حرب غير تقليدية.. الدراجات الكهربائية والمركبات الخفيفة تقلب ديناميكيات الصراع الروسي الأوكراني
حرب غير تقليدية.. الدراجات الكهربائية والمركبات الخفيفة تقلب ديناميكيات الصراع الروسي الأوكراني
تتصاعد الهجمات الروسية على جبهات القتال في شرق أوكرانيا بشكل ملحوظ، مما يُثير قلقًا متزايدًا بين الجنود والمحللين العسكريين بشأن إدارة أوكرانيا لخطوط دفاعها واستراتيجياتها العسكرية. هذه التحركات تأتي وسط افتراضات سابقة بأن الهجوم الروسي سيتباطأ، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وسائل نقل غير تقليدية
ووثّقت مقاطع فيديو للقوات الأوكرانية جنودًا روسًا يستخدمون وسائل نقل غير تقليدية مثل الدراجات الكهربائية والمركبات البرية الصغيرة، في محاولة لتعزيز تحركاتهم على جبهات القتال حول مدينة توريتسك.
وتابعت الصحيفة أن الهجوم الذي استمر لساعات باء بالفشل بعد مقاومة عنيفة من قبل القوات الأوكرانية التي استخدمت الذخائر العنقودية والطائرات المسيّرة.
وأضافت الصحيفة أنه رغم الخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها الروس، حيث يُقتل أو يُصاب أكثر من 1500 جندي يوميًا وفقًا لتقديرات غربية، فإن القوات الروسية مستمرة في تكثيف هجماتها باستخدام مجموعات كبيرة من الجنود تصل إلى 200 جندي لكل عملية هجومية.
وقال العقيد دميترو بافلينكو كريجيشيفسكي، رئيس الاستخبارات في اللواء الأوكراني الخاص، إن استخدام الروس للدراجات الكهربائية والمركبات الخفيفة يجعل استهدافهم أمرًا أكثر تعقيداً. وأضاف أن "هذا النمط من الهجمات بات نموذجيًا على طول جبهة القتال الممتدة".
تحركات روسية
وتُشير التقارير إلى أن القوات الروسية تحقق تقدمًا في منطقة دونباس، حيث تسعى للسيطرة على مدينة بوكروفسك، وهي محور عسكري استراتيجي. الروس باتوا على بعد كيلومترات قليلة من الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة، في حين تشتد المعارك في مدن شمالية مثل تشاسيف يار وتوريتسك.
وفي الجنوب، تُواجه أوكرانيا تهديدًا بخسارة جيوب مقاومة حول مدينة كوراخوف، مما يفتح الباب أمام تقدم روسي محتمل نحو منطقة دنيبرو الصناعية.
وفي تطور لافت، تشارك قوات كورية شمالية في دعم الهجمات الروسية، حيث قُتل أو جُرح أكثر من 1000 جندي كوري شمالي خلال الأيام الأخيرة. تأتي هذه المشاركة وسط محاولات موسكو تعزيز وجودها على الأرض، لكنها لم تُحدث تغييرًا جذريًا في ديناميكيات القتال.
وأضافت الصحيفة أنه رغم استمرار المساعدات الغربية لأوكرانيا، فإن الجنود الأوكرانيين يواجهون تحديات متزايدة، أبرزها مشاكل في إدارة القوات على الجبهة.
ويُشير بعض المحللين إلى أن أوكرانيا بحاجة لإعادة تنظيم قواتها بشكل منهجي بدلًا من سد الفجوات بالدعم المتقطع، ما يؤدي إلى تراجع الروح المعنوية وتفكك الاتصالات.
ورداً على هذه المخاوف، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن إنشاء مكتب جديد لمتابعة شكاوى الجنود وتعزيز معايير التدريب العسكري.
ورغم التقدم الروسي، يظل نطاق السيطرة محدوداً مقارنة بالمراحل الأولى للحرب، ومع ذلك، فإن تدهور الوضع الحالي يثير مخاوف من استمرار الحرب لفترة أطول، ما يُهدد بتعميق الكارثة الإنسانية والمزيد من الخسائر البشرية.
قال الرائد تاراس، نائب قائد كتيبة في اللواء 68، "الحرب لم تنتهِ بعد... كل يوم نفقد أرواح جنودنا".