طائرات الموت الروسية تحوّل خيرسون إلى ساحة صراع لا تنام
طائرات الموت الروسية تحوّل خيرسون إلى ساحة صراع لا تنام
تحوّلت سماء مدينة خيرسون الواقعة على خطوط المواجهة إلى ميدان لمعركة غير متكافئة، حيث تنشر الطائرات الروسية بدون طيار الموت والرعب، مستهدفةً المدنيين بشكل متزايد، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين.
في تصريح على منصة "تيليجرام"، قال أوليكساندر بروكودين، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون: "منذ بداية هذا العام، شن العدو حوالي 650 هجومًا باستخدام الطائرات بدون طيار على المنطقة".
وأشار، أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 55 آخرين.
تهديد مستمر
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه رغم أن الهجمات الروسية لا تستهدف المدنيين فقط، فإن سكان خيرسون يعيشون حالة من الرعب الدائم نتيجة التهديد المستمر.
وتقول سفيتلانا بوديوخ، البالغة من العمر 43 عامًا، والتي اختارت البقاء في مدينتها رغم الخطر: "لقد عشت هذا بنفسي. الطائرات الروسية تطاردنا كما لو أننا في رحلة صيد".
وأوضحت، أن الأشجار التي كانت توفر لهم الحماية في الصيف لم تعد موجودة في الشتاء، ما يجعلهم أكثر عرضة للهجمات.
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، كانت خيرسون موقعًا استراتيجيًا ومحل نزاع شديد. رغم تحريرها في نوفمبر 2022 من الاحتلال الروسي، فإن القوات الروسية ما تزال على مقربة من المدينة على الضفة الأخرى لنهر دنيبرو، وتواصل قصف المدينة يوميًا باستخدام المدفعية والطائرات بدون طيار.
في السادس من يناير، استهدفت طائرة روسية بدون طيار حافلة مدنية في خيرسون؛ مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة تسعة آخرين. وفي حادثة أخرى في 12 يناير، أصيبت امرأة تبلغ من العمر 57 عامًا بشظايا قنبلة ألقتها طائرة بدون طيار.
ويعتقد رومان كوستنكو، عضو البرلمان الأوكراني من منطقة خيرسون، أن الهجمات الروسية تشكل أعمال إرهابية ووسيلة لتدريب الطيارين الشباب.
وقال: "الروس يستخدمون هذه الهجمات لتدريب طياريهم على المدنيين الأوكرانيين".
وأكد المتحدث باسم الشرطة في خيرسون، أندريه كوفانيي، أن الجنود الروس لا يخفون استهدافهم للمدنيين، حيث ينشرون مقاطع فيديو للهجمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
معاناة يومية
وتحدث دانييل تاتارينوف، مدير شركة إنترنت محلية، عن تجربته مع هذه الهجمات، قائلاً: "تم استهداف سيارتي بطائرة بدون طيار".
ووجدت فيديو للهجوم منشورًا على قنوات التواصل الاجتماعي الروسية، أظهر الفيديو، الذي يُعتقد أنه صوّر من منظور الطائرة، قنبلة تسقط على سيارته المدنية. ورغم نجاته من الإصابة، إلا أن سيارته تعرضت لأضرار.
وفي تعليق على الفيديو المنشور، كتب الجنود الروس: "لم يحالفنا الحظ هذه المرة، ولكن الصيد مستمر".
رغم الخوف والدمار، يصر سكان خيرسون على البقاء والمقاومة. تقول ناتاليا سافتشينكو، وهي متطوعة تبلغ من العمر 68 عامًا: "عندما تبدأ الهجمات، نبحث عن أي مكان للاختباء، سواء تحت الأشجار أو في مرآب أو حتى داخل كوخ".
تضيف ناتاليا، أن ابنها المدني أصيب في هجوم بطائرة بدون طيار في سبتمبر الماضي؛ مما أدى إلى إصابات خطيرة في ساقيه.
تظل خيرسون شاهدًا على حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون الأوكرانيون في ظل هجمات الطائرات الروسية المستمرة. ومع ذلك، فإن روح الصمود تظل حاضرة بين سكان المدينة، الذين يرفضون التخلي عن مدينتهم، مهما كانت التحديات.