رسائل بوتين الخفية للغرب.. صواريخ روسيا الباليستية تُمطر أوكرانيا قبل تنصيب ترامب

رسائل بوتين الخفية للغرب.. صواريخ روسيا الباليستية تُمطر أوكرانيا قبل تنصيب ترامب

رسائل بوتين الخفية للغرب.. صواريخ روسيا الباليستية تُمطر أوكرانيا قبل تنصيب ترامب
بوتين

مع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من مرحلة حاسمة، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاروخًا باليستيًا تجريبيًا قادرًا على حمل رؤوس نووية باتجاه أوكرانيا، ما أثار قلقًا عالميًا وخصوصًا بين الدول الغربية بشأن تصاعد التوترات، حيث جاءت هذه الخطوة في وقت حساس حيث تترقب الأطراف الفاعلة وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، مع شكوك حول موقفه من الأزمة، حسبما نقلت صحيفة "الجارديان".

رسائل بوتين


وتابعت الصحيفة أنه لم يكن إطلاق الصاروخ مجرد تصعيد عسكري فحسب، بل رسالة سياسية واضحة موجهة للغرب. مع اقتراب نهاية فترة حكم جو بايدن، تحاول روسيا فرض واقع جديد في ساحة المعركة، بينما تستعد أوكرانيا لتعزيز مواقعها العسكرية، خاصة في منطقة كورسك الروسية، لضمان موقف تفاوضي قوي قبل أي تسوية محتملة.


وأضافت أنه في غضون ذلك، يظل الغموض يكتنف سياسات ترامب المقبلة، فبينما تستعد أوكرانيا لمواصلة القتال بموارد محدودة، تأمل إدارة بايدن في جعل كييف أكثر اعتمادًا على قدراتها الذاتية ودفع الدول الأوروبية لتحمل جزءًا أكبر من عبء الدعم العسكري.


وفي الأشهر الأخيرة من حكمه، منح بايدن أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى من طراز ATACMS ضد أهداف داخل روسيا، وأجاز أيضًا إرسال خبراء أمريكيين لصيانة المعدات العسكرية الأوكرانية، ورغم أهمية هذه المساعدات، فإنها جاءت متأخرة، مما قلل من تأثيرها.

ورقة مساومة


وأكدت الصحيفة أن هذه القرارات قد تصبح ورقة مساومة في يد ترامب، الذي قد يختار استخدامها لتحقيق مكاسب سياسية في أي مفاوضات مستقبلية مع بوتين.


وتابعت أنه في خطوة تحمل طابعًا رمزيًا كبيرًا، أطلقت روسيا صاروخًا تجريبيًا يُعتقد أنه نسخة معدلة من الصاروخ RS-26، والذي صُمم في الأصل لحمل رؤوس نووية. وأثار هذا الإطلاق تساؤلات حول احتمالية عودة أزمات التسلح التي شهدتها أوروبا في الثمانينيات.


وفي خطاب نادر بثه التلفزيون الروسي، هدد بوتين الدول الغربية، مؤكدًا أن هذه الصواريخ "لا يمكن اعتراضها". ولكن يبدو أن الإطلاق كان محسوبًا لتجنب تصعيد فوري مع الولايات المتحدة، حيث قدمت روسيا إشعارًا مسبقًا بشأن الاختبار.

مخاوف غربية


وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم التحذيرات، قللت الولايات المتحدة من أهمية التهديد النووي الروسي، مؤكدة أنها لم تلاحظ تغييرات جوهرية في استعدادات روسيا النووية. 


وأشار محللون إلى أن بوتين قد يكون حذرًا من استخدام الأسلحة النووية، خاصة مع فوز ترامب المتوقع أن يقلل الدعم الأمريكي لأوكرانيا.


وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا استخدمت التهديدات النووية سابقًا كورقة ضغط، لكنهم أشاروا إلى أن هذه التهديدات ليست دائمًا جادة.

خيارات ترامب


وأكدت الصحيفة أنه مع استعداد ترامب لتولي السلطة، تظل الخيارات مفتوحة أمامه: إما التفاوض مع بوتين من موقع قوة أو تقليل الدعم لأوكرانيا، وهو سيناريو قد يغير مسار الحرب بشكل جذري. ومع تصاعد المخاوف من تغير سياسات واشنطن، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات حاسمة ليس فقط لأوكرانيا وروسيا، ولكن أيضًا للاستقرار العالمي.