لماذا تسعى قطر للسيطرة على "الفشقة" السودانية؟
تسعي قطر للسيطرة علي منطقة الفشقة السودانية
تقع "الفشقة" السودانية على خط الحدود بين السودان وإثيوبيا وتغطي ما يقرب من 600 كم.
وهي إحدى المحليات الخمس المكونة لولاية القضارف بشرق السودان، وتضم نحو 2 مليون فدان .
استغلت قطر سلطة حليفها الرئيس السوداني السابق عمر البشير وحاولت الاستفادة من حدة الصراع بالفشقة والذي يعد من أقدم النزاعات الحدودية في القارة السمراء .
أهمية "الفشقة"
تعد "الفشقة" من أخصب المناطق السودانية، حيث تقع بين 3 أنهار من جميع جوانبها داخل السودان وهى نهر ستيت شمالا ونهر عطبرة غربًا ونهر باسلام جنوبًا وشرقًا، الأمر الذي حولها إلى جزيرة غنية بالموارد الطبيعية، وصالحة للزراعة والاستثمار، مما يجعلها مطمعا اقتصاديا وهدفا كبيرا تسعى إليه الدوحة للسيطرة عليه والسطو على مواردها.
وتصر الدوحة على امتلاك "الفشقة" لإيجاد موطئ قدم جديد لها بالقارة السمراء وبسط نفوذها مرة أخرى داخل السودان بعد خروجها منها بعد خلع حليفها عمر البشير من حكم السودان .
دور بارز بتأجيج الصراع الإثيوبي السوداني
وبين مبادرات التوسط والأدوار المشبوهة، لعبت قطر دورًا بارزًا في تأجيج الصراع الإثيوبي السوداني، عبر بث الفتنة ونشر الفوضى بين طرفي النزاع، مستغلة عمليات التحضير للموسم الزراعي في منطقة الفشقة الحدودية التي يستوطن بها نحو 1700 مزارع إثيوبي.
في يونيو/ حزيران من العام الماضي، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين القوات المسلحة الإثيوبية والسودانية على منطقة "الفشقة" الحدودية، التي يستوطنها مزارعون إثيوبيون، في ظل تمسك السودان بكامل أراضيه المحددة وفقًا لاتفاق 1902 الموقع بين بريطانيا ومنليك الثاني إمبراطور إثيوبيا آنذاك.
أدوار قطرية مشبوهة بالسودان
وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية: إن هناك أدوارًا مشبوهة لكل من قطر وتركيا بعد بسط تركيا نفوذها وفرض سيطرتها على جزيرة سواكن السودانية واتجاه أنظار الدوحة نحو "الفشقة ".
قامت الحليفتان بإثارة الأزمات في السودان خلال الفترة الماضية، من خلال دعم الفتن والقلاقل لاستمرار الاحتجاجات وعدم الاستقرار لتحقيق أطماعهما .
كشفت صحيفة "سودان تربيون"، عن نجاح شعبة استخبارات الفرقة الثانية مشاة بولاية القضارف، في ضبط عدد من العصابات التي تتاجر بالأسلحة والذخائر والمتفجرات وتجارة المخدرات، مؤكدة ضبط 17500 طلقة و42 قطعة بندقية كلاشنكوف و466 خزنة مسدس تركي وعبوتي مخدرات.
مخاوف من تطور النزاع السوداني الإثيوبي
ومن جانبها، أكدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أن هناك مخاوف من إمكانية تطور النزاع الحالي بين السودان وإثيوبيا حول منطقة الفشقة الحدودية إلى حرب إقليمية شاملة، حسبما أعرب مسؤولون عسكريون ومراقبون.
فيما أكدت مصادر مطلعة أن الدوحة تجري تحركات عدة لتأجيج النزاع تحت ذريعة الوساطة بين الطرفين
وأوضحت المصادر أن تحركات الدوحة باتت تعرقل مساعي الجيش السوداني لتحرير منطقة الفشقة الحدودية رغم نجاحه في استعادة أجزاء من الفشقة منذ انطلاق عملياته العسكرية في نوفمبر الماضي إلا أنه ما زالت الفشقة تحت القبضة الإثيوبية.