ترامب يرفع سقف التهديدات: عقوبات جديدة على روسيا إذا رفضت التفاوض

ترامب يرفع سقف التهديدات: عقوبات جديدة على روسيا إذا رفضت التفاوض

ترامب يرفع سقف التهديدات: عقوبات جديدة على روسيا إذا رفضت التفاوض
ترامب

في ظل تصاعد الأزمة الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، يلوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعقوبات جديدة على روسيا في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

 يأتي هذا التهديد في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترًا غير مسبوق، حيث تسعى واشنطن إلى إيجاد مخرج دبلوماسي لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودمر البنية التحتية لأوكرانيا، مع تصاعد الضغوط الدولية، يبدو أن ترامب يحاول إعادة رسم خريطة التحالفات والمواقف، مستخدمًا العقوبات كورقة ضغط رئيسية، ولكن، هل ستنجح هذه الخطوة في إقناع بوتين بإنهاء الحرب، أم أنها مجرد خطوة رمزية في لعبة سياسية معقدة؟

*العقوبات كسلاح دبلوماسي*


في تصريحات أدلى بها أمام الصحفيين في البيت الأبيض، أشار ترامب أن إدارته تدرس فرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم تلتزم بالتفاوض مع أوكرانيا.

وعلى الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل هذه العقوبات، إلا أن الخبراء يرون أنها قد تستهدف قطاعات حيوية مثل الطاقة والتمويل والتجارة الدولية.

هذه الخطوة تأتي في سياق سلسلة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو منذ بداية الحرب في فبراير 2022، والتي شملت تجميد أصول شخصيات روسية بارزة وحظر استيراد النفط والغاز الروسي. 

ترامب، الذي وصف بوتين بأنه "يدمر روسيا" بسبب إصراره على مواصلة الحرب، أكد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام.

من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية: إن العقوبات وحدها ليست كافية لإجبار بوتين على تغيير موقفه.

وأضاف المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن روسيا لديها قدرة كبيرة على تحمل الضغوط الاقتصادية، خاصة مع دعمها من قبل حلفاء مثل الصين والهند.

وتابع، العقوبات قد تزيد من تكلفة الحرب على موسكو، لكنها لن توقفها، موضحًا أن بوتين يعتبر أوكرانيا قضية أمن قومي، ولن يتنازل عن أهدافه الجيوسياسية بسهولة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الحل الحقيقي يكمن في مفاوضات مباشرة تشمل جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا والغرب، مع تقديم ضمانات أمنية واضحة لكلا الجانبين.



*الدور الأوروبي والأسلحة الأوكرانية*


إلى جانب العقوبات، أشار ترامب أن إدارته تدرس إرسال أسلحة إضافية إلى أوكرانيا، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى بذل المزيد من الجهود لدعم كييف.

هذا التصريح يأتي في إطار الجهود الدولية لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية، خاصة في ظل التحديات العسكرية الكبيرة التي تواجهها القوات الأوكرانية في مواجهة الجيش الروسي. 

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى نشر قوة أوروبية قوامها 200 ألف عسكري لضمان أمن أوكرانيا في حال التوصل إلى هدنة مع روسيا.

هذه الدعوة، التي تم طرحها خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، تعكس مخاوف كييف من احتمال تجدد الغزو الروسي حتى بعد وقف إطلاق النار. 

*الصين: لاعب رئيسي في المعادلة* 


لم يقتصر دور ترامب على الضغط على روسيا فحسب، بل حاول أيضًا إشراك الصين في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

في مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، حث ترامب بكين على استخدام نفوذها لإقناع بوتين بوقف الحرب.

ومع ذلك، يبدو أن الصين لم تبذل جهودًا كبيرة في هذا الصدد، مما يطرح تساؤلات حول مدى تأثيرها الفعلي في الأزمة.

يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة: رغم التصريحات المتفائلة لترامب حول إمكانية إنهاء الحرب، يبقى الواقع على الأرض معقدًا. العقوبات، وإن كانت أداة قوية، قد لا تكون كافية لإجبار روسيا على تغيير سياستها.

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن الدعم العسكري لأوكرانيا، وإن كان ضروريًا، قد يطيل أمد الصراع بدلاً من إنهائه، مضيفًا، في النهاية، يبدو أن الحل الدبلوماسي يبقى الخيار الأفضل، لكنه يتطلب تنازلات من جميع الأطراف، ومع استمرار الحرب، تزداد التكلفة الإنسانية والاقتصادية؛ مما يجعل من الضروري إيجاد مخرج سريع قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.