بعد ضرب العمق الإسرائيلي..العشاء الأخير للواء جولاني.. ما التداعيات؟

بعد ضرب العمق الإسرائيلي..العشاء الأخير للواء جولاني.. ما التداعيات؟

بعد ضرب العمق الإسرائيلي..العشاء الأخير للواء جولاني.. ما التداعيات؟
اللواء جولاني الإسرائيلي

بعد أن وجه ضربة غير مسبوقة، نشر حزب الله اللبناني صورًا توثق عملية استهداف مجموعة من قوات لواء جولاني الإسرائيلي أثناء تناولهم الطعام في قاعدة رفغيم بجنوب حيفا، العملية التي وصفها الحزب بـ"العشاء الأخير"، أسفرت عن مقتل 4 جنود وإصابة العشرات، وأثارت جدلًا كبيرًا في الأوساط الإسرائيلية حول مستوى التهديدات التي يواجهها الجيش في ظل التصعيد الحالي.

*العشاء الأخير*


في مساء الأحد الماضي، نفذ حزب الله اللبناني عملية نوعية استهدفت مجموعة من جنود لواء جولاني الإسرائيلي أثناء تواجدهم في صالة الطعام بقاعدة رفغيم للتدريب، الواقعة جنوب مدينة حيفا.

وقد أثارت الصور والفيديوهات التي نشرها الحزب موجة من الصدمة داخل إسرائيل، حيث أظهرت تلك المواد اللحظات التي سبقت الهجوم وآثاره المدمرة.

بحسب حزب الله، بدأ الهجوم بإطلاق دفعة من الصواريخ باتجاه الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وذلك في إطار ما سماه الحزب "عملية إشغال الدفاعات الجوية"، هذا الهجوم الأولي كان الهدف منه إرباك الدفاعات الإسرائيلية وفتح ثغرة في نظام الدفاع الجوي، تمهيدًا للهجوم الرئيسي الذي نفذته طائرات مسيرة.

في الصور التي نشرها الحزب، ظهرت قاعدة رفغيم على خريطة تفاعلية، وقد أكد الحزب أنها المقر الرئيسي لتدريب لواء جولاني.

كما أشار إلى أن القاعدة تبعد نحو 66 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية، وأظهرت الصور التي وثقت الضربة جنودًا إسرائيليين وهم يفرون إلى الشوارع بحثًا عن ملاذ آمن، بينما كانت عشرات سيارات الإسعاف تتوجه إلى الموقع لإجلاء الجرحى.

*تفاصيل الهجوم* 


الهجوم الذي استهدف القاعدة الإسرائيلية شهد استخدام ما يصل إلى 6 طائرات مسيرة، استطاعت واحدة منها اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى صالة الطعام، حيث كان الجنود يتناولون العشاء. تلك الطائرة أسقطت في الموقع؛ مما أدى إلى مقتل 4 جنود على الفور وإصابة 67 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. 


وقد أطلق حزب الله على، العملية اسم "العشاء الأخير" في إشارة إلى أن الضربة جاءت أثناء تناول الجنود طعامهم.

إلى جانب ذلك، أظهرت الصور التي نشرها الحزب مروحيات إسرائيلية تحلق في سماء القاعدة المستهدفة، بينما كانت آثار الدماء واضحة على أرضية صالة الطعام.

الهجوم أثار موجة من التساؤلات داخل إسرائيل حول مدى جاهزية الدفاعات الجوية في مواجهة تهديدات الطائرات المسيرة، خصوصًا بعد أن تمكنت مسيرة حزب الله من اختراق المنظومة والوصول إلى الهدف بنجاح.

*التداعيات الإسرائيلية* 


الهجوم الذي نفذه حزب الله ليس مجرد ضربة عسكرية، بل هو رسالة سياسية وأمنية واضحة لإسرائيل، مفادها أن الحزب قادر على تنفيذ عمليات دقيقة وعميقة داخل الأراضي الإسرائيلية.

 هذه العملية تأتي في ظل تصعيد متزايد بين حزب الله وإسرائيل على عدة جبهات، بما في ذلك الجبهة السورية واللبنانية.

ردود الفعل في الأوساط الإسرائيلية كانت غاضبة، حيث عبّر عدد من المسؤولين العسكريين السابقين والمحللين الأمنيين عن قلقهم من القدرة المتزايدة لحزب الله على تجاوز الدفاعات الجوية، واستخدام الطائرات المسيرة بشكل فعال في العمليات الهجومية.

وأشار بعض المحللين، إلى أن الهجوم يشير إلى ضعف في منظومة "القبة الحديدية" التي تعتمد عليها إسرائيل في حماية أراضيها من الصواريخ والطائرات المسيرة.

*التصعيد على الجبهة الشمالية* 


تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية بين حزب الله وإسرائيل قد يأخذ أبعادًا أكثر خطورة في الأيام المقبلة. فالهجوم الأخير يأتي في إطار سلسلة من العمليات التي استهدفت المواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى تصاعد المواجهات في جنوب سوريا.

 وتزايدت المخاوف من أن تكون تلك الهجمات مقدمة لتصعيد أكبر، خصوصًا مع تزايد التوترات الإقليمية بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

من جانبها، سارعت القيادة الإسرائيلية إلى عقد اجتماعات طارئة لتقييم الأضرار ومراجعة الإجراءات الأمنية والدفاعية على طول الحدود الشمالية.

وفي نفس السياق، أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها سترد بقوة على أي محاولات لاستهداف أمن إسرائيل، إلا أن الهجوم الأخير كشف عن ثغرات أمنية قد تستغلها جماعات أخرى لشن هجمات مماثلة.

*هل يتجه التصعيد إلى حرب شاملة؟* 


من جانبهم، يرى مراقبون، أن مع تزايد العمليات العسكرية والتصعيد على الحدود الشمالية، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت الأوضاع ستتجه نحو حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل.

ويرى المراقبون، أن الهجوم الأخير يعكس تغييرًا في استراتيجية الحزب، الذي يبدو مستعدًا لخوض مواجهة أوسع مع إسرائيل، في وقت ما تزال فيه الحكومة الإسرائيلية تبحث عن رد مناسب يحفظ هيبتها ويمنع تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل.

وفي حين أن إسرائيل قد تسعى إلى تفادي تصعيد كبير في المرحلة الحالية، إلا أن استمرار الهجمات من حزب الله قد يجبرها على اتخاذ خطوات أكثر حزمًا؛ مما يزيد من احتمالية اندلاع نزاع واسع النطاق في المنطقة.