صفقة أو استمرار الحرب.. إسرائيل الخاسر الأكبر من معركة غزة أمام حماس
إسرائيل الخاسر الأكبر من معركة غزة أمام حماس
خلال الأشهر الخمسة الماضية، أحدثت إسرائيل دمارًا غير مسبوق في قطاع غزة، وقتلت أكثر من 30 ألف من الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال وحرمت مئات الآلاف من سكان الشمال من الوصول للمساعدات الإنسانية، ليلوح شبح المجاعة في الأفق، ويبقى أمام إسرائيل إما الاستمرار في الحرب وبالتالي القضاء على الرهائن أو القبول بصفقة وقف الحرب وهو ما يعد انتصار كبير لحماس.
نتيجة مؤلمة
وبحسب شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، فإن إسرائيل لا تزال تواجه معضلة كانت واضحة منذ بداية الحرب، وسوف تحدد نتائجها في نهاية المطاف: فإما أن تحاول إبادة حماس، وهو ما يعني موتًا شبه مؤكد للرهائن الذين يقدر عددهم بنحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، أو يمكنها قطع الطريق على إسرائيل، من خلال صفقة من شأنها أن تسمح للمسلحين بتحقيق نصر تاريخي.
وتابعت، أن أي من النتيجتين ستكون مؤلمة للإسرائيليين، ومن المرجح أن يؤدي أي منهما إلى نهاية مخزية للمسيرة السياسية الطويلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأي منهما قد يعتبر مقبولاً من جانب حماس، التي تثمن الاستشهاد.
وأضافت، أن نتنياهو ينفي على الأقل علنًا، وجود أي معضلة من هذا القبيل، وقد تعهد بتدمير حماس واستعادة جميع الرهائن، إما من خلال مهام الإنقاذ أو اتفاقيات وقف إطلاق النار، قائلاً: إن النصر قد يتحقق "في غضون أسابيع".
وأفادت الشبكة، أنه طالما أن الحرب مشتعلة، فيمكنه تجنب إجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي بقوة إلى أنها ستطيح به من السلطة، ولكن يبدو أنه لا مفر من الاختيار عند نقطة ما بين الرهائن والنصر العسكري.
استراتيجية السنوار
وأكدت الشبكة، أنه في الوقت نفسه، يبدو أن حماس ليست في عجلة من أمرها للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار قبل شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ الأسبوع المقبل، أو لتأجيل عملية إسرائيلية متوقعة في رفح، المدينة الجنوبية، حيث يتواجد نصف سكان غزة، ولكن لدى زعيم حماس يحيى السنوار، العقل المدبر المزعوم لهجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل، سبب للاعتقاد بأنه طالما أنه يحتجز الرهائن، يمكنه في النهاية إنهاء الحرب بشروطه.
وأضافت، أنه خلال أكثر من عقدين قضاهما داخل السجون الإسرائيلية، ورد أن السنوار تعلم اللغة العبرية بطلاقة ودرس المجتمع الإسرائيلي، ولاحظ وجود ثغرة في درع خصمه المتفوق عسكريا، وعلم أن إسرائيل لا يمكنها أن تتسامح مع احتجاز مواطنيها، وخاصة الجنود، وأنها ستبذل قصارى جهدها لإعادتهم إلى الوطن. وكان السنوار نفسه من بين أكثر من 1000 أسير فلسطيني تم إطلاق سراحهم مقابل جندي أسير واحد في عام 2011.
بالنسبة للسنوار، ربما كانت عمليات القتل الجماعي في 7 أكتوبر بمثابة عرض جانبي مروع للعملية الرئيسية، والتي كانت تهدف إلى سحب أعداد كبيرة من الرهائن إلى متاهة واسعة من الأنفاق تحت غزة، حيث لن تكون إسرائيل قادرة على إنقاذهم، وحيث سيتم إنقاذهم. يمكن أن تكون بمثابة دروع بشرية لقادة حماس.
وأشارت إلى أنه بمجرد تحقيق ذلك، أصبح لديه ورقة مساومة قوية يمكن مقايضتها بأعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك كبار القادة الذين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، ووضع حد للهجوم الإسرائيلي الذي توقعته حماس.
وأضافت، أنه لا يمكن لأي كمية من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل أن تتغلب على المنطق الخاص بهذه الاستراتيجية.
ويقول مسؤولون إسرائيليون: إن الأنفاق تمتد لمئات الكيلومترات، وبعضها يقع عدة طوابق تحت الأرض، وتحرسها أبواب مضادة للانفجار وفخاخ مفخخة. وحتى لو تمكنت إسرائيل من تحديد مكان زعماء حماس، فإن أية عملية ستعني الموت المؤكد تقريبًا للرهائن الذين يحتمل أن يحيطوا بهم.