الظل الذي سقط.. من هو إبراهيم عقيل قائد النخبة في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل

الظل الذي سقط.. من هو إبراهيم عقيل قائد النخبة في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل

الظل الذي سقط.. من هو إبراهيم عقيل قائد النخبة في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل
الجيش الإسرائيلي

في عملية جديدة تكشف مدى التوتر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله، استهدفت غارة إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية، وأودت بحياة إبراهيم عقيل، قائد وحدات النخبة في حزب الله المعروفة باسم "قوة الرضوان".

 
هذه الضربة تشكل خسارة كبيرة للحزب، كون عقيل يعتبر من أهم القادة العسكريين في التنظيم، وهو المطلوب للولايات المتحدة التي رصدت مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

*الضربة الإسرائيلية*


الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية يوم الجمعة، لم تكن مجرد ضربة عشوائية، بل وُصفت بالدقيقة، حيث استهدفت بشكل مباشر قائدًا عسكريًا بارزًا في حزب الله، مصدر مقرب من الحزب أكد لوسائل إعلام دولية أن "الغارة استهدفت قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل؛ ما أدى إلى مقتله".


ووفقًا لتصريحات مصدر مقرب من الحزب، فإن عقيل يعد الرجل العسكري الثاني بعد فؤاد شكر، الذي لقي حتفه أيضًا في غارة إسرائيلية سابقة في يوليو الماضي، إسرائيل لم تتأخر في تأكيد مسؤوليتها عن الهجوم، حيث صرحت بأن العملية كانت جزءًا من سلسلة هجمات دقيقة تهدف إلى استهداف قادة حزب الله المسؤولين عن العمليات ضد إسرائيل.

*الرجل الغامض*


إبراهيم عقيل، الذي يعرف أيضًا باسم تحسين، يعد أحد أبرز الشخصيات العسكرية في حزب الله، ويمثل جزءًا من تاريخ الحزب منذ تأسيسه في أوائل الثمانينات. عقيل ليس فقط قائدًا ميدانيًا بل هو أيضًا عضو في "مجلس الجهاد"، وهو المجلس العسكري الأعلى في حزب الله، المسؤول عن التخطيط للعمليات الاستراتيجية والتنفيذية للحزب.


على مدى عقود، نجح عقيل في إبقاء تفاصيل حياته طي الكتمان، حيث يفضل العمل خلف الكواليس بعيدًا عن الأضواء.
وقد تولى أدوارًا حساسة عديدة داخل الحزب منذ انضمامه إلى صفوفه، ليصبح من بين أهم المخططين العسكريين في الحزب.

*دور عقيل في العمليات الكبرى*


تاريخ إبراهيم عقيل حافل بالعمليات التي استهدفت المصالح الأميركية في المنطقة، في الثمانينات، كان عقيل عضوًا رئيسيًا في "حركة الجهاد الإسلامي"، وهي الخلية التابعة لحزب الله والمسؤولة عن سلسلة من التفجيرات والهجمات البارزة.

 
في أبريل 1983، نفذ الحزب تفجيرًا استهدف السفارة الأميركية في بيروت؛ ما أدى إلى مقتل 63 شخصًا. لاحقًا في نفس العام، قاد الحزب هجومًا آخر على ثكنة مشاة البحرية الأميركية، والذي أسفر عن مقتل 241 جنديًا أميركيًا.

 
عقيل كان له أيضًا دور محوري في عمليات اختطاف الرهائن الأجانب، لا سيما الأميركيين والألمان في لبنان، خلال تلك الفترة. هذه العمليات عززت من موقعه داخل الحزب وأصبحت علامة فارقة في تاريخ الحزب العسكري. ومع الوقت، اكتسب سمعة رجل الظل، الذي ينفذ العمليات دون أن يظهر للعلن.

*العقوبات الدولية ومكافأة 7 ملايين دولار*


في محاولة للحد من نشاطاته، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على إبراهيم عقيل في يوليو 2015، حيث أدرج اسمه على لائحة المواطنين المدرجين بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582.


ومن بين العقوبات المفروضة عليه تجميد جميع ممتلكاته الواقعة تحت ولاية القضاء الأميركي ومنع المواطنين الأميركيين من التعامل معه، كما تم إدراجه في لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص في سبتمبر 2019.


الولايات المتحدة، التي ترى في عقيل تهديدًا لمصالحها وحلفائها في المنطقة، أعلنت في أبريل 2023، عن رصد مكافأة مالية تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد في القبض عليه أو تحديد مكانه. هذا الإعلان جاء بمناسبة الذكرى الأربعين لتفجير السفارة الأميركية في بيروت.

*الميلاد والنشأة*


ولد إبراهيم عقيل في جنوب لبنان، في بيئة شيعية محافظة، وأصبح جزءًا من الحركة المسلحة لحزب الله منذ نشأتها. رغم شهرته داخل الحزب وخارجه، إلا أن عقيل نجح في الحفاظ على غموض شخصيته وابتعد عن الإعلام، وهو ما يتماشى مع طبيعة قيادات حزب الله العسكرية التي تعتمد السرية كأساس لنجاحها.

 
يرتبط عقيل بالعديد من العمليات العسكرية السرية، بما في ذلك محاولة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق شفيق الوزان، وهو مطلوب للقضاء اللبناني على خلفية تلك المحاولة.


رحيل إبراهيم عقيل يشكل ضربة موجعة لحزب الله، الذي خسر في فترة قصيرة اثنين من أهم قياداته العسكرية. رغم أن الحزب لم يصدر بعد بيانًا رسميًا يؤكد تفاصيل الغارة، إلا أن هذه العملية تفتح الباب أمام تساؤلات حول التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل، وكيف سترد المقاومة اللبنانية على هذه الخسارة.