ثورة الخبز في ليبيا.. كيف يعيش المواطنون في صراع السراج والكبير؟

ثورة الخبز في ليبيا.. كيف يعيش المواطنون في صراع السراج والكبير؟
صورة أرشيفية

فتحت أزمة الخبز التي تعيشها ليبيا سجالا جديدا بين رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، ومحافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، وسط تحذيرات من انفجار الأوضاع الاجتماعية في البلد الغني بالنفط، مع استمرار هذا الوضع الغذائي، حيث سجلت ليبيا خلال الأيام الماضية نقصا حادا في الخبز، بعد تراجع مخزون الدقيق وارتفاع أسعار مكونات صناعة الخبز، وهو ما تسبب في إغلاق عدد من المخابز، الأمر الذي أثار مخاوف السراج ودفعه إلى التحرك، خشية دخول البلاد في أزمة غذائية وحراك اجتماعي.

تحركات غير فعالة

وأكد رئيس اللجنة العليا لمتابعة المخابز علي عبد الله الفقير استئناف عمل وتشغيل المخابز كما كان عليه من قبل القفل، "وذلك حسبما تم الاتفاق بشأنه مع مكتب دعم القرار" بديوان مجلس الوزراء في العاصمة طرابلس، "على أن يتمّ العمل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بمشاركة النقابة العامة للمخابز ومصنعي الدقيق بالقطاع الخاص.

حالة احتقان بين المواطنين

ويقول "س . و": إن القرار لتحاشي ثورة خبز قد تندلع في البلاد في أي وقت، نتيجة حالة الاحتقان الواسع بين الشعب الليبي على إثر الارتفاع المفاجئ في سعر الرغيف، ورفعت المطاحن العامة والخاصة أسعار الدقيق لأعلى مستوى، أي 220 دينارا ليبيا، حيث إن تلك الشركات رفعت أسعار المواد الداخلة في التصنيع، كالخميرة والزيت والملح والسكر ومستلزمات المعجنات.

وتابع: "المطاحن في طرابلس رفعت أسعار الدقيق لتصل إلى 210 دنانير للقنطار الواحد، أي ما يعادل 47 دولاراً تقريباً، بعد ما كان يباع بـ155 ديناراً، أي نحو 35 دولاراً للقنطار الواحد، كما أن جميع الأصناف المتعلقة بصناعة الخبز ارتفعت أسعارها، لاسيما الزيت وملح الطعام والخميرة".

ارتفاع جنوني في الأسعار

من جانبه قال "خ . ع": إنه لا يمكن أن 3 أرغفة من الخبز أصبحت تباع بدينار ليبي، فقد رفع سعر الخبز من ربع دينار إلى 33 قرشاً، وبالرغم من أن بلدية طرابلس حذرت من أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية المنصوص عليها ضدّ المتلاعبين في سعر الخبز، إلا أنه حتى الآن لا يوجد أي تحرك".

وأضاف: "ارتفاع سعر الخبز أثار الغضب والاستياء من قبل المواطنين الذين يعانون من فترة طويلة من أزمة نقص السيولة النقدية، والتأخر في صرف الرواتب، يقابله ارتفاع سعر صرف الدولار، محدثة حالة من العجز يعاني منها المواطن الليبي"، مشيرا إلى أن ليبيا سجلت ليبيا خلال الأيام الماضية نقصا حادا في الخبز، بعد تراجع مخزون الدقيق وارتفاع أسعار مكونات صناعة الخبز، وهو ما تسبب في إغلاق عدد من المخابز والمطاحن.

مخاوف السراج

وظهرت مخاوف رئيس حكومة الوفاق بشكل واضح في رسالة وجهها مساء الأحد، إلى محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، أكد فيها أن "نفاد مخزون الدقيق يعني دخول البلاد في أزمة غذائية"، واتهم المركزي بـ"عدم الدقة في تقدير الأولويات والاحتياجات عند فتح الاعتمادات وتخصيص مبالغ ضخمة لاستيراد لسلع غير مهمة في حياة المواطن"، في إشارة إلى عمليات هدر للأموال على سلع غير أساسية لليبيين، لافتاً إلى أن آخر اعتماد فتح لاستيراد الدقيق كان في شهر أغسطس 2020.

صراع الوفاق والبنك المركزي

في المقابل، وردا على هذه المطالب، وجه الكبير رسالة إلى السراج، أرجع فيها نقص مادة الدقيق إلى التهريب، وطالبه بضرورة ضبط حدود ومنافذ الدولة.

كما أضاف أن ما تم فتحه من اعتمادات في 2020، لتوريد مادة الدقيق يتناسب مع مقدار الاستهلاك المعتاد في البلاد، مشيرا إلى أنّه لم يتم فتح اعتمادات مستندية لتوريد سلع ليست ذات أهمية وأن مادة الدقيق بين المواد الأساسية بالتوريد.

صدام سياسي - مالي

ولا يعد هذا الصدام بين قطبي السلطة السياسية والمالية في طرابلس الأول من نوعه، فالعلاقة بين محافظ المصرف المركزي ورئيس حكومة الوفاق متوترة منذ شهرين، بسبب خلافات حول التصرّف في عائدات النفط التي تودع كلها في حسابات المؤسسة الوطنية للنفط بالمصرف الليبي الخارجي، وتنافس للتحكم في القرار الاقتصادي والنقدي للبلاد.