أزمة الانتخابات في ليبيا عالقة.. هل تنجح مبادرة سيف الإسلام القذافي في حل الأزمة الليبية؟
تتعمق أزمة الانتخابات في ليبيا
خلافات داخلية وانقسامات دولية تتفاقم من تعقيدات العملية السياسية في ليبيا وتزيد من مخاوف عودة الصراع، وفي سبيل تحريك المياه الراكدة في المسار السياسي وللخروج من حالة الاستقطاب الحاد الذي تشهده البلاد جاءت مبادرة سيف الإسلام القذافي لحل ما وصفه بالانسداد السياسي في ليبيا.
مبادرة سيف الإسلام
واقترحت المبادرة تأجيل إجراء الانتخابات الرئاسية وإجراء انتخابات برلمانية بلا تأخير، من أجل حل الأزمة السياسي التي تعيشها بلاده، بعد العجز عن إجراء الانتخابات في شهر ديسمبر الماضي، وفشل الأطراف السياسية في التوافق على خارطة طريق للمرحلة المقبلة، البيان أشار أيضًا إلى أن تلك المبادرة تهدف للوصول إلى مرحلة تمكن.
وتأتي مبادرة سيف الإسلام في وقت تشهد فيه البلاد خلافات حادة بين مجلسَي النواب، والدولة، بشأن مصير حكومة عبد الحميد الدبيبة، فيما يري محللون أن مبادرة القذافي، لإجراء انتخابات برلمانية، ستساهم بشكل كبير في حل الأزمة، باعتبار أن البرلمان الجديد سيقرر موقفه بشأن الحكومة الليبية، إما أن يعين بديلاً عنها أو يقرر استمرارها، معتبرا أن هذا الحل، سينال استحسان العديد من الأطراف.
وتصاعد الجدل بين الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح حول “لجنة الخبراء”، التي أمر بتشكيلها لإعادة صياغة الدستور من جديد، وسط انقسام بين من يريد الاستفتاء على المسودة الحالية بعد تعديلها، ومن يؤكد ضرورة صياغة الدستور من جديد.
مجلس الأمن يتدخل
وتشهد أروقة مجلس الأمن الدولي سجالا بين روسيا والولايات المتحدة، بشأن تمديد مهمة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا، إذ تشترط موسكو أن يعين المجلس سريعاً مبعوثاً أممياً جديداً، بينما تريد واشنطن بقاء الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بليبيا.
ردود فعل على المبادرة
وفي سياق متصل أكد الدبلوماسي الليبي السابق السفير قرين صالح ، أن ليبيا تواجه انسدادا سياسيا واضحا في المسار السياسي.
وأوضح صالح، خلال تصريحات له أن ظهور أي مبادرة تدعو لحلحلة الأزمة فهي مرحب بها.
وأضاف أن مبادرة سيف الإسلام القذافي تأتي أهميتها من كونه مرشحا للرئاسة خاصة أنها تحمل رؤية جدية لذلك فهي مرحب بها.
ومن جانبه أكد الأكاديمي والباحث في العلوم السياسية من بنغازي الدكتور جبريل العبيدي ، أن المجلس الأعلى للدولة لا يسعى لحل الأزمة الليبية لكن لتقسيم السلطة مع البرلمان.
وأوضح العبيدي، أن مبادرة سيف الإسلام القذافي طرحت حلا مقبولا وتمثل مطلب الشعب الليبي.
وأشار إلى أنه يجب أن يختار ويقرر الشارع الليبي مصير الحكومة وليس البرلمان الليبي حتى تحقق الإرادة الشعبية.
قال الكاتب والباحث السياسي، إدريس أحميد: إن مبادرة المرشح الرئاسي، سيف الإسلام القذافي، تأتي في وقت مهم، لأن هناك حالة من الانسداد السياسي في البلاد.
وأضاف أحميد، أن هناك أطرافا خارجية وداخلية في ليبيا لا تريد إجراء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن دولاً لا تريد ترشح سيف الإسلام القذافي، وتدخلت في قضية الانتخابات الرئاسية.
وأوضح أحميد، أن مبادرة سيف الإسلام القذافي فرصة لكل الأطراف الليبية من أجل التوافق ومعالجة الانقسام، وإخراج البلاد من الأزمة السياسية، لأن البلاد بحاجة إلى رئيس شرعي للدولة الليبية.
كما أكد أحميد على ضرورة رحيل أي أجسام غير مرغوب فيها من قبل الليبيين، محذرا من دخول البلاد في مرحلة انتقالية أخرى، تعيد البلاد إلى المربع الأول، حيث الأزمات من جديد.
واستكمل قائلا: “من يريد المراحل الانتقالية في ليبيا يبحث عن مصالح شخصية، ومن المهم جدا أن يستمع المجتمع الدولي وكل الأطراف الليبية للشارع الليبي لعودة الاستقرار للبلاد”.
حلول مجلس النواب
وبعد الفشل الذريع الذي لحق بالانتخابات التي كان من المقرر عقدها يوم 24 ديسمبر الماضي والإعلان عن تأجيلها، تعيش ليبيا هذه الأيام على وقع زخم سياسي وجدال بين سياسييها وفاعليها الرئيسيين، حول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أولاً أو تشكيل حكومة جديدة وصياغة دستور.
يعمل مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار، عقيلة صالح، لإيجاد السبل والحلول اللازمة لضمان إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ومناقشة تقرير اللجنة النيابية لإعداد خريطة الطريق، لا سيما البنود المتعلقة بمصير حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات. وكانت اللجنة النيابية قد عرضت خلال جلسة يوم الاثنين الماضي، تقريراً أولياً عن خريطة الطريق في ثلاثة مسارات، هي المسار الدستوري، ومسار السلطة التنفيذية، والمسار الانتخابي.