ارفعوا الحصار عن تعز.. صرخات يمنية في وجه قيود ميليشيا الحوثي
تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها ضد الشعب اليمني
يحاصرون المدن ويهربون الأسلحة بين إمدادت اليمنيين، لم تترك ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران سلاحاً أو جريمة حرب جماعية أو فردية إلا ومارستها، كما تستمر في انتهاكاتها للحقوق الإنسانية والاقتصادية في تعز اليمنية منذ السيطرة عليها.
فقد تحاول ميليشيا الحوثي دائماً تخريب المبادرات الإنسانية من تعبيد الطرقات وتسهيل حركة تنقل اليمنيين بين المحافظات إلا وتسعى لاستغلالها لتهريب أسلحة الموت.
كما يتمسك الحوثيون بعدم رفع حصار تعز وفتح شريان للمدنيين كما يرفضون تسليم المرتبات من رسوم سفن الوقود عبر ميناء الحديدة، في حين استوفت الحكومة اليمنية والتحالف العربي كافة البنود، وفقا للاتفاق الأممي.
وكانت قد شهدت اليمن، في أبريل الماضي، هدنة أممية هشة وتضمنت إجراءات إنسانية واقتصادية، عبر تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة ورحلات عبر مطار صنعاء ومفاوضات لفتح طرق ومعابر إلى تعز وغيرها من المحافظات وتسليم مرتبات للمدنيين.
صرخة جماعية في وجه أغلال الحوثي
وفي هذا الصدد، تظاهر الآلاف في شارع جمال عبدالناصر في قلب مدينة تعز، مطالبين برفع الحصار الحوثي عن المدينة ولتوجيه صرخة جماعية في وجه أغلال وقيود الحوثيين الذين يحاصرون محافظة يستوطنها أكثر من 5 ملايين نسمة، فضلا عن تأييد خطوات مجلس القيادة الرئاسي تجاه السلام بموجب الهدنة ومشاورات الرياض.
وجاء ذلك في الوقت الذي بدأ فيه أطراف النزاع مشاورات برعاية الأمم المتحدة لحلحلة هذه القضية.
وخلال المظاهرة التي دارت في شوارع المدينة المحاصرة منذ 7 أعوام ونصف كانت طفلة في العاشرة من عمرها ترفع لافتة عليها "اكسروا الحصار، افتحوا المعابر سلما أو حربا، حوارا أو قتالا.. فكوا الحصار عن تعز".
كما رفع مئات من سكان المدينة لافتات باللغة العربية والإنجليزية، يطالبون برفع الحصار عن تعز ورددوا شعارات تطالب بفتح الطرق، حسب وكالة فرانس برس الإخبارية.
مطلب جماعي
"فيما أصدر الآلاف من المتظاهرين بياناً يطالبون فيها السلطة المحلية والأحزاب والمكونات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني بفك الحصار وأنه مطلب جماعي لكل أبناء تعز، محذرين أن يخضع الملف للتجزئة.
وحمَّل البيان المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي لليمن مسؤولية تجاهل ملف حصار تعز وإغلاق منافذها والطرقات الرئيسة التي تربط تعز بمختلف المحافظات وتحديدًا طرق تعز صنعاء وتعز الحديدة وتعز عدن.
وحذر البيان من انتهاء الهدنة دون فتح الطرقات ليصبح المجتمع الدولي أمام امتحان حقيقي إزاء ملف طرقات تعز، وأن الملف الإنساني حزمة متكاملة غير قابلة للتجزئة وخطوة حقيقية ممهدة للسلام الشامل في اليمن، وما دون ذلك يبقى كل طرح مناورات لا قيمة لها.
وأشار إلى أن استمرار إغلاق طرقات تعز يترتب عليه أعباء ومخاطر ومعوقات إنسانية استثنائية، وحرمان المحافظة في المديريات الواقعة تحت ميليشيات الحوثي من الاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية في مدينة تعز.
كما أن إغلاق الطرقات يترتب عليه ارتفاع أسعار البضائع والسلع عامة وخاصة المواد الغذائية والدوائية، فضلا عن الحرمان من المياه ووجود مخاطر بيئية من أبرزها عدم السماح بإيصال النفايات إلى مقلب القمامة الواقع في مناطق سيطرة الحوثي، وفقا للبيان.
وشدد على تحييد المجالات الإنسانية من الحرب والسماح بضخ المياه من الآبار الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والدوائية دون قيد أو شرط.
واستهجن البيان استخدام ميليشيات الحوثي الطائرات المسيرة والمدفعية ومختلف أنواع السلاح في الهجوم على الموانئ والمنافذ الرئيسية.
وأكد البيان الشعبي أنه "لا معنى للهدنة ولأي مفاوضات تؤسس لسلام شامل ودائم بدون فتح جميع طرقات ومعابر تعز التي تؤمّن حركة المواطنين في إطارها ومع المحافظات الأخرى".
كما أكد أهمية التعامل مع تعز كشريان وطني للاقتصاد ولاسيما مع تداعي أزمة الغذاء والطاقة العالمية التي ستلقي بظلالها على اليمن، بما يحتم التنفيس عن البيوت التجارية ورأس المال الوطني والحواضن الصناعية والطرق.
وثمن البيان المبادرة الأحادية التي أطلقها العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية بفتح الطرق من طرف واحد ودون أي شروط، وقامت بترميم كافة الجسور والعبارات.
كما ثمن الجهود المبذولة من دول مجلس التعاون في لمّ الصف اليمني وتوحيد الكلمة، خاصة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد البيان دعمه اللامحدود لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي ولمخرجات مشاورات الرياض.
أولويات المجتمع الدولي
وكان قد أثار حصار الحوثي مدينة تعز غضباً واسعاً فيما تصدر أولويات المجتمع الدولي، وذلك منذ سريان الهدنة الأممية في اليمن عاد حصار الحوثي على مدينة تعز إلى الأضواء كقضية إنسانية.
وبالتزامن مع بدء المبعوث الأممي لليمن هانس حروندبرج مفاوضات في الأردن لفتح ممرات رئيسية إلى تعز بين وفدي الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي، خرج الآلاف من أبناء المحافظة للتظاهر للمطالبة بفك الحصار.
وكانت ميليشيات الحوثي استبقت مفاوضات رفع حصار تعز في الأردن ودفعت بتعزيزات غير مسبوقة إلى جبهات المحافظة للضغط على إبقاء الهدنة بشروطها.