إيران تستغل الحرب في السودان لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر

إيران تستغل الحرب في السودان لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر

إيران تستغل الحرب في السودان لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر
صورة أرشيفية

مع استمرار الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي الإيرانية على السفن الدولية في البحر الأحمر، تظهر مؤشرات على تورط إيران في الصراع الداخلي في السودان، الذي يشهد مواجهات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي". 

وفقًا لتقارير إعلامية أمريكية نشرت الأسبوع الماضي، فإن إيران قدمت دعمًا عسكريًا للجيش السوداني، عبارة عن طائرات مسيرة من طراز "مهاجر 6"، قادرة على الاستطلاع وحمل الذخائر، بهدف تعزيز موقفه في الحرب التي تدخل عامها الأول. 

من جانبه، يقول مصدر مطلع لـ"العرب مباشر": إن التحرك الإيراني في السودان يجب أن يثير قلقًا دوليًا وليس إقليميًا فقط، خاصة إنه يبرز مخططها الهادف لفرض سيطرتها على البحر الأحمر وتوسيع نفوذها على ضفتيه. 

وتابع المصدر، أن هذه العلاقات أصبحت أمرًا واضحًا، بعد أن قرر البرهان استعادة العلاقات مع إيران، التي كانت مقطوعة منذ عام 2016م، وعقد لقاءات متعددة مع مسئولين إيرانيين خلال الفترة الأخيرة، وعقدت اتفاقات سرية على تطوير أسلحة خاصة على رأسها الطائرات المسيّرة. 

وأضاف المصدر، أن جماعة الإخوان في السودان تلعب دورًا مهمًا في تمهيد الطريق لطهران، وتستغل نفوذها الذي امتد إلى ما يقرب من ثلاثة عقود لسرعة إتمام تكوين مراكز قوى إيرانية في السودان، وهو ما أن يتحقق سيوفر لطهران نفوذًا كاملًا على البحر الأحمر من ناحية السودان واليمن.

تعاون إخواني - إيراني 

يذكر أن التوترات تتصاعد بشكل ملحوظ في البحر الأحمر مع تزايد هجمات الجماعات الموالية لطهران، وعلى رأسها ميليشيا الحوثي لخطوط الملاحة البحرية، وتهديد حركة التجارة العالمية كورقة ضغط في يد إيران، وتستخدم طهران وسائل مختلفة لتحقيق هذا الهدف، منها الدعم العسكري والسياسي لجماعة الحوثي في اليمن، والتواجد البحري المتزايد في المنطقة، وتعزيز تواجدها في السودان وتمويل وتسليح ميليشيا مواليه لها برعاية إخوانية. 

وتواجه هذه المحاولات مقاومة من قبل الدول الإقليمية والغربية، التي ترى فيها تهديدًا لأمنها ومصالحها، وتشكلت قوة لحماية البحر الأحمر تدعمها الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا، للرد على هجمات الحوثيين على السفن في المضيق، كما تسعى السعودية والإمارات ومصر والسودان وإريتريا وجيبوتي والصومال إلى تنسيق جهودهم لحماية أمن البحر الأحمر ومواجهة التدخلات الإيرانية.