بعد وفاته.. هنري كيسنجر ما بين أشهر وأقوى دبلوماسي أميركي ومهندس الحروب العالمية
هنري كيسنجر يعد ما بين أشهر وأقوى دبلوماسي أميركي ومهندس الحروب العالمية
أثارت وفاة وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، عن عمر يناهز 100 عام، موجة من ردود الفعل، حيث أشاد المؤرخون والأصدقاء بإنجازاته الدبلوماسية، وهاجم النقاد تصرفاته في السياسة الخارجية في فيتنام وأماكن أخرى حول العالم باعتباره قاتلا.
ووصفت بنات الرئيس السابق ريتشارد نيكسون كيسنجر بأنه «أحد أمهر الدبلوماسيين الأميركيين» في بيان، مضيفات أنه عمل مع والدهن في «شراكة أنتجت جيلاً من السلام لأمتنا».
أشهر دبلوماسي أم مهندس الدمار؟
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد كان كيسنجر كبير دبلوماسيين في عهد الرئيس الأميركي السابق نيكسون في وقت شهد انقسامًا عميقًا وصراعًا في الولايات المتحدة بشأن الحرب في فيتنام. ألهمت حياته المهنية الطويلة عقودًا من الجدل حول أخلاقية أفعاله.
قال أصدقاء مثل مايكل آر بلومبرج، الملياردير وعمدة نيويورك السابق، على موقع X، إن وفاته خسارة لبلدنا والعالم – ولنا جميعًا الذين كانوا محظوظين بما يكفي للاتصال به، كان صديقا عزيزا ومعلما.
ووصف بلومبرج صديقه كيسنجر بأنه "أحد الشخصيات العامة الأكثر أهمية في التاريخ الأميركي"، وقال إن "إرثه سيشكل العالم لعقود وحتى قرون قادمة".
اتهامات الدمار تلاحق كيسنجر
لكن منتقدي وزير الخارجية السابق عبروا عن آرائهم أيضًا واتهم الكثيرون كيسنجر، الذي كان أيضًا مستشار الأمن القومي لنيكسون وخليفته، جيرالد فورد، بالدعوة إلى سياسة خارجية أدت إلى الموت والحرب في جميع أنحاء العالم. وأعربت أكثر من بضع مشاركات عن سعادتها برحيله.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن ردود الفعل القوية التي انهالت بعد إعلان وفاة كيسنجر عن عمر يناهز 100 عام لم تكن مفاجئة، حيث إن حياته المهنية الطويلة أثارت آراء متباينة بشكل حاد على مدى عقود.
وتابعت أنه في عام 2014، كتبت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون مراجعة لكتاب كيسنجر "النظام العالمي"، قائلة إن كيسنجر "صديق، وقد اعتمدت على مشورته عندما خدمت كوزيرة للخارجية".
وأضافت كلينتون "كان يتواصل معي بانتظام، ويشاركني ملاحظات ذكية حول الزعماء الأجانب ويرسل لي تقارير مكتوبة عن رحلاته"، وبعد ذلك بعامين، خلال مناظرة تمهيدية رئاسية، استخدم السيناتور بيرني ساندرز هذه الكلمات ضدها".
وقال ساندرز: "أعتقد أن هنري كيسنجر كان أحد أكثر وزراء الخارجية تدميراً في تاريخ البلاد الحديث"، مضيفًا "أنا فخور بأن أقول إن هنري كيسنجر ليس صديقي، لن أقبل نصيحة هنري كيسنجر".
وقال الرئيس السابق جورج دبليو بوش في بيان له إن العالم فقد "أحد الأصوات الأكثر تميزًا ويمكن الاعتماد عليها في الشؤون الخارجية"، وأعرب عن إعجابه بقصة كيسنجر: الصبي اليهودي الصغير الذي فر من النازيين ثم نهض فيما بعد، ليصبح أشهر دبلوماسي في الولايات المتحدة.
امتد دور السيد كيسنجر كرجل دولة إلى ما هو أبعد من واجباته الرسمية في السبعينيات، ففي الشهر الماضي، سعى وزير الخارجية أنتوني بلينكن للحصول على "مشورة" كيسنجر، وقال بلينكن، الموجود في تل أبيب، إن كيسنجر وضع بالفعل المعيار لكل من تبعه في هذا المنصب.
وتابعت الصحيفة أن تصريحات بلينكن تأتي في الوقت الذي قام فيه بجولة لعدة أسابيع في الشرق الأوسط في لقاءات مع القادة العرب والإسرائيليين للبحث عن حل دبلوماسي للحرب بين إسرائيل وحماس، بعد ما يقرب من 50 عامًا من دبلوماسية السيد كيسنجر المكوكية خلال حرب يوم الغفران.