مصر والإمارات.. شراكة تاريخية وتنسيق ممتد للتطور والتعاون العسكري
تربط مصر بالإمارات العربية المتحدة علاقات أخوية وشراكة تاريخية
ترتبط مصر والإمارات بعلاقات قوية بين مختلف المجالات، من السياسة للدبلوماسية للعسكرية والثقافية، لذلك يحرص قادة البلدين على تبادل الزيارات لتحقيق تعاون ضخم، ويضربون مثالا مميزا في الأخوة والروابط الوثيقة ونموذجا للعلاقات العربية.
ووصلت العلاقات المميزة بين القاهرة وأبوظبي لذروتها خلال الفترة الحالية، حيث شهدت تطورا كبيرا ونوعيا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والتبادل التجاري، بالإضافة لزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
زيارة وفد إماراتي
وقبل ساعات، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمدينة العلمين الجديدة وفداً إماراتياً رفيع المستوى برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تناولوا عددا من موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والإمارات، خاصةً في الشق الاقتصادي والتجاري، فضلاً عن جهود تعزيز الاستثمارات الإماراتية المصرية المشتركة في مصر في مختلف القطاعات.
وأشاد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بالمناخ الاستثماري والتجاري الجاذب في مصر في ظل العملية التنموية الشاملة التي تشهدها البلاد بقيادة الرئيس، وهو ما يوفر فرصاً غير مسبوقة للاستثمارات الإماراتية والأجنبية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ككل، مؤكداً في هذا الإطار حرص الإمارات على تعزيز أطر التعاون الإستراتيجي بين البلدين على مختلف الأصعدة، والتطلع لأن تمتد تلك العلاقات الإستراتيجية إلى الأجيال المستقبلية.
فيما أشاد السيسي بالعلاقات الأخوية المتينة بين مصر والإمارات، وما بلغته من مستوى متقدم على شتى المستويات، مع الإعراب عن تطلع مصر لتعزيزها بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، واستشراف آفاق إضافية للتعاون في كافة المجالات، خاصة في القطاعات التي تتمتع فيها البلدين بميزات تفضيلية، وذلك ترسيخاً للعلاقات الإستراتيجية بين البلدين وما تمثله من ركيزة لاستقرار المنطقة العربية بأسرها.
التدريب العسكري "زايد ٣"
وتشهد الفترة الحالية تنفيذ عناصر من القوات الجوية المصرية والإماراتية التدريب الجوي المشترك "زايد ٣"، بدولة الإمارات، وتمكنت القوات من القيام بعدد من طلعات التدريب على مهام العمليات بين القوات الجوية المصرية والإماراتية لتعزيز القدرة على إدارة أعمال جوية مشتركة وتبادل الخبرات بين الأطقم الجوية لكلا الجانبين، بحسب بيان من الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري المصري.
كما شهد رئيس أركان القوات الجوية المصرية ورئيس هيئة الركن للقوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي وعدد من قادة القوات المسلحة لكلا البلدين إحدى مراحل التدريب لسير العمليات الجوية بدولة الإمارات، والتي تضمنت قيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بتنفيذ طلعات مشتركة للتدريب على مهام الهجوم على الأهداف المعادية والدفاع عن الأهداف الحيوية والقيام بأعمال المعاونة الجوية للتشكيلات البرية.
وظهر خلال الأنشطة التدريبية المنفذة مدى ما وصلت إليه العناصر المشاركة من مستوى راقٍ واحترافية عالية في تنفيذ كافة المهام بما يعكس مدى ما تمتلكه القوات الجوية لكلا الدولتين من إمكانيات بشرية وفنية واستعداد قتالي وقدرة على العمل المشترك في مختلف الظروف.
مشاركة الإمارات في افتتاح قاعدة ٣ يوليو
ويأتي ذلك بعد حوالي شهر من مشاركة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في افتتاح قاعدة 3 يوليو العسكرية البحرية المصرية، بمنطقة جرجوب المطلة على البحر المتوسط، التي دشنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وهنأ الشيخ محمد بن زايد السيسي ومصر حكومة وشعبا، بمناسبة تدشين القاعدة ومواصلة الإنجازات والمشاريع الحيوية النوعية التي تحققها بلادهم في مسيرتها نحو التقدم والبناء والتنمية، متمنيا لمصر مزيدا من التطور والازدهار، في ظل قيادة السيسي.
وكتب الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "سعدت بحضور افتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية المصرية في منطقة جرجوب. مصر بقيادة أخي عبد الفتاح السيسي تشهد إنجازات بارزة في مختلف القطاعات الحيوية، كل التوفيق للشعب المصري الشقيق في مسيرته نحو البناء والتنمية".
مصر والإمارات يصنعون سيارة
لم يتوقف التعاون المميز بين البلدين عند ذلك الحد، حيث وقعت وزارة الإنتاج الحربي المصرية، اتفاقا لتأسيس شركة جديدة باسم "الشركة المصرية الإماراتية لصناعة السيارات".
وتضم ملكية الشركة "المصرية الإماراتية لصناعة السيارات"، 3 مساهمين رئيسيين، وهم الهيئة القومية للإنتاج الحربي برئاسة وزير الإنتاج الحربي، وشركة حلوان للآلات والمعدات المعروفة باسم مصنع "999 الحربي"، وشركة إم غلوري الإماراتية القابضة لتصنيع سيارات "البيك أب".
وأعلن المهندس محمد أحمد مرسي، وزير الإنتاج الحربي المصري، أن باكورة إنتاج الشركة "المصرية – الإماراتية" ستكون سيارات "بيك أب" باسم EM، وتعمل بالغاز الطبيعي والبنزين.
ويأتي ذلك في إطار تنفيذ إستراتيجية توطين صناعة السيارات في مصر وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والثروات المعدنية المتاحة بالدولة وضمن خطط التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات والاستفادة من توافر واكتشافات الغاز الجديدة في مصر مؤخرا.