سياسيون عن أحداث الشيخ جراح بالقدس: صراع على الهوية.. وجريمة حرب
نشبت اشتباكات عنيفة بين الفلسطينين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح
تتوالى انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، محاولات تهويد مدينة القدس وتهجير عائلات فلسطينية بالكامل، في ظل التراخي الدولى أمام الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية.
اشتباكات عنيفة
وشهد حي الشيخ جراح بالقدس، اشتباكات عنيفة بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصيب أكثر من 90 شخصًا بجروح، فيما اعتقل 13 مواطنًا فلسطينيًا من مدينة القدس المحتلة.
إدانات عربية واسعة
ومن جانبها، أدانت عدد من الدول العربية، الهجمات الشرسة لسلطات الاحتلال الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الفلسطينيين، لتشجب كل من مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت والأزهر الاستفزازات بحق الفلسطينيين.
صراع على الهوية
قال عبد المهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني: إن ما يحدث في القدس، هو صراع على الهوية والسيادة، مشيرًا إلى أن الاستفزازات الإسرائيلية هذه المرة لم تكن عشوائية بل كانت في إطار ممنهج؛ بهدف خلق أمر واقع جديد فيما يتعلق بالمسجد الأقصى.
تغيير ديموغرافية القدس
وأضاف "مطاوع"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح، هو استكمال للمخطط الاستيطاني، الذي يهدف إلى تغيير الهوية الديموغرافية لمدينة القدس.
بؤرة استيطانية
وتابع المحلل السياسي الفلسطيني، أن حي الشيخ جراح يقسم مدينة القدس، إلى بؤرة استيطانية، والتي قد تحول الأحياء العربية في هذه المنطقة إلى جزأين منفصلين على خطى الكانتونات.
وأوضح أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي يحتاج إلى زيادة وتيرة المخططات الاستيطانية في القدس، وخاصة عقب حصوله على اعتراف من الإدارة الأميركية السابقة، بأن القدس عاصمة لإسرائيل.
تهجير قسري وفصل عنصري
وفي نفس السياق، قال الدكتور جهاد الحرازين أستاذ النظم القانونية والعلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما يحدث بالقدس هو جريمة تهجير قسري وفصل عنصري، في ظل الاعتداءات المتواصلة والانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني بمدينة القدس وكافة الأراضي الفلسطينية.
عزل القدس عن واقعها ومحيطها العربي
وأضاف الحرازين، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن مواصلة المخطط الاستيطاني الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية، يأتي في سياق مخطط عزل مدينة القدس عن محيطها وواقعها العربي.
جريمة حرب
وتابع أستاذ النظم القانونية والعلوم السياسية بجامعة القدس، أن سلطات الاحتلال تحاول دعم المستوطنين بسرقتهم لبيوت المقدسيين وتهجير أكثر من 500 فرد من بيوتهم وإعطائها للمستوطنين، الأمر الذي يخالف كافة الاتفاقيات الدولية، ويشكل جريمة حرب على الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن الشعب الفلسطيني استطاع أن يعيد القدس، إلى الطاولة الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية بتضحيات أبنائه، بعدما حاولت سلطات الاحتلال فرض صفقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على أرض الواقع بالقدس.
تغول إسرائيلي جديد
وبدوره، قال يوسف مخيمر رئيس هيئة المرابطين في القدس: إن ما يحدث في حى الشيخ جراح، هو تغول إسرائيلي جديد، حيث تعتقد الحكومة الإسرائيلية بأنها قد أنهت الحرب بالقدس، وأنها جاهزة لهضم ما تبقى من السيادة الفلسطينية على القدس.
على الحكومة الإسرائيلية الانسحاب من القدس
وأضاف مخيمر، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أنه على الحكومة الإسرائيلية أن تحسم أمرها بشأن الانسحاب من مدينة القدس، وإعادتها كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.