منذر قفراش: الجماعات الإرهابية في تونس تستغل القُصَّر لتمرير أجنداتها الخطيرة

منذر قفراش: الجماعات الإرهابية في تونس تستغل القُصَّر لتمرير أجنداتها الخطيرة

منذر قفراش: الجماعات الإرهابية في تونس تستغل القُصَّر لتمرير أجنداتها الخطيرة
التنظيمات الإرهابية

كشفت تقارير أمنية تونسية عن استقطاب الجماعات الإرهابية لأكثر من 30 قاصرًا منذ بداية عام 2024، في محاولة لتوسيع نفوذها واستغلال الفئات العمرية الصغيرة في أنشطتها. وأفادت المصادر بأن هذه الجماعات تعتمد على وسائل متعددة، من بينها استغلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لاستدراج الشباب وتجنيدهم.


وتأتي هذه التطورات في ظل جهود مكثفة من السلطات التونسية لمكافحة الإرهاب، حيث نفذت الأجهزة الأمنية  عمليات استباقية عدة أسفرت عن تفكيك خلايا متطرفة وإحباط مخططات تستهدف الأمن والاستقرار في البلاد.


وحذر خبراء من تنامي ظاهرة استقطاب القُصّر، مطالبين بتعزيز الرقابة الأسرية والتوعية المجتمعية للحد من خطر التطرف، في وقت تُواصل فيه السلطات متابعة نشاط هذه الجماعات واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها. 

حذَّر المحلل السياسي التونسي، منذر قفراش، من تزايد استقطاب الجماعات الإرهابية للقُصَّر في تونس، مؤكدًا أن أكثر من 30 قاصرًا جُنِّدوا خلال عام 2024 وفق التقارير الأمنية. 

وأوضح قفراش - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن هذه الجماعات تستغل الفئات العمرية الصغيرة لتمرير أجنداتها المتطرفة، مستغلة ضعف الرقابة الأسرية وانتشار الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.

وأكد أن تفشي هذه الظاهرة يُشكِّل تهديدًا خطيرًا على مستقبل الأمن القومي، مطالبًا السلطات بتشديد الرقابة الإلكترونية، وتعزيز برامج التوعية لمواجهة هذه التحديات. 

كما دعا إلى تكثيف الجهود الأمنية والاستخباراتية للقضاء على الخلايا التي تستهدف الشباب، ومنع انتشار الفكر المتطرف بين الفئات الهشة.

وأوضح قفراش أن هذه الجماعات تستغل عوامل عدة في عمليات الاستقطاب، من بينها الفقر، والتفكك الأسري، وضعف الرقابة الأبوية، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسة لنشر أيديولوجياتها المتطرفة. وأشار إلى أن هذه التنظيمات تعتمد على استراتيجيات نفسية مدروسة لجذب الشباب، مثل إغرائهم بشعارات دينية مزيفة أو وعود بتحقيق مكانة اجتماعية وأهداف بطولية زائفة.

وأضاف قفراش أن بعض الجماعات تعتمد على استدراج القُصَّر عبر ألعاب الفيديو والمنصات الرقمية، حيث يتم توجيههم تدريجيًا نحو تبني الفكر المتطرف قبل استقطابهم فعليًا إلى شبكات إرهابية منظمة.

وأكد المحلل السياسي أن تنامي استقطاب القُصَّر يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي التونسي، خاصة أن هذه الفئة العمرية تكون أكثر تأثرًا بالأفكار المتطرفة، مما يجعلها عرضة للتجنيد والانخراط في عمليات إرهابية داخل تونس أو خارجها. وأوضح أن هذا الأمر يفرض تحديات أمنية معقدة، تتطلب استجابة حازمة من الدولة عبر تعزيز التدابير الوقائية واتخاذ إجراءات صارمة ضد الجهات التي تُروج لهذه الأفكار.