الملف الأسود لـ"شيطان" لبنان.. حزب الله يزيد معاناة أهل "الجنوب"

الملف الأسود لـ
صورة أرشيفية

في محاولته لتحقيق أطماعه في السيطرة الكاملة على لبنان حوّل حزب الله حياة اللبنانيين إلى جحيم، مستغلًا في ذلك الانهيار الاقتصادي غير المسبوق وتفشي فيروس كورونا وما صاحبه من إجراءات احترازية زادت الاقتصاد تضررًا، وفي الجنوب تزداد معاناة اللبنانيين فمنذ انسحاب إسرائيل من لبنان في عام 2004 بسط حزب الله المدعوم من إيران سيطرته على الضيعة الجنوبية وحول نشاطه من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إلى محاولات مشبوهة للسيطرة على لبنان بشكل كامل لصالح الأجندة الإيرانية.

السيطرة على الاقتصاد الخطوة الأولى لتحقيق الحلم الإيراني في لبنان

ويشن عناصر حزب الله عدة هجمات حالية بهدف السيطرة على القطاع المصرفي في لبنان مستغلًا الانهيار الحاد الذي ضرب القطاع، محاولًا إبعاد الشبهات عن حزب الله وتحميل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية التدهور.

منذ أن فرض حزب الله سيطرته على الجنوب وتتوالى الأزمات والكوارث حيث فرض عناصر حزب الله سيطرته على مصادر الكهرباء وأصبحوا يمتلكون المولدات الكهربائية بشكل منفرد والتي تعوض المدن اللبنانية الجنوبية عن انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعات يوميًا ومن يخرج عن طاعة حسن نصر الله ورجاله يحرم من الكهرباء وقتا يتجاوز نصف اليوم تقريبًا لعدة شهور.

وأهمل عناصر حزب الله الاهتمام بصحة أهل الجنوب، فتصدرت لبنان قائمة الدول التي تعاني من تفشي مرض السرطان حسب أحدث تقارير لمنظمة الصحة العالمية التي أرجعت السبب الرئيسي في ذلك لتكدس النفايات في المكبات العشوائية.

حزب الله حوّل حياة اللبنانيين إلى جحيم ليجبرهم على الهرب للسيناريو الإيراني

من جانبهم أكد مراقبون أن عناصر حزب الله يسيرون وفق مخطط إيراني محكم يهدف لتحويل حياة اللبنانيين إلى جحيم، وتدمير الاقتصاد اللبناني تمهيدًا لتغيير هوية لبنان ووجهة الاقتصادي الحر، استكمالًا لمشروع إلحاق لبنان بالمشروع الإيراني الهادف لتغيير هوية لبنان السياسية والحضارية والثقافية كنقطة انطلاق لفعل المثل في باقي الدول العربية.

وأضاف مراقبون: أن الأمور بلغت حداً من الخطورة يتجاوز التفاصيل المتعلقة بمصالح المودعين وحقوقهم ومصير ودائعهم على المدى القريب والمتوسط، ليطاول إستراتيجياً أي إمكانية للخروج من الأزمة الحالية على المدى البعيد بسبب التغييرات البنيوية التي يسعى حزب الله لفرضها على النظام السياسي والتركيبة الاجتماعية للبنان، وبالتالي على النظام الاقتصادي اللبناني الحر.
فالحزب ومنظومته السياسية يعتقدان أنهما نجحا في تحوير أهداف الثورة أكتوبر 2019 وتحويل نقمة اللبنانيين عن الأسباب الحقيقية للانهيار، المتمثلة في إلحاق حزب الله لبنان بالمشروع الإيراني، وفي تعريضه لعزلة عربية ودولية وعقوبات عطّلت الدورة الاقتصادية، وأثّرت سلباً على الأوضاع الاقتصادية والمصرفية والنقدية، من خلال استغلال عاطفة الناس ووجعهم لتوجيه نقمتهم نحو الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تارة، بحجة قمع المظاهرات والمتظاهرين، ونحو مصرف لبنان تارة أخرى.

وتابعوا: المخطط الإيراني يهدف لتحويل المشكلة في لبنان من مشكلة سيادية إلى صراع طبقي أحياناً، وكل ذلك بهدف إشاحة الأنظار ومنع التصويب الشعبي على الأسباب الحقيقية للأزمة، المتمثلة بحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني الناجمة عن سلاح حزب الله وحروبه وكلفتها على الاقتصاد اللبناني وتأثيرها السلبي على الاقتصاد والمالية العامة، وبالتالي على الظروف الحياتية السيئة للبنانيين منذ بدأ حزب الله بتطبيق خطته للسيطرة على الدولة اللبنانية ومؤسساتها بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في العام 2005.

عناصر حزب الله جعلوا من الجنوب منطقة لا تصلح لحياة البشر

من جانبه يقول جاسر العجرمي، 41 عاماً، يعيش بالنبطية، الحياة في الجنوب أصبحت مستحيلة، نقارن أنفسنا في كثير من الأحيان بأهل غزة فنجد أن العدو الصهيوني يتعامل مع الفلسطينيين بشكل أفضل مما نلاقيه هنا على يد عناصر حزب الله، الذين يتعمدون تحويل حياتنا إلى جحيم حتى نلجأ إليهم ونبدي موافقة على كل ما يتخذوه من قرارات.

وأضاف العجرمي: الأجواء المحيطة بناء أصبحت ملوثة تمامًا سياسيًا وإنسانيا، كنا نحتمل مكبات القمامة وغياب الكهرباء وحرارة الصيف، وجاء فيروس كورونا ليزيد معاناتنا، في ظل غياب تام لمؤسسات تدعم المواطن اللبناني، فالمنظومة الصحية متداعية، والامتيازات فقط لعناصر حزب الله والحكومة عاجزة عن مساعدتنا بشكل واضح.

وتابع: الصراعات لا تتوقف في الجنوب فنعاني من صراعات دينية واقتصادية وسياسية وانفلات أمني واضح بسبب انتشار الأسلحة في يد كل منتمٍ لحزب الله بشكل قد يفوق تسليح الجهات الأمنية اللبنانية مجتمعة فيحكمنا جميعًا في الجنوب قانون الغاب، ونجح عناصر حزب الله بجدارة في تحويل جنوب لبنان لمنطقة لا تصلح لعيش البشر.

مستشفيات العزل لعناصر حزب الله فقط.. والبنوك تتعنت وترفض صرف أموالنا

في السياق نفسه، يقول وليد خليفة، 34 عاماً، الحياة أصبحت أكثر صعوبة منذ تفشي وباء كورونا، مستشفيات العزل هنا الأولوية فيها لعناصر حزب الله ثم المؤيدين، وغير مسموح لأي خصوم للحزب بالعلاج أو دخول المستشفيات وبالتحديد كل منتمٍ لتيار المستقبل يتم منعهم بشكل كامل من تلقي العلاج أو حتى عمل مسحات للتأكد من إيجابية إصابتهم من عدمها.

وتابع: ونعاني نحن أهل السنة والجماعة من عنصرية شديدة ليس في تلقي العلاج فقط، ففي ظل الأزمة الاقتصادية ترفض البنوك التي تقع بالكامل تحت سيطرة عناصر حزب الله إعطاءنا أموالنا ودائمًا ما يخبرونا بأن الخزائن فارغة ولن يستطيعوا صرف أموال لنا، وفي الوقت نفسه أجدهم يوافقون على صرف قروض صغيرة لبعض الأشخاص الذين يمتلكون توصية من كبار الشخصيات التابعة لحزب الله، ولا نعرف بأي منطق يمنعون عنا أموالنا وفي الوقت نفسه يقرضون غيرنا من أموالنا.