محلل فلسطيني: اتفاق شرم الشيخ نقطة تحول لغزة بعد عامين من الحرب المدمرة
محلل فلسطيني: اتفاق شرم الشيخ نقطة تحول لغزة بعد عامين من الحرب المدمرة

بعد عامين من الحرب المدمّرة التي أنهكت قطاع غزة وغيّرت ملامح المدينة بالكامل، أسدلت الأطراف المتحاربة الستار على واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخ الصراع، بإعلان اتفاق شرم الشيخ الذي أنهى الحرب رسميًا، وفتح باب الأمل أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار ووقف نزيف الدماء.
منذ اندلاع المواجهات قبل نحو عامين، تحولت غزة إلى ساحة صراع مفتوح، عانت فيها من تدمير واسع للبنية التحتية، ودمار كبير في المنازل والمستشفيات والمدارس، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من السكان الذين اضطروا للبحث عن مأوى مؤقت داخل القطاع وخارجه.
الحرب تركت أثرًا بالغًا في الحياة اليومية، حيث انقطعت الكهرباء والمياه لفترات طويلة، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى مستويات غير مسبوقة.
ورغم قسوة المشهد، جاء اتفاق شرم الشيخ بعد جولات ماراثونية من المفاوضات برعاية مصرية مكثفة، شهدت حضورًا دوليًا وإقليميًا واسعًا، لضمان تثبيت وقف إطلاق النار وبدء مرحلة جديدة من التهدئة.
الاتفاق نصّ على وقف شامل لإطلاق النار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية، والبدء في خطة دولية لإعادة الإعمار بإشراف مصري.
وأكدت القاهرة -في بيانها الختامي-، أن “الاتفاق يمثل خطوة نحو السلام العادل والدائم، ويعكس إرادة الشعوب في إنهاء دوامة الصراع المستمرة”، فيما رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالجهود المصرية، معتبرين أن شرم الشيخ أصبحت مجددًا منصة للحوار والاستقرار في المنطقة.
اليوم، تقف غزة على أعتاب مرحلة جديدة، تتطلع فيها إلى إعادة الحياة لشوارعها ومؤسساتها، واستعادة الأمان الذي افتقدته طوال عامين من القصف والمعاناة.
وبين الركام، يعلو صوت الأمل بأن تكون حرب غزة الأخيرة هي خاتمة الصراعات، وبداية لمسار إنساني وسياسي يعيد للمدينة حقها في الحياة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني، د. أحمد صلاح: إن اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة يمثل نقطة تحول مهمة بعد عامين من الصراع العنيف الذي ترك المدينة في حالة ركام شبه كامل.
وأوضح د. صلاح، أن الحرب أسفرت عن دمار واسع للبنية التحتية وفقدان آلاف المنازل والمرافق الحيوية، مشيرًا أن السكان عانوا من أزمات إنسانية خانقة شملت نقص الكهرباء والمياه وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وأضاف: أن الاتفاق الذي جاء برعاية مصرية يفتح الباب أمام إعادة إعمار غزة تدريجيًا ويتيح تدفق المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن استقرار القطاع يعتمد على الالتزام الكامل بالهدنة وتفعيل الخطط الدولية لإعادة الإعمار.
وأشار المحلل الفلسطيني، أن “غزة اليوم أمام مرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لضمان عدم العودة إلى دائرة الصراع، ولإعادة الحقوق الإنسانية الأساسية للمواطنين”.
واختتم د. صلاح حديثه، بأن اتفاق شرم الشيخ يعكس إرادة سياسية حقيقية لإنهاء النزاع، ويضع حدًا لمعاناة المدنيين بعد عامين من الحرب المدمرة، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف على الحفاظ على التهدئة وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع.