في انتخابات رئاسية مفاجئة، حقق نجيب أبو كيلة، رجل الأعمال والسياسي من أصل فلسطيني، فوزا ساحقا بولاية ثانية في السلفادور، وكتب أبو كيلة على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "وفق أرقامنا فقد فزنا في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 85% من الأصوات"، ويعتبر أبو كيلة، الذي يلقب نفسه بـ"أروع ديكتاتور"، مثيرًا للجدل بسبب مواقفه الصارمة ضد العصابات والفساد وحركة حماس الفلسطينية. 
 
من هو نجيب أبو كيلة؟ 

ولد نجيب أبو كيلة في 1981 في العاصمة سان سلفادور من أب فلسطيني تعود أصوله إلى مدينة بيت لحم، وهو رجل الأعمال المسيحي إرماندو أبو كيلة قطان الذي اعتنق الإسلام لاحقا، ثم أصبح إماما لمسجد في السلفادور الذي بناه قرب مصنعه للنسيج، ووالدته السلفادورية هي أولغا أورتاز، وله 3 إخوة هم يوسف وكريم وإبراهيم، تزوج عام 2015 من السلفادورية غابريالا رودريغيز. 

 درس أبو كيلة القانون في جامعة أميركا الوسطى "جوزي سيميون كاناس" "يو سي إيه" (UCA)، وهي الجامعة المحلية والرئيسية في السلفادور الأكثر اعتدالا باعتبار سيطرة الفكر اليساري على الجامعة الوطنية "يو إي إس" (UES)، ولم يحصل على شهادة جامعية لانقطاعه عن الدراسة وتوجهه في سن مبكرة إلى عالم الأعمال، حيث كان يطمع أن يصبح مديرا لشركة خاصة. 

دخل أبو كيلة السياسة في عام 2012، عندما انتخب رئيسا لبلدية نويفو كوسكاتلان، بدعم من جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، وهي الحزب اليساري الذي خرج من حركة المقاومة ضد الديكتاتورية في السبعينيات والثمانينيات.  

وفي عام 2015، انتقل إلى بلدية سان سلفادور، وهي أكبر مدينة في البلاد، وحقق شعبية كبيرة بسبب مشاريعه الاجتماعية والثقافية والبيئية. 
 
*طرده من الجبهة* 

لكن في عام 2017، تم طرده من الجبهة، بعد أن انتقد قيادتها وحكومتها، واتهمهم بالفساد والفشل في مواجهة الأزمات الاقتصادية والأمنية. 

وقرر أبو كيلة الترشح للرئاسة كمستقل، وتأسيس حزب جديد يسمى "حركة الأفكار الجديدة"، لكنه لم يحصل على الترخيص القانوني للمشاركة في الانتخابات. 

لذلك، انضم إلى حزب "التحالف الكبير من أجل الوحدة الوطنية"، وهو حزب محايد يسمح له بالترشح. 

في انتخابات عام 2019، فاز أبو كيلة بأكثر من 53% من الأصوات، متفوقًا على منافسيه من اليمين واليسار بفارق كبير.  
ووعد بإحداث تغيير جذري في البلاد، ومحاربة الفساد والعنف والفقر، وأصبح أصغر رئيس في تاريخ السلفادور، وأول رئيس من أصل فلسطيني في أمريكا اللاتينية. 
 
*سياساته ومواقفه* 

أبو كيلة يصف نفسه بأنه "لا ينتمي إلى أي جناح سياسي"، ويقول إنه يسعى إلى تمثيل جميع السلفادوريين، بغض النظر عن انتمائهم الحزبي أو الطبقي أو العرقي، ويعتبر نفسه "أروع ديكتاتور"، ويقول إنه يستخدم هذا المصطلح بشكل ساخر، للتعبير عن قوة إرادته وحزمه في تنفيذ مشاريعه. 

ومن بين أبرز مواقفه، مواجهة العصابات والجريمة المنظمة، التي تسببت في ارتفاع معدلات القتل والخطف والابتزاز في البلاد. 

 ولهذا الغرض، أطلق خطة أمنية تسمى "خطة التحكم الترابي"، والتي تهدف إلى تعزيز وجود الشرطة والجيش في المناطق الأكثر خطورة، ومنع دخول الأسلحة والمخدرات والهواتف المحمولة إلى السجون، وملاحقة الأموال المنحدرة من الجريمة. 

ونتيجة لذلك، انخفض معدل القتل في السلفادور بشكل كبير، من 51 قتيلا لكل 100 ألف نسمة في عام 2018، إلى 20 قتيلا في عام 2020. 
 
*هجومه على حماس* 

بعد الهجوم الذي شنته حركته حماس على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، هاجم رئيس السلفادور الحركة، وكتب على "إكس": "باعتباري سلفادوريًا من أصل فلسطيني، فأنا متأكد من أن أفضل شيء يمكن أن يحدث للشعب الفلسطيني هو أن تختفي حماس تمامًا"، وأضاف "تلك الوحوش المتوحشة لا تمثل الفلسطينيين".