أكثر تشددًا.. ماذا ينتظر إيران بالمستقبل عقب وفاة رئيسي؟
ينتظر إيران مستقبل غامض عقب وفاة رئيسي
عقب إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان والوفد المرافق لهما في حادث تحطم طائرة مروحية بمنطقة جبلية وعرة بشمال غرب البلاد، واختيار البلاد سريعًا رئيسًا مؤقتًا ووزيرًا للخارجية مع الإعلان عن انتخابات رئاسية عقب 50 يومًا.
الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي لم يكن بشكل عام الشخص المحبوب في إيران بل كان على خلافات عديدة وشهدت فترته الرئاسية العديد من الأزمات في البلاد، وكانت الاحتجاجات هي السمة الأساسية في طهران وكانت أيضًا هناك العديد من الأزمات مع المرأة في البلاد، حيث شهدت عمليات قمع وتشديدًا كبيرًا في البلاد، ولكن ما بعد وفاة رئيسي ماذا ينتظر الشعب الإيراني.
إيران نحو مستقبل أكثر تشددًا
على الرغم من التشدد الذي شهدته فترة إبراهيم رئيسي إلا أن المستقبل الغامض في إيران سوف يكون بشكل أو بآخر متشددًا أكثر وفق ما أوردت الصحف العالمية نحو ماذا ستحمل إيران في الآونة المقبلة.
حيث إن مصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم طائرته، آثار تكهنات حول خلف المرشد الأعلى المقبل، إذ كان ينظر إلى رئيسي على أنه المرشح الرئيسي ليحل محل آية الله خامنئي، كما أن خروج رئيسي من مجموعة المرشحين المحتملين، أثار سؤالًا حول ما إذا كانت هذه فرصة للنظام الإيراني لتوسيع المشاركة السياسية في البلاد من خلال إعادة المعتدلين والشخصيات الإصلاحية إلى بعض وظائف الدولة.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تقلصت الدائرة الداخلية للنظام في إيران، وستستمر في ذلك، وتدفع وفاة رئيسي إيران إلى أبعد من ذلك في هذا الاتجاه.
التأهب في ظل الحرب.
وتدخل إيران في الوقت الحالي حرب بالوكالة مع إسرائيل بدعمها لميليشيات الحوثي وحزب الله وتواجد قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وكذلك تقوم إسرائيل في "فضح" نقاط الضعف العسكرية الإيرانية من خلال هجماتها على وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق، والهجوم الرمزي على أصفهان الشهر الماضي، مما جعل النظام في إيران في حالة تأهب قصوى بشأن التسلل الإسرائيلي، ليقوم النظام بتشديد أكثر علي الشعب الإيراني خوفًا من زيادة التسلسل.
وتعزيز فرص مجتبى، نجل خامنئي، في تولي السلطة خلفًا لوالده قد يفتح أبوابًا جديدة في البلاد بعد وفاة رئيسي مع تضاؤل عدد الأشخاص الذين يمكن الوثوق بهم، فإن الدائرة الداخلية للنظام الإيراني سوف تستمر في الانكماش، مع اندماج العناصر الدينية والعسكرية في النظام مع بعضها البعض بقوة أكبر من أي وقت مضى.
وقال المعارض الإيراني علي رضا: إن المرشد في إيران يعاني حاليًا من تخوف كبير مع محاولات الشباب نحو احتجاجات كبرى في البلاد للنظام الذي أصبح على حافة الهاوية وهو ما يجعل قبضة الأمن أكثر عنفًا، وكذلك ستكون هناك فرص كبرى للنظام بهدف التضييق على الإعلام وهو ما يراه البعض زيادة سلطة المرشد العام في البلاد والنظام الديني بعيدًا عن الإصلاحي.
وأشار رضا - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر - إلى أن إيران ستشهد أخطر 50 يومًا سياسيًا في ظل إن اقتراب المرشد الأعلى علي خامنئي من نهاية فترة حكمه بسبب تقدمه في العمر وضعف حالته الصحية، أصبحت مسألة الخلافة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خاصة أن رئيسي كان أقرب المرشحين لخلافة المرشد ونجل المرشد مجتبى خامنئي يريد الكرسي بشده.
وقال موسى أفشار، عضو اللجنة الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: إن ايران في الوقت الحالي ستشهد تشديدًا أمنيًا وقمع حريات أكبر من قبل خامنئي، والذي بدوره سيقوم بعمليات سياسية مقبلة عدة تهدف لبقاء سياساته على إيران نفسها، ومن المتوقع أن نشهد في الآونة المقبلة اتهامات للشباب بالعمالة لإسرائيل وأمريكا، ضد النظام الإيراني ولكن الأزمة تكمن في موقف الحريات المنتهكة في البلاد.
وأضاف أفشار - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن رئيسي بالرغم من كونه متشددًا مع الحريات في البلاد وضد الشباب إلا أنه كان بشكل عام أفضل من المستقبل المجهول، وأن موقف المرشد يحتاج إلى إعادة النظر خاصة وأن هناك صراعًا ما بين قوى أخرى في البلاد من أجل كرسي المرشد أكثر من كرسي الرئاسة.