كارثة وراء الأخرى.. تسمم الأطفال بدرنة الليبية بسبب تلوث المياه

تعرض الأطفال بدرنة الليبية للتسمم بسبب تلوث المياه

كارثة وراء الأخرى.. تسمم الأطفال بدرنة الليبية بسبب تلوث المياه
صورة أرشيفية

ساعات قليلة جعلت من ليبيا منطقة منكوبة وفي نفس الوقت موبوءة، وسنوات مقبلة ستعاني فيها ليبيا جراء إعصار دانيال المدمر الذي بدوره أخفى ما يقرب من نصف ليبيا تحت مياه البحر الأحمر المتوسط.

ويقوم البحر يومياً منذ الإعصار بإخراج الجثث إلى الشواطئ، في أكبر كارثة إنسانية مرت على المنطقة منذ عقود وقرون، وعدد الضحايا غير معلوم حتى الآن من صعوبة الموقف في البلاد.
 
كارثة جديدة بدرنة 

وبسبب الإعصار سجلت ليبيا 55 حالة تسمم بين الأطفال جراء تلوث المياه في مدينة درنة حسبما أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في العاصمة طرابلس، وذلك نتيجة السيول التي دمرت شبكات المياه، واختلاطها بمياه ملوثة.

في ظل نظام صحي في المدينة متهالك، وحالات التسمم المتوقع حدوثها ستزيد من تردي الوضع الصحي، وهو ما أدى إلى دعوات لإخلاء المناطق التي تضررت بها المباني بالكامل من السكان جميعا، وكذلك المناطق التي تلوثت فيها مياه الشرب من النساء والأطفال.

ارتفاع مستوى التلوث في درنة 

وبالرغم من تسمم المياه في درنة، وارتفاع مستوى تلوث البيئة بسبب الجثث المتحللة، قال مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إن الفيضانات في ليبيا، التي أودت بحياة آلاف الأشخاص في أسوأ كارثة طبيعية تحل بها في التاريخ الحديث، كانت بسبب تصادم المناخ بالإمكانات.

وعلى الرغم من أن العمليات بدأت لإجلاء المواطنين من درنة، ومنع دخول المدنيين إليها، مضيفاً أن الوجود في درنة سيقتصر على فرق الإنقاذ والمتطوعين وقوات الجيش.

بدورها، دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة،  السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 1000 شخص دُفنوا بهذه الطريقة حتى الآن منذ وقوع الكارثة.

ويقول المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح: نتيجة لأن هناك الآلاف من الجثث في الشوارع وعلى شواطئ درنة، فقد أصبح الهواء نفسه ملوثا، وقد يؤدي إلى مزيد من الضحايا وحالات المرض في المستقبل.

وأضاف مفتاح في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن  وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة، أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب الفضلات منها، وهو طبيعي لأن الجثث متناثرة في الشوارع، ويحاول المواطنون مع فرق الإنقاذ تجميعها لدفنها بشكل جماعي.