هل ستؤثر الاشتباكات في طرابلس على مسار العملية السياسية في ليبيا؟

ستؤثر الاشتباكات في طرابلس على مسار العملية السياسية في ليبيا

هل ستؤثر الاشتباكات في طرابلس على مسار العملية السياسية في ليبيا؟
صورة أرشيفية

تسببت اشتباكات طرابلس التي وقعت الثلاثاء 18 (أغسطس) بين (اللواء 444) و(قوة الردع الخاصة)، وهما القوتان العسكريتان الأكثر نفوذاً في طرابلس، والمواليتان للحكومة الليبية في طرابلس، في الكثير من التداعيات المحلية والإقليمية المؤثرة على خارطة الطريق السياسية في ليبيا، وسط احتمالات عن تصعيد عسكري متوقع في ضوء حالة تشاحن سياسي ممتدة.

تداعيات ومآلات

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، تداعيات ومآلات حالة التأزم السياسي والعسكري في ليبيا، في ضوء جملة من المؤثرات أبرزها اشتباكات طرابلس الأخيرة، فضلاً عن تأثير الانقلاب العسكري في النيجر.

وفي مقدمة دراسته يقول الباحث: إنّ ليبيا تشهد في الوقت الراهن جملة من التطورات على الصعيدين السياسي والعسكري، والتي تثير عدداً من التساؤلات بشأن مسار الأزمة الليبية، وما يمكن أن يكون عليه اليوم التالي، خاصة فيما يرتبط بإنهاء المرحلة الانتقالية وتجاوز حالة عدم الاستقرار، والصدام المستمر بين الأجسام السياسية والفاعلين المسيطرين على التفاعلات الداخلية.
 
يُضاف إلى ذلك التطورات المتسارعة على الصعيد الأمني والعسكري، والتي مثلت اشتباكات طرابلس أحدث فصولها وأعنفها في الأشهر الماضية، علاوة على استمرار الانقسام داخل المؤسسة العسكرية والإشكاليات المرتبطة بإخراج المرتزقة من البلاد وتضارب مصالح الأطراف الخارجية.


 
المشهد الليبي

يقول محمود قاسم، الباحث في الشؤون الدولية بالمركز المصري للفكر والدراسات، اتّسم المشهد الليبي طيلة الأعوام الماضية بالتعقيد، وظل التكرار وغياب الإنجاز السمة الغالبة على تفاعلاته، وأصبح استكمال المرحلة الانتقالية وتوحيد المؤسسات والأجسام السياسية أمراً بالغ الصعوبة، في الوقت ذاته تحول أيّ حديث عن انفراجة سياسية أو توافقات تفضي للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية محل شك، في ظل الإخفاق المتكرر والفرص الضائعة التي اصطدمت بتعقيدات الداخل والخارج.
 
وأضاف: أن مشهد إهدار فرصة إجراء الانتخابات الليبية نهاية عام 2021 لا يختلف عن المشهد الراهن، والذي يشير إلى صعوبة إنجاز المهمة والوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال العام الجاري، فرغم أنّ كافة الجهود كانت ترمي لإزالة العقبات أمام المسار السياسي؛ بهدف إجراء الانتخابات خلال 2023، إلّا أنّ التطورات الأخيرة تشير إلى صعوبة تحقيق ذلك خلال الأشهر المتبقية من العام.

تعقيدات وأزمات

ولفت أن هناك تعقيدات وأزمات مركّبة تسيطر على الأزمة الليبية وتفاعلاتها الراهنة، والتي تشير إلى استمرار الوضع على ما هو عليه، خاصة في ظل التطورات الأخيرة المتسارعة على المستويات السياسية والعسكرية، أبرزها التغير في قيادة مجلس الدولة، حيث أسفرت الانتخابات الدورية للمجلس الأعلى للدولة عن وقوع تغيير في قيادته، وذلك في أعقاب الإطاحة بخالد المشري الذي استمر على رأس المجلس لمدة (5) أعوام منذ انتخابه 2018.

وأوضح أن مجمل التطورات السياسية والاشتباكات العسكرية في الغرب الليبي تشير إلى تراجع فرص استكمال الاستحقاق السياسي وإجراء الانتخابات الليبية في المدى المنظور، إلى جانب الخلافات السياسية وغياب الثقة بين الأجسام والمؤسسات السياسية المنخرطة في المشهد.