آلاف الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة.. مشاهد تعكس فشل مخططات التهجير

آلاف الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة.. مشاهد تعكس فشل مخططات التهجير

آلاف الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة.. مشاهد تعكس فشل مخططات التهجير
عودة النازحين

لليوم الثاني على التوالي، يتدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى شمال قطاع غزة، مستعيدين مواقعهم بعد أشهر من النزوح القسري نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية. 

المشهد الذي بدأ يوم الاثنين شهد تدفق موجات بشرية هائلة على طول شارعي الرشيد وصلاح الدين، فيما تصر العائلات الفلسطينية على العودة إلى مناطقها رغم الدمار الكبير الذي طالها.

عودة تحت رايات الصمود


منذ ساعات الصباح الباكر، شهد شارع الرشيد، المخصص للمشاة، وشارع صلاح الدين، الذي تستخدمه المركبات، طوابير طويلة من العائدين محملين بأمتعة خفيفة تعبر عن الظروف الصعبة التي عاشوها خلال النزوح. 

في مشهد يختزل الصمود، اصطف المواطنون والمركبات في طوابير امتدت لأكثر من ثلاثة كيلومترات باتجاه مدينة غزة، وسط ترحيب من سكان المنطقة ومسلحين من كتائب القسام، الذين أطلقوا وعودًا بمواصلة المقاومة وإعادة الإعمار.

وبحسب تقارير صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عاد نحو 300 ألف نازح إلى منازلهم شمال القطاع في أول يوم من العودة، وهو رقم يعكس الإصرار الفلسطيني على إفشال أي محاولات لتهجيرهم. 

ويُقدر أن هؤلاء النازحين قطعوا مسافات تزيد على سبعة كيلومترات سيرًا على الأقدام، في رحلة تعيدهم إلى منازلهم رغم الدمار الهائل الذي ألحقته الحرب بالبنية التحتية للقطاع.

مقاومة التهجير.. رمزية عودة الشمال


حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وصف المشهد بـ"العنوان الأبرز لفشل الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا أن العودة تمثل صفعة على وجه المخططات الإسرائيلية لتهجير سكان غزة.

 وأضاف -في تصريحات بثتها قناة الأقصى-: أن "الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار، ولن يتخلى عن وطنه مهما كانت التضحيات".

وأشار بدران، أن هذا المشهد يعكس الإرادة الفلسطينية التي ترفض النزوح والتهجير، سواء داخل الوطن أو خارجه، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني، رغم الدمار والدماء، يبقى متمسكًا بأرضه.

أبعاد دولية.. دور الوساطات وتحذيرات من انهيار الهدنة
فيما تستمر عملية العودة، ما تزال التوترات السياسية حاضرة بقوة، أعلنت حركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، عن اتفاق يمهد لعودة النازحين إلى شمال وادي غزة، بالتزامن مع وقف إطلاق نار بدأ في 19 يناير ويستمر 42 يومًا في مرحلته الأولى، هذه الهدنة، التي تحظى بمراقبة دولية، تتعرض لضغوط كبيرة في ظل تحذيرات وكالة الأونروا من خطر انهيارها.

وأكدت جولييت توما، مسؤولة الاتصال في الأونروا، أن استمرار الوكالة في تقديم خدماتها "أصبح مهددًا"، مشيرة أن الحظر الإسرائيلي المرتقب على عمل الأونروا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وأضافت: "وقف إطلاق النار في غزة على المحك، ومنعنا من العمل قد يعيد المنطقة إلى مربع الصراع".

غضب إسرائيلي: انتصار رمزي للفلسطينيين


في المقابل، أثارت مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين إلى الشمال جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث اعتبرتها بعض الأطراف هزيمة معنوية للحكومة الإسرائيلية، وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير وصف العودة بـ"المهينة"، معتبرًا أنها "جزء من صفقة غير شرعية".

ويشير المحللون الإسرائيليون، أن استعادة الفلسطينيين السيطرة على شمال القطاع، المأهول بأكثر من مليون ونصف شخص، سيجعل أي عملية عسكرية مستقبلية داخل غزة "شبه مستحيلة"، كما جاء في تصريحات مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كدوش.

وقال الباحث السياسي، الدكتور هاني النصري: إن هذا الحدث يمثل بداية فصل جديد في الصراع، إذا تمكنت حماس من استثمار هذه العودة سياسيًا من خلال تعزيز الوحدة الداخلية وتكثيف الجهود الدولية لإعادة الإعمار، فإنها ستتحول إلى ورقة ضغط جديدة على اسرائيل ومع ذلك، فإن خطر انهيار الهدنة لا يزال قائماً، خاصة في ظل التصعيد الإعلامي الإسرائيلي الذي يروج لفكرة العودة إلى العمليات العسكرية.

وأضاف المصري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة تمثل رسالة واضحة وهي إن الفلسطينيون لن يقبلوا التهجير ولن يتخلوا عن أرضهم مهما بلغت التحديات، إنها رسالة تحد في وجه الاحتلال، ومصدر إلهام للصمود في وجه كافة محاولات التهجير القسري.