ترامب وخطة غزة الكبرى.. هل تتحول الرؤية إلى صراع إقليمي؟
ترامب وخطة غزة الكبرى.. هل تتحول الرؤية إلى صراع إقليمي؟

في اجتماع جديد يهدف إلى تعزيز رؤيته لعقد صفقات كبرى، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في محاولة لدفع خطته المثيرة للجدل المتعلقة بإعادة تطوير قطاع غزة، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ريفييرا الشرق الأوسط
وتابعت الشبكة، أنه بعد أسبوع من طرحه خطة جريئة لتحويل غزة إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، أبدى ترامب إصراره على تحويل رؤيته إلى واقع.
وقال ترامب - في تصريحات خلال عطلة نهاية الأسبوع-: "أريد أن أبدأ البناء. أعتقد أن بإمكاني عقد صفقة مع الأردن ومع مصر".
لكن خطة ترامب تعتمد على تنفيذ خطوات مثيرة للجدل، تشمل نقل ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، الأمر الذي قوبل باعتراضات شديدة من البلدين.
كما أعلن ترامب استعداده لاستخدام المساعدات الأمريكية كوسيلة ضغط، قائلاً: "إذا لم يتعاونوا، قد أفكر في حجب المساعدات".
تصعيد إقليمي
ردًا على ذلك، رفضت كل من مصر والأردن الخطة بشكل قاطع. فقد أعربت مصر عن قلقها من أن يؤدي استقبال اللاجئين إلى زعزعة استقرار منطقة سيناء، وأعلنت عن قمة طارئة لجامعة الدول العربية في نهاية الشهر الجاري لمناقشة "التطورات الخطيرة" المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
أما في الأردن، حيث يشكل الفلسطينيون نسبة كبيرة من السكان، فإن قضية اللاجئين تحمل حساسيات سياسية واجتماعية عميقة، خاصة مع ذكريات صراع "أيلول الأسود" في عام 1970 الذي أدى إلى مواجهات دامية بين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية.
وتشير تحليلات أن خطة ترامب قد تؤدي إلى زعزعة استقرار بلدين يُعتبران حليفين رئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، فالأردن ومصر يلعبان دورًا محوريًا في الحفاظ على الأمن الإقليمي، ولطالما كان لهما دور في حماية إسرائيل، مثلما حدث العام الماضي عندما ساعدت الأردن في التصدي لصواريخ إيرانية استهدفت إسرائيل.
وأضافت الشبكة الأمريكية، أنه إلى جانب ذلك، فإن أي تغيير كبير في التوازن الديموغرافي في الأردن أو مصر قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية تهدد استقرارهما السياسي.
وفي هذا السياق، حذر بعض المسؤولين الأمريكيين من أن فرض قبول اللاجئين الفلسطينيين قد يؤثر سلبًا على الشراكات الأمنية مع البلدين.
رؤية ترامب
يبقى السؤال الرئيسي: هل خطة ترامب لإعادة بناء غزة وإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين هي بالفعل استراتيجية جادة أم مجرد وسيلة ضغط لتحقيق أهداف أخرى؟ بعض مسؤولي إدارة ترامب أشاروا أن الخطة قد تكون مجرد نقطة انطلاق لمناقشة بدائل لتحقيق الاستقرار في غزة، لكن تصريحات ترامب الصريحة تشير أن الخطة تمثل جزءًا أساسيًا من رؤيته.
وفي تصريح أثار المزيد من الجدل، قال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "لا، الفلسطينيون الذين يغادرون غزة لن يعودوا إليها، سأبني لهم أماكن أفضل للعيش".
وأضاف: "أعتقد أن قادة الأردن ومصر سيفتحون قلوبهم وسيوفرون الأرض التي نحتاجها لتنفيذ هذه الخطة".
وبينما تثير تصريحات ترامب المزيد من التساؤلات حول جدوى خطته، يواصل المسؤولون العرب التحرك لإيجاد حلول بديلة.
وقال مسؤول عربي، رفض الكشف عن هويته: إن هناك حاجة إلى مناقشة مع إدارة ترامب لإيجاد حلول لإعادة إعمار غزة دون إجبار سكانها على مغادرتها.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية، يبقى مصير خطة ترامب غير واضح، لكن المؤكد أن رؤيته قد فتحت الباب أمام نقاشات واسعة حول مستقبل غزة والقضية الفلسطينية ككل.