هدنة أم حرب.. 72 ساعة مفصلية في غزة وتفاؤول مصري
هدنة أم حرب.. 72 ساعة مفصلية في غزة وتفاؤول مصري
يبدو وأن الهدنة قد تقترب في الآونة المقبلة بعد المحادثات المصرية الأخيرة مع جانبي النزاع في قطاع غزة، حركة حماس وإسرائيل، الآن قد يوقعون على هدنة قريبة تسعى لوقف إطلاق النيران، في المقابل يتم تسليم الرهائن المتواجدين لدى حركة حماس.
وتسعى مصر وقطر عبر اجتماع القاهرة الذي عقد الاثنين الماضي لوقف نزيف الحرب، حيث تتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية منذ السابع من أكتوبر للتوصل إلى هدنة بعدما تم إقرار أحدها في الماضي لمدة 6 أيام.
اقتراب النجاح بعد أشهر عجاف
وعقب اجتماع القاهرة مؤخرًا ينتظر من حركة حماس ردًا على مقترح الهدنة الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر، بعد أشهر من المناقشات غير المثمرة، حيث غادر وفد حماس مصر وعاد إلى قطر للتشاور بالأفكار والمطروح على قادة الحركة للرد في أسرع وقت ممكن.
وقد أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن - خلال زيارته إلى المنطقة-، عن أمله في أن تقبل حماس مقترح الهدنة والتبادل الأخير الذي وصفه بأنه "سخي جدًا".
في نفس التوقيت، يستعد الجيش الإسرائيلي لخطة عملية المعقل الأخير لحركة حماس، حيث يريد اقتحام مدينة رفح آخر المدن في قطاع غزة، والتى يتواجد بها ما يقرب من 2 مليون مواطن فلسطيني، ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه خلال الـ48 إلى 72 ساعة القادمة "سيتم اتخاذ القرار الذي سيشكل نهاية الحملة في قطاع غزة".
تفاؤول مصري حذر
والقاهرة صاحبة المفاوضات الأخيرة كانت قد عبرت عن طريق وزير الخارجية المصري سامح شكري، بتفاؤل بلاده بشأن مقترح الهدنة في قطاع غزة، وقال شكري: إن "القاهرة تنتظر ردًا على الاقتراح من إسرائيل وكذلك من حركة حماس".
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية في الرياض بحضور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والذي اعتبر أن الحرب حولت إسرائيل إلى دولة منبوذة -على حد وصفه-.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية - في وقت سابق-: إن إسرائيل تعرض هدنة لمدة أسابيع تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادل 33 من الرهائن الإسرائيليين المدنيين الأحياء المحتجزين لدى حماس في مقابل قيام إسرائيل بإطلاق سراح عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى السماح بعودة أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة وإخلاء إسرائيل لممر نتساريم، الذي يفصل شمالي القطاع عن باقي مناطقه، على أن يعقب ذلك مفاوضات لوقف الحرب.
ويقول الباحث السياسي مختار غباشي: إن إسرائيل قررت وقف الحرب أخيرًا، حيث إن اقتحام مدينة رفح سيكون له أثرًا عالميًا للدولة العبرية وتخسر المزيد، كما أن الحرب أيقظت القضية الفلسطينية عالميًا، وأصبح مقترح حل الدولتين هو الواقع التى لا تريد إسرائيل أو الولايات المتحدة تمريره، وكذلك كشفت التقارير بأن كلما زادت حدة ومدة الحرب بات هناك تعاطفًا عالميًا مع الفلسطنيين، وهو ما تخشاه إسرائيل حاليًا.
وأضاف غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن القاهرة بدورها منذ بدء الأزمة وهي تقوم بعمليات المفاوضات، ومثلما نجحت في الماضي بوقف حرب كانت على بداية مشارفها ستوقف الحرب الحالية وستقود إعمار قطاع غزة مثلما فعلت في السابق، خاصة وأن مصر هي صمام الأمان للشعب الفسطيني، والذي يرى أن مصر هي الملاذ الأهم له في الأزمات.