هل تنجح الأمم المتحدة في تطبيق هدنة خلال رمضان في السودان..؟ خبراء يجيبون
تسعي الأمم المتحدة إلي تطبيق هدنة خلال رمضان في السودان
في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها السودان، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، يبرز سؤال محوري: هل تنجح الأمم المتحدة في وقف الأعمال القتالية خلال الشهر الفضيل؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب تحليلاً للمواقف الدولية والإقليمية، وكذلك استجابة الأطراف المحلية للدعوات الأممية.
ترحيب "الدعم السريع" والشروط الأربعة
قوات الدعم السريع السودانية أعلنت ترحيبها بدعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان. في خطوة قد تُعتبر إيجابية، وضعت الحكومة السودانية أربعة شروط لوقف إطلاق النار، تشمل خروج قوات الدعم السريع من المساكن والمرافق العامة، مشددة على أهمية انسحاب قوات الدعم السريع من ولايتي الجزيرة وسنار، بالإضافة إلى المدن الأخرى التي تأثرت بالنزاع، وذلك عقب الاتفاق على إعلان المبادئ الإنسانية في مايو 2023، وتشمل هذه المدن نيالا، الجنينة، زالنجي، والضعين، حيث يُطالب بتجميع القوات في موقع متفق عليه، ووصف مراقبون هذه الشروط بأنها تعكس رغبة في التوصل إلى حل سلمي، لكنها في الوقت نفسه تضع على الطاولة تحديات قد تعرقل الجهود الأممية.
موقف مجلس الأمن والمجتمع الدولي
مجلس الأمن، بتأييد 14 عضوًا وامتناع روسيا عن التصويت، اعتمد قرارًا يدعو إلى وقف فوري للأعمال القتالية في السودان. القرار يحمل في طياته رسالة قوية للأطراف السودانية بضرورة الاتفاق على وقف القتال والبدء في حوار جاد يفضي إلى حل دائم.
التحديات والآمال
من جانبهم، يرى مراقبون أن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق التزام جميع الأطراف بالقرار الأممي والشروط الموضوعة لوقف القتال، موضحين أن الأمل معقود على أن يسهم شهر رمضان، بقيمه الروحية والأخلاقية، في دفع الأطراف نحو التهدئة والتفاوض، ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل ستتحول الدعوات والقرارات الأممية إلى واقع ملموس ينهي معاناة الشعب السوداني؟
بناء جسور الثقة
من جانبه، يقول عادل حمد المحلل السياسي السوداني: الوضع في السودان يتطلب تدخلاً دوليًا متوازنًا يأخذ في الاعتبار التعقيدات الداخلية والإقليمية.
وأضاف حمد في حديثه لـ"العرب مباشر"، من الضروري أن تعمل الأمم المتحدة على بناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة، وأن تكون الهدنة خطوة أولى نحو حوار شامل يضمن مشاركة جميع الفصائل والمجتمع المدني.
واختتم تصريحاته قائلًا: «الهدف ليس فقط وقف القتال، بل إيجاد حلول جذرية للمشكلات السياسية والاقتصادية التي تغذي الصراع».
في السياق ذاته، يقول علم الدين عمر، المحلل السياسي السودانى: إن الدعوة لوقف الأعمال القتالية خلال رمضان تعتبر فرصة ذهبية للسودان لإعادة تقييم الأوضاع والبحث عن مخارج سلمية.
وأضاف عمر لـ"العرب مباشر": يجب على الأمم المتحدة أن تلعب دور الوسيط النزيه الذي لا ينحاز لطرف على حساب الآخر، وأن تضمن تنفيذ الشروط الموضوعة للهدنة بشكل عادل، موضحًا أن السلام الدائم يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، والتزامها بمبادئ العدالة والمساواة.