أردوغان يرفع شعار "المرأة للبيت".. تركيات: لن نصبح جواري

أردوغان يرفع شعار
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

منذ توليه الحكم في تركيا ويحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه، إرجاع عقارب الساعات إلى الوراء، ورفعوا شعار "المرأة للبيت" في إشارة إلى أن النساء غير صالحات لسوق العمل.


ولم يسع أردوغان، يوما للاستفادة من الكوادر النسائية في حكومته أو في مناصب قيادية، حتى بات يهبط من عزيمة النساء من ناحية، ويقلل فرصهن في العمل من ناحية أخرى، فأردوغان صاحب جملة "المدافعات عن حقوق النساء لا يفهمن أن الأمومة هي سر الحياة وأن لهذا خلقت المرأة"، متجاهلا الأدوار الأخرى التي تلعبها النساء في العالم كافة.


ارتفاع بطالة النساء في تركيا


وتنفيذا لأجندة أردوغان ضد النساء "المرأة للبيت"، أصبحن بلا وظائف ولا عمل في تركيا، وشهد العام الحالي، ارتفاعا هائلا في بطالة النساء التركيات، بزيادة قدرها مليون و293 ألف سيدة عن عام 2019، وفقا لاتحاد نقابات العمال الثورية التركية.


قالت مديرة قسم البحوث في اتحاد نقابات العمال الثورية التركية، أوزجون ميلي أغولاري كايا، إن النسبة الإجمالية للقوى العاملة في البلاد تقلصت على نحو عام، سواء كان المتأثرون رجالًا أو نساءً، جراء السياسات الاقتصادية التي تتبعها تركيا خلال السنوات الأخيرة تحت زعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وبينت أن إجمالي القوى العاملة تقلصت على نحو كلي بنسبة 4.3 %، فيما تقلصت القوى العاملة من الذكور بنسبة 3% والقوى العامة النسائية بنسبة 7%.


ونهاية الشهر الماضي، وعدت الحكومة التركية، في تقريرها السنوي عن خططها في العام المقبل، الشعب التركي، بزيادة عدد العاطلين بنهاية العام الجاري بفارق مليون و347 ألف عاطل عن إجمالي عدد العاطلين في 2019.


اضطهاد أردوغان للنساء في سوق العمل منقطع النظير


من جانبها أكدت الناشطة النسائية إيفيهان مراد، أن النظام التركي يستهدف تحقيق غايته في تجويع النساء وأفقدهن شغافهن، مضيفة:" لن أتحدث عن الطموح والأحلام والريادة النسائية، ولكن سيدي الرئيس أخبرني كيف يكفي النساء بطون أطفالهن من دون عمل؟!" موجهة حديثها للرئيس التركي.


وأردفت مراد في تصريحات لـ"العرب مباشر":" لا يمكن أن تسعى لمنع النساء عن العمل وأنت من ناحية أخرى لا توفر لهن حياة كريمة، ألا تعلم حجم النساء المعيلات لأسرهن في بلدك؟"، مبدية استياءها من تجاهل الحكومة للكوادر النسائية والتي تملأ تركيا ويتم الاستعانة بهن في كل العالم.


أردوغان يجبر النساء على الاستقالة بعد الإنجاب


فيما أوضحت ميرال أصلان، ناشطة باتحاد العمال، لـ"العرب مباشر"، أنه من غير المنطقي أن تتعلم المرأة وتبذل جهدا كبيرا لتصل إلى أعلى المناصب، لتقوم الحكومة بمحاربتها وتركها في المنزل رافضة مشاركتها في العمل، ولفتت إلى تصريحات أردوغان التي يؤكد خلالها أن الدور الوحيد للنساء في المنزل لرعاية أسرتها قائلة:" هذا هو التطرف الذي نعيش به فهو يريد أن يعود بنا إلى عصر الجواري".


ونوهت إلى أن النساء في تركيا سيصبحون وقود الثورة ضد النظام الحالي، ولن يسمحوا أبدا لعقارب الساعة أن تعود إلى الوراء – على حسب قولها-، مضيفة:" إنه يشجع النساء على الإنجاب ثم يجبرهن على الاستقالة من الوظائف الحكومية فور إنجابهن".


ارتفاع المعدلات الرسمية


وكانت كشفت القيادية باتحاد نقابات العمال الثورية شاغلا أونلوتورك أولوتاش، أن عدد المواطنين الأتراك غير المشمولين في القوى العاملة عام 2019 بلغ نحو 28 مليونًا و411 ألفًا من بينهم 20 مليونًا و241 ألفًا من النساء، فيما ارتفع عدد المواطنين الأتراك غير المشمولين في القوى العاملة العام الجاري إلى 30 مليونا و981 ألفا من بينهم 21 مليونا و534 ألف سيدة.

وتابعت أولوتاش أن «معدل البطالة بين النساء ذوات التعليم العالي بلغ 18,8%، وفي السنوات الأخيرة، زادت مشاركة المرأة في التعليم العالي وإنجازاتها التعليمية بشكل ملحوظ. ومع ذلك، ظلت أشياء مثل التمييز في سوق العمل، والعلاقات الاجتماعية، والمشاكل الاقتصادية الهيكلية والخطابات المحافظة فيما يتعلق بأنك مكان المرأة هو المنزل فقط قائمة».

وأوضحت أن العدد من النساء انسحبن من سوق العمل، وتعرضت الكثيرات منهن للإقالة والإجبار على إجازة غير مدفوعة الأجر بسبب التمييز على أساس الجنس.

فيما أشارت «كايا» إلى أن ظروف العمل قد ساءت وزادت ساعات العمل في مجالات الصحة والتعليم والغذاء وخدمات البيع بالتجزئة، وهي أكثر القطاعات التي تعمل فيها المرأة أثناء تفشي الوباء، مضيفة: «أدى تركيز عمل المرأة في القطاعات غير الرسمية إلى حرمانها من الدخل والضمان الاجتماعي أثناء فترة وباء كورونا. باختصار، تفاقمت المشاكل التي يعاني منها عمل المرأة في بلدنا تدريجيًا أثناء تفشي الفيروس».


وفي الوقت نفسه، كشف منبر الشباب العاطل عن العمل في تركيا عن ارتفاع معدلات البطالة بين المواطنين «ذكورا وإناثا» في الفئات العمرية تحت 35 عامًا إلى أكثر من 500 ألف عاطل، خلال تقرير البطالة والتوظيف لشهر نوفمبر 2020، الذي كشف مرة أخرى عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشباب التركي في ظل حكم العدالة والتنمية.