بين العقوبات والمفاوضات.. هل تنجح واشنطن في كبح موسكو ووقف الحرب على أوكرانيا

بين العقوبات والمفاوضات.. هل تنجح واشنطن في كبح موسكو ووقف الحرب على أوكرانيا

بين العقوبات والمفاوضات.. هل تنجح واشنطن في كبح موسكو ووقف الحرب على أوكرانيا
بوتين

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع في أوكرانيا، قابلت موسكو هذه الجهود بردود فاترة، مؤكدة قدرتها على مواصلة الحرب رغم الضغوط، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.


وصرّح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن موسكو "لا ترى شيئًا جديدًا" في تصريحات ترامب الأخيرة، التي نشرها على منصته الخاصة، مهددًا بزيادة العقوبات الاقتصادية على روسيا.  

رهان روسي  


وتابعت الصحيفة، أنه رغم أن الحرب التي اندلعت منذ ما يُقارب ثلاث سنوات استنزفت الموارد والقدرات البشرية الروسية، تعتقد القيادة في الكرملين أنها استطاعت التكيف مع العقوبات، وأنها قادرة على تحمل سنة إضافية من النزاع، ويُعتقد أن روسيا قد تكبدت حوالي 700 ألف إصابة في الحرب، وفقًا لمسؤولين غربيين.  


وأضافت أن موسكو ترى نفسها في وضع يمكّنها من مواصلة العمليات العسكرية. فقد تمكنت القوات الروسية من تحقيق مكاسب ميدانية، ما أدى إلى سيطرة موسكو على ما يقارب خُمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك مناطق لوجستية هامة.  

الأوضاع الاقتصادية  


تشهد روسيا تحديات اقتصادية كبيرة، حيث تتعرض لضغوط تضخمية جراء ضخ مليارات الدولارات في قطاع الدفاع. ورغم ذلك، تقدم الحكومة حوافز مالية للتجنيد وتوفير الدعم لأسر القتلى والمصابين في الحرب.  


وبينما يُطالب ترامب بوقف العمليات العسكرية، فإن تهديداته تبدو في نظر موسكو مجرد استعراض سياسي. ويرى بعض المحللين أن الكرملين يتعامل مع تصريحات ترامب كجزء من لعبة سياسية، وليس كعرض جاد للمفاوضات.  


يسعى بوتين لتحقيق تسوية سياسية تشمل الاعتراف بالمكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا، وقطع العلاقات العسكرية بين أوكرانيا وحلف الناتو، وتقليص قدرات الجيش الأوكراني.  


وقال بيسكوف إن موسكو لا تزال منفتحة على الحوار، لكن بشروطها الخاصة، مضيفًا أن بوتين يسعى للتوصل إلى اتفاق شبيه بترتيبات "يالطا" التي قسّمت أوروبا في نهاية الحرب العالمية الثانية.  


وفي المقابل، تدرك كييف أن استعادة جميع الأراضي التي خسرتها خلال النزاع أصبح أمرًا غير واقعي. ومع ذلك، تطالب الحكومة الأوكرانية بضمانات أمنية تمنع روسيا من استغلال أي هدنة لإعادة تجميع قواتها.  


ويرى المراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة حول فرض عقوبات جديدة قد تعمق الفجوة بين الطرفين.


ويؤكد محللون أن المفاوضات مع روسيا تحتاج إلى لغة مختلفة أكثر واقعية.  


في ظل استمرار النزاع والتوتر بين الأطراف، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت موسكو وواشنطن قادرتين على التوصل إلى تسوية سياسية توقف نزيف الحرب، أم أن التصعيد سيظل سيد الموقف؟