيتسبب هذا المشروع في معاناة الجفاف بعد شح المياه في المنطقة التي عوقب أبناؤها المحتجون.
ويتخوف القرويون في المنطقة من أزمة شح المياه وجفاف ثلاثة ينابيع في المنطقة بعد نقل المشروع.
وليست مشكلة الجفاف وشح المياه بجديدة في إيران، فقد أثارت مشاريع نقل المياه من محافظات خوزستان وجهارمحال وبختياري إلى أصفهان، وكذلك مشاريع نقل المياه من أصفهان إلى محافظة يزد، احتجاجات واسعة النطاق مؤخرا، مما دفع مزارعي أصفهان للاعتصام في نوفمبر الماضي ٢٠٢١، لمدة تجاوزت الأسبوعين.
وجاءت احتجاجات أهل أصفهان غير المسبوقة، في نهر زاينده رود الجاف، لكن الاعتصام انتهى بمداهمة قوات الأمن وإحراق خيام المزارعين.