أستاذ علوم سياسية: التقارب مع إيران وتركيا قد يفتح أبواب المخاطر الأمنية والسياسية

أستاذ علوم سياسية: التقارب مع إيران وتركيا قد يفتح أبواب المخاطر الأمنية والسياسية

أستاذ علوم سياسية: التقارب مع إيران وتركيا قد يفتح أبواب المخاطر الأمنية والسياسية
خامنئي

تشهد العلاقات بين بعض الدول العربية ودولتي إيران وتركيا تحولات ملحوظة في الآونة الأخيرة، إذ يظهر تقارب سياسي واقتصادي بين بعض هذه الدول وبين إيران وتركيا، ما يُثير مخاوف عدة بشأن الآثار المحتملة لهذا التقارب، هذه المخاوف تتنوع بين المخاطر الأمنية، السياسية، والاقتصادية التي قد تُنجم عن تداعيات هذه العلاقة.

المخاطر الأمنية


من أبرز المخاطر المرتبطة بالتقارب مع إيران وتركيا هي التهديدات الأمنية المحتملة في المنطقة. كلا البلدين يمتلكان تأثيرًا كبيرًا في الشؤون الإقليمية، ويعتبران لاعبَين رئيسين في النزاعات الإقليمية، مثل الصراع في سوريا واليمن. علاوة على ذلك، إيران وتركيا لا تتفقان دائمًا مع سياسات بعض الدول العربية، وقد يُؤدي هذا التقارب إلى زيادة التوترات أو حتى التدخلات العسكرية في بعض الحالات.

المخاطر السياسية


على الصعيد السياسي، قد يُؤدي التقارب مع إيران وتركيا إلى تباين في السياسات الإقليمية والدولية للدول العربية وإيران، على سبيل المثال، تسعى لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط، وقد يُساهم التقارب مع بعض الدول العربية في تعزيز دورها في الشؤون الداخلية لتلك الدول. من جهة أخرى، تركيا تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تسعى لتعزيز دورها الإقليمي وقد تُؤثر تحركاتها في هذه الدول على توازن القوى الإقليمية.

المخاطر الاقتصادية


من الناحية الاقتصادية، قد يكون للتقارب مع إيران وتركيا تبعات سلبية على العلاقات التجارية مع دول أخرى، خاصة الدول الغربية التي قد تفرض عقوبات اقتصادية على هذه الدول. على سبيل المثال، إيران لا تزال تحت تأثير عقوبات دولية بسبب برنامجها النووي، مما قد يعرض الدول المتقاربة معها لمشاكل اقتصادية، في حين أن تركيا تُواجه تحديات اقتصادية جمة قد تؤثر على قدرتها على تقديم الدعم الاقتصادي المستدام لدول أخرى.

التحديات المستقبلية


تشكل علاقات التقارب مع إيران وتركيا تحديات معقدة في المستقبل، وقد تتطلب هذه الدول العربية أن توازن بعناية بين مصالحها الوطنية والتهديدات الإقليمية والدولية. يتعين على هذه الدول أن تضع استراتيجيات دقيقة للتعامل مع هذا التقارب دون أن تؤثر سلبًا على استقرارها الداخلي وعلاقاتها الخارجية.


في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" تحدث الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، عن المخاطر التي قد تنجم عن التقارب مع إيران وتركيا، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات قد تفتح أبوابًا لتحديات متعددة على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي.

وقال إن "إيران وتركيا هما دولتان ذواتا تأثير كبير في منطقة الشرق الأوسط، ولكل منهما طموحات إقليمية قد لا تتوافق دائمًا مع مصالح الدول العربية، بينما تسعى إيران إلى توسيع نفوذها في المنطقة عبر تحالفات مع جماعات مسلحة ودعم حكومات موالية لها، فإن تركيا تسعى لتحقيق دور أكبر في السياسة الإقليمية، وهو ما قد يُؤدي إلى تدخلات قد تزعزع الاستقرار في بعض الدول".

وأضاف د. حسن سلامة أن "التقارب مع هاتين الدولتين قد يخلق تباينًا في السياسات الإقليمية، مما يُعزز من احتمالية تفاقم الصراعات الداخلية أو حتى التدخلات العسكرية، كما أن هذا التقارب قد يُؤدي إلى توترات مع الدول الغربية، التي تفرض عقوبات اقتصادية على إيران وقد تجد نفسها مجبرة على اتخاذ مواقف حاسمة تجاه الدول المتقاربة معها".

وأردف قائلًا: "من الناحية الاقتصادية، قد يكون لهذا التقارب تبعات سلبية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها كل من إيران وتركيا، مما قد يجعل الدول العربية المتقاربة معهما عرضة لضرر اقتصادي بسبب العقوبات الدولية أو انهيار الأداء الاقتصادي في هذه البلدان".

وأوضح د. سلامة أن الدول العربية يجب أن تكون حريصة في تحديد مسارات تحالفاتها الإقليمية، وأن تُوازن بين تحقيق مصالحها الوطنية والحفاظ على استقرار المنطقة.