الأزمة تتصاعد.. مظاهرات عارمة بشوارع أنقرة للمعلمين الأتراك
يتظاهر آلاف المعلمون في تركيا احتجاجا علي الأوضاع المتردية
شهدت تركيا مظاهرات عارمة للمعلمين، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وانخفاض الأجور، فضلا عن تجاهل الحكومة التركية لأزمتهم المتصلة منذ العام قبل المنصرم.
وكان أثار وزير التعليم في تركيا ضياء سلجوق، موجة من الجدل في الفترة الأخيرة، بعد أن قال: إن العبء الأكبر بمنظومة التعليم في تركيا هو رواتب المعلمين.
الوزير قال: إنه لا توجد فرصة للاستثمار بسبب التزامات الوزارة بتوفير رواتب الموظفين.
أزمة المعلمين في تركيا
كشفت تقارير وأرقام منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OCED)، أن تركيا تحتل المركز 27 بين 33 دولة عضوًا في المنظمة من حيث رواتب المعلمين.
وكشفت التقارير أن رواتب المعلمين في تركيا تراجعت خلال الـ5 سنوات الأخيرة بنحو 30%، مقارنة بسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة التركية.
يشار إلى أن أقدم المعلمين الأتراك يحصل شهريًا على راتب 5 آلاف و634 ليرة تركية، بعد استقطاع التأمينات والضرائب وغيرها من الرسوم والاستقطاعات، أي ما يعادل 769 دولارا أميركيا.
بينما كان أعلى راتب للمعلمين في تركيا في يوليو/ تموز 2015 نحو ألفين و982 ليرة تركية، أي ما يعادل في ذلك الوقت 1117 دولارا أميركيا تقريبًا، حسب سعر الصرف في ذلك الوقت.
يذكر أن اتحاد النقابات العمالية التركية (تركيش) أعلن في وقت سابق من أغسطس الحالي أن خط الفقر لأسرة مكونة من 4 أفراد يبلغ 7 آلاف 765 ليرة؛ ما يدل على أن أعلى راتب مدرس في تركيا يقع تحت خط الفقر.
الليرة سبب عذاب المعلمين
فرض تدهور العملة في تركيا واقعاً جديداً على الموظفين الحكوميين، خاصة المدرّسين العاملين في مدارس الدولة، حيث بقيت رواتبهم التي يتقاضونها كلّ شهر على حالها رغم أن الليرة التركية فقدت الكثير من قيمتها أمام العملات الأجنبية، حيث فقدت هذا العام نحو 30%.
ويحصل كلّ مدرّس يعمل لدى المؤسسات التعليمية الحكومية في تركيا على راتبٍ شهري قدره 4900 ليرة (نحو 623 دولاراً أميركياً)، ويخوّله بقاؤه في وظيفته لمدّة 15 عاماً على فرصة للحصول على زيادة في مقدار راتبه.
وقال صلاح الدين صويلو، أحد المعلمين الأتراك، ويدير مدرسة في إزمير، إن الراتب الذي يتقاضاه المدرس في المؤسسات التعليمية الحكومية، يقع في الترتيب الخامس من معدل الرواتب التي يحصل عليها المُعلّمون في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولذلك يعيش المعلّمون في تركيا تحت خط الفقر.
وأكد صويلو ، أن بعد انهيار الليرة لم يعد الراتب الذي يتقاضاه المعلمون كافيا للعيش بحياة كريمة، لافتا أن المعلمين الأتراك يقاومون من أجل القدرة على البقاء في ظروف الحياة.
صعوبات في كسب قوتهم
من جانبه قال عمر إكشنار، معلم تركي، إن المعلمين في تركيا يواجهون صعوبات بالغة في كسب قوتهم اليومي نتيجة انخفاض رواتبهم، خاصة أولئك الذين لا يملكون وظيفة أخرى وأيضاً الذين لا يستطيعون التدريس في معاهد خصوصية.
وتابع: إن "تزامن الأزمة الاقتصادية مع تفشي فيروس كورونا المستجد، ساهم في ارتفاع معدّلات الفقر في البلاد، وكان لهذا الأمر تأثيره المباشر على كل العاملين خاصة المدرّسين الذين يعملون لدى مدارس الدولة، فقد أدى ذلك إلى انخفاض قوتهم الشرائية مثل غيرهم من موظفي الحكومة وحتى العمّال العاديين".