بحكمة استراتيجية.. كيف استطاع محمد بن زايد حل أزمات الدول المستعصية؟
نجح الشيخ محمد بن زايد في حل أزمات الدول المستعصية
خلال السنوات الأخيرة ومع توليه قيادة الأمور بدلاً من شقيقه الذي كان يعاني من المرض، نجح الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في حل الكثير من الأزمات والقضايا بالمنطقة العربية، وإعادة العلاقات مع بعض الدول العربية، ما أعادها للصف العربي مرة أخرى.
وأكد محللون أن تحركات بن زايد قطعت الطريق على إيران خصوصا في سوريا والعراق، ومنحت الشعب اليمني دفعة معنوية قوية بالمساعدات الإنسانية ساهمت في حفاظهم على موقفهم الرافض للحوثيين.
العلاقات مع سوريا
بعد سنوات من المقاطعة العربية لسوريا، أعاد الشيخ محمد بن زايد اتصالاته مع الرئيس السوري بشار الأسد ليقطع الطريق أمام المخططات الإيرانية لنزع هوية سوريا العربية وإعادتها للمنطقة مرة أخرى.
ويرى مراقبون أن تولي بن زايد المسؤولية رسميا سيمنحه صلاحيات وحرية أكبر لاستكمال دوره الداعم والتنموي في المنطقة العربية.
وأكد مصدر دبلوماسي للعرب مباشر أن بن زايد ما زال يحمل الكثير في جعبته للمنطقة العربية، وخصوصا لسوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان.
وتابع أن دور بن زايد المتزايد في المنطقة سيكون أكبر مؤثر خلال الفترة المقبلة، حيث سيعمل على حل الكثير من القضايا مع شركائه في المنطقة وعلى رأسهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث يشكل الثلاثي تحالفا قويا.
بينما أكد محللون أنه بعد أكثر من 11 عاماً من انقطاع العلاقات بين سوريا والعالم العربي، نجحت الإمارات العربية المتحدة من خلال استقبالها الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة مفاجئة، في إعادة بلاده إلى الحُضن العربي.
كما أنه في نهاية عام 2018، أمر الشيخ محمد بن زايد بإعادة فتح سفارتها في دمشق.
وقال مصدر دبلوماسي لـ"العرب مباشر": إن بن زايد واجه العراقيل الأميركية ومخططاتها لعزل سوريا، بعد أن أرسل بن زايد وزير خارجيته لسوريا في شهر نوفمبر الماضي، ولقائه مع الأسد.
وتابع أن هذه الخطوة أثارت الغضب الأميركي إلا أن بن زايد لم يتلفت للموقف الأميركي وأصر على إعادة سوريا للعرب.
بن زايد والعراق
منذ عام 2021، كثف محمد بن زايد دعمه للعراق في مواجهة النفوذ الإيراني، وقدم دعمه لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وأكد خبراء أن العلاقات الإماراتية العراقية شهدت تطورا جديدا خلال العام الماضي الذي شهد تبادل البلدان الزيارات وعقد العديد من الاتفاقيات الثنائية، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتعاون المشترك في مختلف المجالات.
وتابع الخبراء أن بن زايد وجه بإنشاء لجنة صداقة برلمانية مشتركة بين المجلسين، والارتقاء بالعمل البرلماني المشترك بين البلدين.
بينما أكد المراقبون أن الشعب العراقي يعتبر بن زايد طوق إنقاذ لهم من النفوذ الإيراني وطريقهم للعودة للعالم العربي.
وتعتمد العلاقات ما بين الإمارات والعراق على الجانب الاقتصادي بالدرجة الأولى، وكذلك قيام الإمارات بدعم العراق في حربه على "داعش"، وحرص الدولة الخليجية ومشاركتها في عملية إعادة بناء العراق.
وقال مصدر عراقي مطلع لـ"العرب مباشر": إن بداية تعزيز العلاقات جاءت مع ذروة انتشار فيروس كورونا وتأثر العراق بها للغاية.
وتابع: "كان للشيخ محمد بن زايد دور كبير للغاية من خلال إرسال المساعدات الطبية واستمرار التنسيق وتبادل الخبرات العلمية والبحثية".
وأكد محللون أن هذه العلاقات أثارت القلق الإيراني، لأن هذا الدعم الإماراتي قد يفسد المخططات الإيرانية في المنطقة.