محسن فخري زاده.. اغتيال العقل المدبر للأسلحة النووية يفجر غضب إيران
اشتعلت الأوضاع في إيران خلال الساعات القليلة الماضية، بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في قلب العاصمة طهران، لتتوالى ردود الفعل الغاضبة بالبلاد.
تفاصيل الاغتيال
تم اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، مساء أمس، إثر هجوم قرب العاصمة طهران، ووجهت إيران اتهامات لإسرائيل بتورطها في الأمر، حيث من المرجح أن زاده كان يعمل على تطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم، ويشتبه أنه العقل المدبر لبرنامج أسلحة نووية إيرانية.
وتوعدت إيران بالرد على إسرائيل، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضبط النفس وتجنب تصعيد التوتر في المنطقة.
بينما رفضت إسرائيل التعليق على تلك الاتهامات، وعلى غرارها لم تعلق أميركا من البيت الأبيض ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية وأيضا فريق بايدن، خاصة أنه من المؤكد أن تلك العملية ستصعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة من رئاسة ترامب.
من هو زاده؟
ولد محسن فخري زادة مهابادي، في عام 1957، في مدينة قم الشيعية المقدسة بإيران، وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة النووية وكان محاضرا في جامعة الإمام الحسين، وشغل عدة مناصب بارزة منها نائب وزير الدفاع، حيث وصل إلى رتبة بريجادير جنرال في الحرس الثوري.
كان من علماء الصف الأول، ورئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية، المعنية بتطوير الأسلحة في وزارة الدفاع الإيرانية، حيث صنف ضمن 5 شخصيات إيرانية بقائمة أقوى 500 شخصية في العالم، بمجلة "فورين بوليسي" الأميركية.
وفي مارس 2008، أكدت صحيفة "صندي تايمز" البريطانية، أن ضابطا بارزا في حرس الثورة الإيراني، هو "أبو البرنامج النووي الإيراني"، مشيرة إلى محسن فخري زاده مهابادي، بأنه بات يُنظر إليه بأنه "النسخة الإيرانية للعالم النووي الباكستاني عبد القدير خان".
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصفت زاده بأنه الرجل الذي تسعى إلى مقابلته "بشأن برنامج إيران النووي"، لرفض طهران بشدة ذلك، موضحة أن "وثيقة من جهاز حاسوب إيراني كانت ضمن تقارير استخبارية عُرضت على ممثلي الوكالة سمّت فخري زاده بأنه الرجل المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني".
قائمة العقوبات
وتمّ تصنيفه العالم الأول في وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة الإيرانية والمدير السابق لمركز أبحاث الفيزياء (PHRC)"، على "قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد إيران"، في 24 مارس 2007.
كما أنه العالم الإيراني الوحيد الذي تمت تسميته مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال "عرض دعائي" عام 2018، حيث قال حينها إنه "كان يعمل في برنامج أسلحة نووية".
فيما يعتقد مسؤولون وخبراء غربيون أن فخري زاده لعب دورا بالغ الأهمية في تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم، وهو ما تنفيه إيران.
وورد في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، عام 2011، أن فخري زاده هو شخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية.
وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، تقريرا في مايو 2011، ورد به صورة لفخري زاده بشعر داكن ولحية قصيرة.