خديجة إسماعيلوفا.. حكاية صحفية شهيرة تصدت لرشاوى قطر

خديجة إسماعيلوفا.. حكاية صحفية شهيرة تصدت لرشاوى قطر
خديجة إسماعيلوفا

في كل يوم، تظهر فضيحة جديدة مدوية للنظام القطري، الذي تفشى به الفساد ودعم الإرهاب والإجرام، من أجل تنفيذ أحلام وطموحات تنظيم الحمدين، بنشر الدمار في مختلف البلدان، على حساب تحسين صورة قطر فقط.


وبعد الفضائح المدوية لقطر خلال الأيام الماضية من دعم حزب الله بلبنان، والقاعدة وداعش، وغيرهم من الميليشيات الإرهابية، فضلاً عن إساءتها للبلدان العربية وتبعيتها لتركيا وإيران، ظهرت محاولات جديدة لتحسين صورتها أمام العالم من خلال صحفية شهيرة.

استقطاب صحفية


في محاولة لإبعاد تهمة دعم قطر للإرهاب، حيث حاولت استقطاب الصحفية الشهيرة "خديجة إسماعيلوفا"، التي تعمل في الصحافة الاستقصائية، وهي عضو في مؤسسة مكافحة الجريمة والفساد.


وحاول النظام القطري استقطابها عَبْر أذرعها الإعلامية في الدوحة، من أجل تلميع صورتها، إلا أن الصحفية الشهيرة تصدت لتلك المحاولات الفاشية، ورفضت أموال الدوحة الملوثة وأية مساعٍ من نظام تميم لاستقطابها بهدف تحقيق مصالحهم الشخصية على حسابها.


وأعلنت "خديجة إسماعيلوفا" أن قطر قدمت لها عرضًا بمبلغ 250 ألف دولار من خلال مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، الذي أسسته الدوحة لتلميع صورتها، ولكنها رفضت العرض من قطر، بعد تأكدها من أنشطة المركز واكتشافها أنه تابع للحكومة القطرية من أجل مصالح قطر الشخصية، وقررت فضح ذلك الأمر.

مَن هي "خديجة إسماعيلوفا"؟


ولدت في 27 مايو 1976، بأذربيجان، ودرست في جامعة "باكو" الحكومية بالعاصمة، وعملت كصحفية استقصائية ومذيعة راديو أذرية، وبالبداية كانت مترجمة في صحيفة "باكو" قبل أن تصبح مراسلة.


كما أن "إسماعيلوفا" تعمل في إذاعة أوروبا الحرة، وهي عضو في مشروع كشف الجريمة المنظمة وتقارير الفساد.


حصلت على جوائز عديدة، منها جائزة "رايت ليفيلهوود" في عام 2017، وجائزة اليونسكو "غييرمو كانو" العالمية لحرية الصحافة 2016، وجائزة "آنا بوليتكوفسكايا" في 2015، كما كانت من بين 100 امرأة قوية في العالم بتصنيف شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

الأشهر في أذربيجان 


جذبت "إسماعيلوفا" الاهتمام الدولي في عام 2012، عندما أخذت القرار الشجاع للوقوف ضد نشر مقاطع فيديو شخصية ذات طابع جنسي بدلاً من أن تبقى عاجزة في الصمت، وبعد عامين تقدم نائب سابق ضدها بقضية تشهير، مدعيا أنها شاركت في اختراق الجماعات المعارضة لأجهزة الاستخبارات، وتم تلفيق تهمة التحريض على انتحار موظف سابق لها. 


ومنذ ذلك الحين أصبحت الصحفية الاستقصائية الوجه الأبرز للقمع الشديد لحرية الصحافة في أذربيجان، كونها تعرضت للسجن لمدة سبع سنوات ونصف بسبب تهم يعتبرها كثيرون بأنها ذات دوافع سياسية.


وذاع صيتها  في ديسمبر 2014، حيث  تم اعتقال خديجة بتهمة التحريض على الانتحار، ووصفت منظمات حقوق الإنسان التهمة بالمزيفة، وفي 1 سبتمبر 2015 حُكم على خديجة بالسجن لمدة 7 سنوات ونصف، في 25 مايو 2016 أفرجت المحكمة العليا الأذرية عن خديجة ووضعتها تحت المراقبة.


وفي 2016، حصلت "إسماعيلوفا" على جائزة اليونسكو/ غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2016 خلال احتفال اليوم العالمي لحرية الصحافة في فنلندا. 


قبل خبر إطلاق سراحها، نظم تحالف الرياضة من أجل حقوق الإنسان فعالية عالمية للاحتفال بعيد ميلادها الـ40، في 40 مدينة حول العالم، تم تنظيم التجمعات من أجل الاحتفال بإطلاق سراح "إسماعيلوفا"، وللمطالبة بتبرئتها بشكل كامل والإفراج عن عشرات السجناء السياسيين في أذربيجان.


وفي 2016، أدرجت "إسماعيلوفا" ضِمن قائمة الـ"بي بي سي" التي تضم 100 امرأة والتي تحتفل بإنجازات المرأة في جميع أنحاء العالم.


وفي  مطلع 2020، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان مرة أخرى لصالح الصحفية، حيث حكمت بأن أذربيجان احتجزتها بشكل تعسفي، وأنها انتهكت حقها في افتراض البراءة، عندما تم القبض عليها بتهم ملفقة في عام 2014، وأمرت المحكمة أذربيجان بدفع 20 ألف يورو كتعويض لإسماعيلوفا.