بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم.. إغلاق جسر الملك حسين إلى أجل غير مسمى
بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم.. إغلاق جسر الملك حسين إلى أجل غير مسمى
في حادث أثار توترًا واسعًا، قُتل ثلاثة إسرائيليين برصاص سائق شاحنة أردني عند معبر "جسر الملك حسين" المعروف أيضًا باسم "معبر الكرامة" لدى الفلسطينيين و معبر اللنبي لدى الإسرائيليين، المعبر يربط بين الضفة الغربية والأردن، ويُعد ممرًا حيويًا للمرور بين الجانبين، سواء للأفراد أو البضائع. تم إغلاقه على الفور بعد الحادثة من قبل السلطات الإسرائيلية حتى إشعار آخر.
*تفاصيل الحادث*
بحسب التقارير الواردة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن السائق الأردني، الذي لم يُذكر اسمه، كان يقود شاحنة قادمة من الأردن متجهة إلى معبر اللنبي. بعد وصوله إلى نقطة تفتيش الشاحنات، استل مسدسًا وبدأ بإطلاق النار على الإسرائيليين المتواجدين في المكان.
هيئة البث الإسرائيلية وصفت الأحداث بالتفصيل، قائلة إن السائق أطلق النار من مسافة قريبة على ثلاثة إسرائيليين يعملون كموظفين في المعبر؛ مما أدى إلى وفاتهم في الحال، رغم المحاولات المستمرة من قبل طواقم الإسعاف الإسرائيلية لإنقاذ حياتهم.
أوضحت التقارير، أن الهجوم وقع في منطقة محطة الشحن المشتركة، وهي منطقة حساسة ومخصصة للتفريغ، حيث تمر الشاحنات المحملة بالبضائع بين الضفتين. الجنود الإسرائيليون استجابوا بسرعة وأطلقوا النار على السائق الأردني؛ ما أدى إلى مقتله.
*هوية الضحايا وردود الأفعال*
بحسب صحيفة "معاريف"، كان الثلاثة الذين قتلوا في الخمسينات من أعمارهم، وجميعهم موظفون في سلطة العبور الإسرائيلية. حاولت طواقم "نجمة داود الحمراء" إجراء عمليات إنعاش قلبي لهم، لكنهم اضطروا في النهاية إلى إعلان وفاتهم بسبب الإصابات البالغة التي تعرضوا لها نتيجة إطلاق النار.
يوتام تسور، مسعف في "نجمة داود الحمراء"، وصف المشهد قائلاً: "رأينا ثلاثة رجال يرقدون فاقدين للوعي، دون نبض أو تنفس، مع جروح خطيرة نتيجة طلقات نارية في أجسادهم". وأكد أنهم بذلوا قصارى جهدهم في محاولة لإنقاذهم، إلا أن الإصابات كانت قاتلة.
الإعلام الإسرائيلي أشار إلى أن القتلى هم حراس أمن يعملون لحساب المعبر، كما ذكر أن السائق الأردني كان يحمل سلاحين، أحدهما مسدس والآخر سلاح طويل، مما زاد من خطورة الهجوم.
*الإجراءات الأمنية والتحقيقات*
بعد وقوع الحادث، أُغلقت المنطقة المحيطة بالمعبر بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي الذي هرع إلى الموقع بكثافة. وأكد الجيش -في بيان له-، أن السائق الأردني قام بالهجوم بشكل مفاجئ عند خروجه من الشاحنة، وبدأ بإطلاق النار مباشرة نحو الجنود والموظفين في المعبر.
أحد الأسئلة الرئيسية التي أثيرت بعد الهجوم هو كيفية عبور السائق الأردني من الجانب الأردني للمعبر بأسلحته. هذا الأمر دفع الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) إلى بدء تحقيقات واسعة للتأكد من كيفية تمكنه من تهريب أسلحة عبر الحدود المحصنة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه لا توجد دلائل على وجود عبوات ناسفة داخل الشاحنة التي كان يقودها السائق الأردني، لكنه أرسل فرقًا متخصصة لفحص الشاحنة والتأكد من سلامة المنطقة بالكامل.
*ردود الفعل والإغلاق المؤقت للمعبر*
الهجوم تسبب في حالة من الفزع في المنطقة، حيث نُشرت مقاطع فيديو تُظهر توقيف السلطات الإسرائيلية لعدد من السائقين الذين كانوا يتواجدون في المعبر وقت الهجوم. الفيديوهات أظهرت السائقين وهم يرفعون أيديهم بينما يقوم الجنود الإسرائيليون بتفتيشهم وتفتيش شاحناتهم، في إجراء احترازي لضمان عدم وجود متورطين آخرين في الحادث.
القناة 12 الإسرائيلية، أشارت إلى أن عملية فحص السائقين في الموقع كانت جزءًا من جهود تأمين المنطقة ومنع أي تهديدات إضافية.
كما فرض الجيش الإسرائيلي حصارًا على منطقة أريحا القريبة من المعبر، لمنع أي تحركات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع.
بعد الحادث مباشرة، أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر اللنبي إلى أجل غير مسمى، كما أعلنت السلطات الأردنية والفلسطينية إغلاق المعبر من جانبها كإجراء احترازي.
*التوترات الإقليمية وتداعيات الحادث*
هذا الحادث يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة بين إسرائيل وجيرانها. وقد زاد الحادث من حالة التأهب الأمني على الحدود بين الأردن وإسرائيل، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في المستقبل القريب، خاصة أن المعبر يُعد شريانًا حيويًا للضفة الغربية، وهو الطريق الوحيد الذي يربطها بالعالم الخارجي عبر الأردن.
على الجانب السياسي، من المتوقع أن تؤدي هذه الحادثة إلى مزيد من التداعيات على العلاقات الأردنية الإسرائيلية، خصوصًا في ظل العلاقات المتوترة بالفعل بين الطرفين حول العديد من القضايا الإقليمية والسياسية.