انفجارات البيجر.. هل تدخل لبنان إلى حافة الهاوية

انفجارات البيجر.. هل تدخل لبنان إلى حافة الهاوية

انفجارات البيجر.. هل تدخل لبنان إلى حافة الهاوية
تفجيرات لبنان

انفجارات قوية في لبنان بطلها أجهزة الاتصال "بيجر" التي كانت كفيلة بوفاة أكثر من 30 شخصاً، وكذلك إصابة ما لا يقل عن 3000 عنصر من عناصر حزب الله.

 البيجر كانت عملية نوعية داخل لبنان قامت بها إسرائيل علي الرغم من عدم اعترافها إلا إن العملية السيبرانية كانت قوية للغاية ومؤثرة داخل الأوساط اللبنانية.

وتأتي الانفجارات التي وقعت، بأجهزة الإتصال "بيجر"، التي يستخدمها عاملون في وحدات ومؤسسات حزب الله اللبناني، وما أسفرت عنه من قتلى وجرحى، لتزيد من التوتر الحاصل بين الحزب وإسرائيل، ولتزيد كذلك من الاحتمالات، التي راجت خلال الأيام الماضية، بتوسيع إسرائيل عمليتها العسكرية ضد الحزب في لبنان.

معاناة لبنان الكبرى


لبنان، الذي يعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ سنوات، يشهد تدهورًا في قيمة عملته الوطنية، ارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة والفقر، وانهيارًا في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية. 

في ظل هذه الظروف الاقتصادية القاسية، يمثل الدخول في حرب جديدة عبئًا هائلًا قد يدفع بالبلاد نحو الهاوية.

 تصاعد الأعمال العدائية على الحدود الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل يعني المزيد من الدمار للبنية التحتية اللبنانية الهشة، ومزيدًا من العزلة الدولية التي قد تؤدي إلى تراجع أي جهود دولية لمساعدة لبنان على التعافي.

التأثير النفسي والاجتماعي للحرب على اللبنانيين كبير. يعيش المواطن اللبناني حالة من القلق والترقب، حيث أن أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى موجة جديدة من اللاجئين والنازحين داخل البلاد، بالإضافة إلى زيادة في تدهور الأوضاع المعيشية. الحرب قد تفرض ضغوطًا إضافية على الموارد المحدودة، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة للسكان.

ماذا يحمل مخاطر اتساع نطاق الحرب في المنطقة؟
من جانبه أعلن حزب الله اللبناني، انفجار "عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بالبيجر، والموجودة لدى عدد من العاملين، في وحدات ومؤسسات حزب الله ‏المختلفة".

 وأوضح الحزب - في بيان له-، أن "الانفجارات الغامضة الأسباب حتى ‏الآن" أدت إلى مقتل "طفلة واثنين من الأخوة ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة"، مؤكداً أن الأجهزة المختصة في حزب الله تقوم حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق ‏"أمنياً وعلمياً" لمعرفة الأسباب ‏التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة.‏

والدبلوماسية الدولية تسعى إلى تهدئة الأوضاع ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، لكن استمرار التصعيد على الأرض قد يجعل الحل السياسي أكثر صعوبة. وإذا لم يتم السيطرة على هذه المواجهات، فإن لبنان قد يجد نفسه أمام حرب لا يمكنه تحمل تبعاتها، في ظل اقتصاد ينهار وبنية اجتماعية على وشك التفكك.

ويقول الباحث السياسي طوني حبيب: إن التصعيد بحرب شاملة، قد تكون خطيرة على حزب الله نفسه، ففي حين يعتمد الحزب على دعم إيران وسوريا، إلا أن الدخول في مواجهة شاملة مع إسرائيل قد يستنزف موارده ويؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوفه، مما يؤثر سلبًا على نفوذه الداخلي في لبنان، بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التصعيد إلى تفاقم الانقسام الداخلي في البلاد، حيث يعارض العديد من اللبنانيين تورط حزب الله في صراع عسكري مع إسرائيل في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة، حيث إن لبنان على حافة الهاوية بالفعل، فهي بلد معرضاً للإفلاس وينتشر فيه الفساد بشكل مباشر.

وأضاف حبيب -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الحرب بين حزب الله وإسرائيل تمثل خطرًا حقيقيًا على مستقبل لبنان، إذا استمرت الأعمال العدائية، قد يجد البلد نفسه في مواجهة أزمة متعددة الأبعاد، تشمل الجوانب العسكرية، الاقتصادية، والسياسية، ما يجعل من الصعب على لبنان الخروج من دوامة الأزمات التي تعصف به منذ سنوات.