أسرار حرائق لوس أنجلوس.. غياب تدابير السلامة يُشعل الجحيم في الولايات المتحدة
أسرار حرائق لوس أنجلوس.. غياب تدابير السلامة يُشعل الجحيم في الولايات المتحدة
تشهد مدينة لوس أنجلوس واحدة من أسوأ موجات الحرائق في تاريخها، حيث تسبّبت الرياح العاتية وغياب تدابير السلامة المناسبة في تفاقم الكارثة، ومع استمرار التحقيقات حول أسباب اشتعال هذه الحرائق التي أودت بحياة 5 أشخاص على الأقل ودمّرت آلاف المنازل والمباني، تتزايد التساؤلات حول دور خطوط الكهرباء في اندلاعها، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
غياب تدابير السلامة
وأشارت تقارير إلى أن "إدارة مياه وكهرباء لوس أنجلوس" (LADWP)، أكبر مرفق كهرباء بلدي في الولايات المتحدة، لم تعتمد بروتوكول السلامة الشائع بين شركات الكهرباء الأخرى في كاليفورنيا، وهو إيقاف تشغيل الشبكة الكهربائية بشكل استباقي أثناء الرياح العاتية للحد من مخاطر الشرر الكهربائي.
وتابعت الصحيفة أنه في حين أن معظم شركات الكهرباء الكبرى في الولاية تعتمد هذه الإجراءات عندما يكون خطر الحرائق مرتفعًا، اعتمدت LADWP على تقنيات بديلة، مثل تعطيل الأنظمة التي تعيد الكهرباء تلقائيًا بعد الانقطاعات.
وبررت الشركة ذلك بأن انقطاع الكهرباء قد يُشكل مخاطر على الخدمات الحيوية والطوارئ في المدينة.
حرائق غامضة
واندلعت حرائق عدةوفي مناطق خاضعة لخدمة LADWP، منها "حريق باليسيدز"، الأكبر في المنطقة، و"حريق هيرست" في وادي سان فرناندو، وتبقى الأسباب الدقيقة لهذه الحرائق غامضة حتى الآن، مع استمرار التحقيقات لمعرفة ما إذا كانت خطوط الكهرباء قد لعبت دورًا في إشعالها.
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من أن LADWP تُؤكد أن المناطق الحضرية في نطاق خدماتها أقل عرضة لخطر الحرائق، فإن حوالي 21% من أراضيها تقع في مناطق مرتفعة الخطورة، وفقًا للملفات التنظيمية. من جهة أخرى، اتبعت شركة Southern California Edison (SCE) نهجًا أكثر حذرًا هذا الأسبوع، حيث قطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من العملاء بشكل استباقي مع تصاعد الرياح.
وصرح الرئيس التنفيذي لـSCE، بيدرو بيزارو، بأن الرياح الشديدة تعيق جهود مكافحة الحرائق، مما يزيد من الحاجة إلى اتخاذ خطوات استباقية مثل قطع الكهرباء، ومع ذلك، أشار إلى أن إحدى خطوط النقل عالية الجهد التابعة للشركة ظلت نشطة قرب مواقع الحرائق، وتجري الآن تحقيقات لتحديد ما إذا كانت قد لعبت دورًا في إشعال النيران.
وتشير تجارب سابقة إلى أهمية اتخاذ تدابير استباقية في مثل هذه الظروف. ففي عام 2023، تسبّب حريق في ماوي بالولايات المتحدة - الذي اعتُبر الأكثر دموية خلال القرن الأخير - في خسائر كبيرة بسبب غياب بروتوكولات الإطفاء الاستباقي. ووافقت شركة Hawaiian Electric لاحقًا على دفع نحو ملياري دولار لتسوية الدعاوى القانونية المتعلقة بدورها في الحرائق.
تحديات معقدة
وأكدت الصحيفة أن إيقاف تشغيل الكهرباء كإجراء وقائي ينطوي على تحديات عديدة. فبينما يُساهم في تقليل خطر الحرائق، فإنه يُعطل خدمات حيوية مثل المياه والاتصالات، ويُؤثر على العملاء الذين يعتمدون على الكهرباء لأسباب طبية، ويُؤدي إلى خسائر اقتصادية جراء إغلاق الأنشطة التجارية.
وتابعت أنه مع تفاقم تأثيرات التغير المناخي والجفاف، تتزايد الحاجة إلى حلول مبتكرة ومتوازنة لمواجهة مخاطر الحرائق، وهو ما يدعو خبراء مثل مايكل وارا، مدير برنامج سياسات الطاقة والمناخ في جامعة ستانفورد، إلى المطالبة بمزيد من التدابير الشاملة التي تُوازن بين السلامة وموثوقية الخدمات.