عام على حرب غزة.. حماس تتمتع بالقوة وإسرائيل تواجه أسوأ كوابيسها في الشرق الأوسط

عام على حرب غزة.. حماس تتمتع بالقوة وإسرائيل تواجه أسوأ كوابيسها في الشرق الأوسط
حرب غزة

قبل عام، استيقظ العالم على هجمات قوية من قبل حركة حماس على جنوب إسرائيل، في أكبر اختراق أمني لإسرائيل منذ حرب 6 أكتوبر عام 1973، تسببت الهجمات التي أطلق عليها اسم "طوفان الأقصى" في إشعال حرب وحشية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال وإصابة 100 ألف آخرين، فضلاً عن تدمير 80% من منازل ومباني قطاع غزة ونزوح 2.3 مليون فلسطيني من منازلهم، فلم يتبق شخص واحد في غزة في منزله، ويسكن كافة سكان القطاع اليوم خيام النازحين.


على أصوات صفارات الإنذار التي تحذر من غارات جوية محتملة. في تمام الساعة 6:32 صباحًا، أطلق مقاتلو حماس أربعة صواريخ باتجاه تلك البلدات والمستوطنات نفسها؛ مما دفع السكان إلى الهروب إلى الملاجئ، مشيرين إلى أن الصراع الذي بدأ قبل عام ما زال مستمرًا بلا هوادة.

احتجاجات كبرى


وبحسب وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، فإنه منذ اندلاع الحرب قبل عام تشهد إسرائيل احتجاجات صخمة شبه إسبوعية بالقرب من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإجباره على عقد اتفاق مع حركة حماس للإفراج عن الرهائن.

وخلال أمس الأحد، حمل المتظاهرون لافتات مثل "اصمدوا وابقوا أقوياء"، فيما عرض المتظاهرون صورًا لأحبائهم المختطفين، وعند الساعة 6:29 صباحًا، ساد الصمت في التظاهرة إحياءً للذكرى الحزينة التي شهدت فيها البلاد اختطاف العشرات من منازلهم وأسرتهم في صباح عيد يهودي.

من بين المشاركين في الاحتجاج كان إيتان بوخفال، مدرس يبلغ من العمر 53 عامًا، الذي أعرب عن دهشته من استمرار احتجاز الرهائن بعد عامٍ كامل من الصراع. قال بوخفال: "لو أخبرني أحدهم في 7 أكتوبر الماضي أن عامًا سيمر وما زال 101 رهينة في غزة، وأن الحرب مستمرة، لما كنت صدقت ذلك".

وأضاف، وهو يحمل لافتة تحمل اسم أحد الرهائن، الشاب "ألون أوهال"، الذي كان يبلغ من العمر 22 عامًا عند اختطافه، وقد تم تعديل عمره على اللافتة ليظهر 23 عامًا، وهو العمر الحالي للشاب.

إيقاف الحرب


طالب أغلبية المتظاهرين في إسرائيبل بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يضع حدًا للقتال في غزة ويمهد الطريق للإفراج عن الرهائن، لكن على بعد أمتار قليلة، عُلِّقت لافتة تحمل عبارة "الصفقة = الاستسلام"، ما يعكس مدى الانقسام العميق بين الإسرائيليين حول كيفية التعامل مع الوضع الراهن، الذي يعتبر أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ عام 1948.

عام من الدمار


وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه بعد مرور عام كامل، ورغم الضربات الجوية المتواصلة والعمليات البرية التي استمرت 10 أشهر، لم تنجح إسرائيل في تحقيق هدفها المعلن بتدمير حركة حماس بالكامل.


وبدلاً من ذلك، أسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في ظروف إنسانية قاسية بين النزوح والجوع والمرض. في حين فقدت إسرائيل 346 جنديًا في المعارك المستمرة في غزة.


وفي تقرير حديث، ندد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بـ"عام من المعاناة غير المسبوقة" لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.


وجاء في التقرير، أن "مجتمعات إسرائيلية بأكملها قد تهجرت، وتعيش تحت تهديد دائم من نيران الصواريخ العشوائية"، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى أن "الوضع في غزة بات كارثيًا، حيث يواجه الفلسطينيون الجوع والتشرد بسبب الحصار المستمر منذ 17 عامًا والعمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة".

صراع إقليمي


وأشارت الصحيفة، إلى أنه بينما تتواصل الحرب في غزة، امتدت تداعياتها لتشمل المنطقة بأكملها، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان، وكذلك إيران ودول أخرى في المنطقة، ما ينذر بمزيد من التصعيد العسكري والإنساني في الشرق الأوسط.


وزعم الجيش الإسرائيلي في الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، أن جيش الاحتلال قصف أكثر من 40 ألف هدف في قطاع غزة خلال العام الماضي، واكتشف 4700 فتحة نفق ودمرت ألف موقع لإطلاق الصواريخ.


وفي إحصاء للقوات التي حصلت على إذن بنشر أسمائها، قال الجيش الإسرائيلي: إن 726 جنديًا إسرائيليًا قُتلوا منذ 7 أكتوبر 2023، ومن بين هؤلاء، توفي 380 في هجمات 7 أكتوبر و346 في قتال غزة الذي بدأ في 27 أكتوبر 2023، بينما بلغ عدد المصابين 4576 منذ ذلك التاريخ. توفي ستة وخمسون جنديًا نتيجة لحوادث عملياتية لم يحددها الجيش.


وفي بيانات بمناسبة الذكرى السابعة من أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي: إنه جند 300 ألف جندي احتياطي منذ بدء الحرب - 82% رجال و18% نساء ونصفهم تقريبًا تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا.

وقفات احتجاجية


وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد أقام الإسرائيليون وقفات احتجاجية واحتفالات قاتمة، اليوم الاثنين، لإحياء ذكرى مرور عام على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو الأكثر دموية في تاريخ البلاد، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة وأحدث ندوبًا لا تُمحى في قلوب الإسرائيليين.


وتابعت، أن الهجوم الذي جاء في عطلة يهودية كبرى، محى شعور الإسرائيليين بالأمن وهز إيمانهم بقادتهم وجيشهم.

استمرار الحرب


وتابعت الصحيفة، أنه ما تزال توابع الحرب تتردد بعد عام واحد، حيث تستمر الحرب في غزة وتخوض إسرائيل حربًا جديدة ضد حزب الله، وهناك أيضًا صراع متصاعد مع إيران - التي تدعم كل من حماس وحزب الله - والذي يهدد بجر المنطقة إلى حريق أكثر خطورة.

في غزة، التي ما تزال تئن تحت وطأة الحرب الجارية، لم يتم التخطيط لأي حدث تذكاري رسمي، لأن الدمار الهائل والتشريد يشكلان تذكيرًا مستمرًا بالهجوم الإسرائيلي الوحشي على القطاع، والذي لا نهاية له في الأفق.

وتابعت الصحيفة، أن الحرب الإسرائيلية فشلت بشكل ذريع في تحقيق أي هدف لها، ولم تسفر سوى عن تشريد كافة سكان قطاع غزة، وأشعلت أزمة إنسانية أدت إلى انتشار الجوع على نطاق واسع.
كما تركت الجيب الساحلي الصغير مدمرًا لدرجة يصعب التعرف عليه، حيث تعثرت جهود وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا.