ما علاقة إيران بالهجمات الاسرائيلية على جنين؟

ما علاقة إيران بالهجمات الاسرائيلية على جنين؟

ما علاقة إيران بالهجمات الاسرائيلية على جنين؟
الجيش الإسرائيلي

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تبرز مدينة جنين الفلسطينية كواحدة من أبرز نقاط الاشتباك في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، لكن هذه المرة مع بعد جديد: " الدور الإيراني الخفي". 

تقارير أمنية حديثة تكشف عن شبكة معقدة لتهريب الأسلحة تديرها إيران، تهدف إلى تحويل جنين إلى معقل مسلح يهدد أمن إسرائيل، هذه التطورات تضع المدينة في قلب صراع إقليمي أوسع، حيث تصبح الضفة الغربية ساحة جديدة للمواجهة بين تل أبيب وطهران، فما هي خلفية هذا التصعيد، وكيف يمكن أن يؤثر على مستقبل الصراع في المنطقة؟


*جنين ساحة الصراع الإقليمي* 


جنين، المدينة التي تُعرف تاريخيًا بـ"عاصمة المقاومة"، تحولت في السنوات الأخيرة إلى نقطة محورية في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

لكن اليوم، لم تعد المقاومة هنا محلية فحسب، بل أصبحت جزءًا من استراتيجية إقليمية أوسع تشرف عليها إيران.

وفقًا لتقارير أمنية، تدير طهران شبكة تهريب سرية تهدف إلى إمداد الفصائل المسلحة في جنين بأسلحة متطورة؛ مما يجعل المدينة قاعدة لوجستية خطيرة تهدد أمن إسرائيل، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

*الشبكة الإيرانية: طرق التهريب والتنسيق*


تشير تقارير صحفية، بما في ذلك تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"،  أن إيران تعتمد على طرق برية وبحرية معقدة لتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.

وتشمل هذه الشحنات أسلحة متطورة مثل الطائرات المسيرة والأجهزة المشفرة، التي تسمح بتنسيق فوري بين قيادات الفصائل المسلحة.

هذه الشبكة تُدار بتنسيق عالٍ بين استخبارات إيران وحلفائها في المنطقة، مما يعكس استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز النفوذ الإيراني في فلسطين.

*الهدف الإيراني: تحويل الضفة إلى جبهة جديدة* 


تصريحات قيادات الحرس الثوري الإيراني تكشف أن دعم الفصائل المسلحة في الضفة الغربية جزء من "معركة طويلة الأمد لتحرير فلسطين".

وتسعى إيران إلى تحويل الضفة إلى جبهة مواجهة تشبه قطاع غزة، مما يضاعف الضغوط على إسرائيل ويفتح جبهة جديدة في الصراع.

هذا التحرك يعكس رؤية إستراتيجية لإيران لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم الجماعات المسلحة التي تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.

*الرد الإسرائيلي: عمليات وقائية أم تصعيد مخطّط؟* 


رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف العمليات الأخيرة في جنين بأنها "حرب وقائية" تهدف إلى إحباط "مشروع الإرهاب المدعوم من إيران".

وتشمل هذه العمليات غارات جوية ومداهمات تستهدف القضاء على شبكة التهريب الإيرانية.

ومع ذلك، يحذر خبراء من أن هذه العمليات قد تؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة، خاصة إذا استمر النفوذ الإيراني في التمدد.



*تداعيات الصراع: مخاطر التصعيد الإقليمي* 


تصاعد التوترات في جنين يطرح تساؤلات حول مستقبل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. 
فمن ناحية، تسعى إسرائيل إلى كبح النفوذ الإيراني ومنع تحول الضفة الغربية إلى ساحة حرب جديدة.

ومن ناحية أخرى، قد يؤدي استمرار العمليات الإسرائيلية إلى زيادة التوترات وتوسيع دائرة الصراع، خاصة إذا قررت إيران الرد عبر حلفائها في المنطقة.

هذا الوضع يضع المنطقة على حافة مواجهة إقليمية أوسع قد يكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار في الشرق الأوسط.

*الخلفية التاريخية: لماذا جنين؟*


جنين ليست مجرد مدينة عادية في الضفة الغربية؛ فهي تحمل رمزية تاريخية كبيرة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

خلال الانتفاضة الثانية في عام 2000 ولمدة خمس سنوات بعد اندلاعها، كانت جنين مسرحًا لمواجهات دامية بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية.

اليوم، تعود المدينة إلى الواجهة مرة أخرى، لكن هذه المرة ببعد إقليمي يتجاوز الصراع المحلي. 

الدور الإيراني في تعزيز المقاومة المسلحة في جنين يعكس رغبة طهران في استغلال التاريخ النضالي للمدينة لتحقيق أهدافها الإستراتيجية.

*تفتيت القضية*


من جانبه، يقول د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية: إن التصعيد في جنين يُظهر كيف أصبحت القضية الفلسطينية أداة في يد القوى الإقليمية، خاصة إيران، لتحقيق أهدافها الجيوسياسية.

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إيران تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم الجماعات المسلحة، مما يضع الفلسطينيين في موقف صعب بين مطالب المقاومة والضغوط الإسرائيلية.

وتابع، مع ذلك، فإن هذا النهج قد يؤدي إلى مزيد من التفتيت للقضية الفلسطينية، حيث تصبح الأجندات الإقليمية أكثر تأثيرًا من المطالب الوطنية الفلسطينية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن إسرائيل تستغل هذا الوضع لتبرير عملياتها العسكرية؛ مما يزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين، مضيفًا، الحل الحقيقي يكمن في إعادة التركيز على عملية سلام حقيقية، بدلًا من تحويل الصراع إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية.