لماذا اختارت تل أبيب شهر رمضان للهجوم على رفح؟.. خبراء يجيبون

اختارت تل أبيب شهر رمضان للهجوم على رفح

لماذا اختارت تل أبيب شهر رمضان للهجوم على رفح؟.. خبراء يجيبون
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، أن عدد القتلى الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع بلغ 29,092 شخصًا منذ اندلاع الحرب قبل نحو أربعة أشهر ونصف.  

وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، أطلق الوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، تحذيرًا شديد اللهجة، الأحد، قائلاً: إنه إذا لم تسلّم حماس جميع الأسرى الذين تحتجزهم قبل شهر رمضان، فإن الجيش الإسرائيلي سينفذ عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح، المدينة الفلسطينية الكبرى في جنوب غزة، حيث يعيش 1.4 مليون نسمة، معظمهم من النازحين. 

 وقال غانتس، الذي يشغل منصب وزير الحرب في حكومة نتنياهو: إنه "على العالم أن يدرك، وعلى قيادة حماس أن تدرك، أنه إذا لم يعود الأسرى إلى بيوتهم قبل رمضان، فإن الحرب ستتصاعد في كل مكان وستشمل رفح"، وجاء هذا التصعيد قبل نحو ثلاثة أسابيع من بدء شهر الصيام للمسلمين. 

وأضاف غانتس - في كلمة ألقاها في القدس خلال اجتماع مع رؤساء أهم المنظمات اليهودية الأميركية - : "سنقوم بهذا الأمر بطريقة مدروسة، من خلال تمكين المدنيين من الخروج والتنسيق مع الشركاء الأميركيين والمصريين للحد من الخسائر في صفوف المدنيين بقدر الإمكان"، مضيفًا، من يزعمون أن الثمن مرتفع جدًا، أقول بكل وضوح: لدى حماس خيار، يمكنهم الاستسلام، وتحرير الأسرى، وبهذه الطريقة يمكن للمدنيين في غزة أن يحتفلوا بشهر رمضان. 

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ هجوم بري في رفح، حيث يقطن 1.4 مليون فلسطيني، رغم النداءات التي تطالبه من جانب من المجتمع الدولي بالتخلي عن هذه الخطة. 
 
*وسيلة للضغط* 

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن الهجوم الإسرائيلي على رفح هو محاولة لفرض شروط جديدة على حماس والفصائل الفلسطينية، مضيفًا، إلا إن الهجوم يستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله، ويهدف إلى تدمير بنيته التحتية ومؤسساته ومنشآته.  

وأضاف فهمي في تصريحات لـ"العرب مباشر"، الهجوم الإسرائيلي المحتمل ينتهك القانون الدولي والإنساني، ويتجاهل كل الجهود الرامية إلى التهدئة والوساطة، مضيفًا، إنه هجوم يزيد من معاناة النازحين في غزة، الذين يعيشون في ظروف صعبة جدًا، ويحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة والأمن والكرامة، كما إنه هجوم يستفز غضب العالم الإسلامي والعربي، ويثير ردود فعل قوية من المجتمع الدولي. 

وتابع أستاذ العلوم السياسية، اختيار إسرائيل شهر رمضان للهجوم على رفح هو اختيار متعمد ومدروس، وليس عشوائيًا أو عرضيًا، إنه اختيار يهدف إلى استغلال الظروف الخاصة بهذا الشهر، لإثارة الفتنة والفوضى والرعب في نفوس الفلسطينيين، بهدف إضعاف المقاومة وارغامهم على الاستسلام. 
 
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد ربيع الديهى، خبير العلاقات الدولية، أن اختيار شهر رمضان لاجتياح رفح، هو استكمال لعمليات الجيش الإسرائيلي الانتقامية، إلا أنه يضرب عرض الحائط بجميع الأعراف الإنسانية. 

وأضاف لـ"العرب مباشر"، الاجتياح البرى الشامل خلال شهر رمضان، هو تهديد شديد اللهجة للفصائل الفلسطينية بالاستسلام حتى يتجنب النازحين الفلسطينيين ويلات الحرب خلال شهر رمضان المبارك.