العراق.. صراعات أذرع إيران تهدد بحرب أهلية بعد وصولها إلى البصرة
تهدد صراعات أذرع إيران حرب أهلية بعد وصولها إلى البصرة
في ظل تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، حذر خبراء سياسيون عراقيون من أن المواجهة في البصرة بين ميليشيا سرايا السلام التابعة لقائد التيار الصدري مقتدى الصدر وميليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي مرتبط بإطار التنسيق المؤيد لإيران، ولن يكون قصير الأجل، ويرى المراقبون أن الأزمة بمثابة اختبار للإرادات بين الصدر والخزعلي، اللذين كانا ينتميان إلى التيار الصدري قبل مغادرته، ثم اصطدم بهما بعنف في عدة مناسبات.
معركة البصرة
خبراء سياسيون أكدوا أنه في حال تمكن الصدر من السيطرة على البصرة، وهو هدف فشل في تحقيقه في الماضي، فسيكون في موقع أقوى في بغداد، مؤكدين أن المواجهة في البصرة هي معركة للسيطرة وليس فقط لاختبار النوايا، كما كان الحال في المنطقة الخضراء في بغداد، بحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية الناطقة بالإنجليزية، التي أكدت أن الصورة الكبيرة هي صورة الصراع المستمر على السلطة بين الصدريين والأحزاب الشيعية المتحالفة مع إيران والجماعات شبه العسكرية، وحاول الجانبان فرض سيطرتهما على تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات التي جرت في شهر أكتوبر الماضي.
حرب أهلية
ووفقًا للصحيفة، فإن البصرة تحمل أهمية خاصة لـ"مقتدى الصدر"، فتظهر سلطته ونفوذه في المدن العراقية الكبرى وإرسال رسالة لخصومه مفادها أنه لا يوجد حل سياسي في العراق ممكن إذا لم يحدد وزنه ودوره، حيث ألقى ممثل الصدر، صالح محمد العراقي، هجوماً شخصياً على الخزعلي بعد المشاجرات، واصفاً ميليشياته بـ«كلاب مجنونة»، وأصدر الخزعلي في وقت لاحق تعليماته لأتباعه بعدم استفزازهم بالتعليقات، وأمر عصائب أهل الحق بإغلاق مكاتبهم حتى إشعار آخر، وتابعت الصحيفة في تقريرها، أنه تم قتل أربعة مسلحين في هجمات انتقامية بين الميليشيات الشيعية المتناحرة في جنوب العراق، بعد يومين من اشتباكات عنيفة في بغداد أدت بالبلاد إلى حافة حرب أهلية شاملة، حيث انتشرت قوات الأمن العراقية بسرعة في البصرة الجنوبية الغنية بالنفط لاحتواء العنف الذي اندلع بين عشية وضحاها بين العناصر المسلحة من سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر وجماعة عصائب أهل الحق شبه العسكرية المدعومة من إيران.
تدهور أمني
من جانبه، أكد مسؤول أمني أن الأوضاع الأمنية في البصرة سيئة للغاية ويمكن أن تتصاعد بشكل مفاجئ، حيث هاجم مسلحون، صباح يوم الخميس الماضي، مباني حكومية في البصرة حيث تتمركز قوات أمنية ومجموعات شبه عسكرية لها صلات بإيران، ولم يتمكن المسؤولون من التعرف على المسلحين الذين أطلقوا النار على المباني الحكومية، لكنهم قالوا إنهم يعتقدون أنهم من أنصار الصدر، وقال مسؤولون: إن اثنين من أفراد ميليشيا سرايا السلام التابعة للصدر واثنين من عصائب أهل الحق قتلوا في هجمات انتقامية، ولم تتضح على الفور تفاصيل الهجمات وصدرت تقارير متضاربة، حيث تأتي الهجمات بعد اشتباكات في المنطقة الحكومية ببغداد بين الموالين للصدر من جهة وقوات الأمن العراقية والميليشيات المتناحرة من جهة أخرى. وخلف إطلاق النار في بغداد ما لا يقل عن 30 قتيلاً وأكثر من 400 جريح، وانتهت الاشتباكات المسلحة يوم الثلاثاء الماضي عندما دعا الصدر أتباعه إلى الانسحاب، وأكدت الصحيفة أن خطر وقوع المزيد من الاشتباكات يلوح في الأفق حيث لم يتم تسوية التنافس السياسي بين الصدر وخصومه المدعومين من إيران في كتلة إطار التنسيق، التي تضم زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ويختلف كلا المعسكرين حول الآلية المناسبة لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وهي مطالب رئيسية للصدر.