حزب الله في مأزق... حملة دولية جادّة تلاحق مموّليه.. ما التفاصيل؟
يشن المجتمع الدولي حملة جادّة تلاحق مموّلي حزب الله
يواجه حزب الله أزمات عديدة ، وذلك بعد أن تم القبض على لبنانيين اثنين، يُعتبران من أبرز ممولي التنظيم اللبناني، هما محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين، اللذين تتجاوز جرائمهما رومانيا والولايات المتحدة، عبر الالتفاف على العقوبات الدولية، لجني ملايين الدولارات لصالح حزب الله، من خلال أنشطة (تجارية في بلجيكا وغامبيا ولبنان والعراق)، ويسلط ذلك مزيداً من الضوء على خسارة الحزب الموالي لإيران لمموليه، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها لبنان، والتي يحتاج فيها الحزب كل شخص يمكنه المساعدة في إيصال الأموال إليه داخل البلاد، وإدارة استثماراته في الخارج.
ضربة قوية
مجلة "ناشيونال إنترست" في تحليل نشرته قبل أيام: إنّ اعتقال أبرز ممولي حزب الله أواخر (فبراير) الماضي قد يكون "أمراً جديراً بالثناء"، ولكنّه أشبه بـ "عرض جانبي للشعب"، خاصة أنّ البلاد "تقف على حافة الهاوية"، مشيراً إلى أنّ لبنان "قارب على الانهيار، مضيفة أنّ محمد إبراهيم بزي وطلال شاهين ساهما في جني ملايين الدولارات لصالح حزب الله من خلال أنشطة تجارية في عدة بلدان، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للخزانة الأمريكية.
تمويلات حزب الله
التحليل أشار إلى أنّ بزي، بصفته ممولاً لحزب الله، كان يحافظ على علاقات مع البنك المركزي الإيراني، فضلاً عن علاقات مع جهات أخرى مدرجة على قوائم الإرهاب، وذكر أنّه لولا الهبات التي قدّمتها إيران لحزب الله، لما تمكّن من التوسع بنفوذه السياسي الكبير، بما يؤثر على سياسات لبنان الداخلية والخارجية، ناهيك عن تنفيذه عمليات مدعومة من طهران في سوريا واليمن.
وكشف التقرير أن التهم الموجهة ضد بزي وشاهين تضمنت التآمر لدفع أفراد أمريكيين لإجراء معاملات غير قانونية مع مؤامرة إرهابية عالمية وغسيل أموال، ويعاقب القانون الأمريكي على كلٍّ من التهم الـ (3) الواردة في لائحة الاتهام بالسجن لمدة تصل إلى (20) عاماً، ويُعتبر بزي، بحسب الخزانة الأميركية، ممولاً رئيسياً لحزب الله، وتربطه علاقة وثيقة برئيس غامبيا السابق يحيى جامع المتهم بتكوين ثروة هائلة خلال حكمه الذي امتد عقوداً، والذي وصفته الخزانة الأميركية بالديكتاتور والفاسد الذي نهب مقدرات بلاده، كما كشفت أنّ بزي عمل مع عبد الله صفي الدين (ابن خالة زعيم حزب الله حسن نصر الله)، وممثل حزب الله في إيران، من أجل توطيد العلاقات السياسية بين غامبيا وإيران، كما عملا سابقاً مع البنك المركزي الإيراني، من أجل توسيع عمليات التبادل المصرفي، ونقل الأموال بين إيران ولبنان، لصالح حزب الله.
أزمات داخل التنظيم
يقول الدكتور محمد سعيد الرز، المحلل السياسي اللبناني: إن حزب الله يعاني من أزمات كبرى، لافتا أن الضربة الأخيرة بقطع ذراعه ومموليه لم تكن الأولى، وسبق أن وجهت ضربات لحزب الله، حيث سبق أن قامت الشرطة في البرازيل بإلقاء القبض على أسعد أحمد بركات بالقرب من الحدود مع باراغواي والأرجنتين، المتهم بأنّه أحد أهم مسؤولي التمويل في حزب الله اللبناني، وأدرجت دولة الإمارات العربية المتحدة (3) أفراد؛ وهم: حسن أحمد مقلد، ونجلاه راني وريان، بالإضافة إلى شركة CTEX Exchange للصرافة التابعة له، ومقرها لبنان، وجميعهم مرتبطون بحزب الله اللبناني، أدرجتهم ضمن القائمة المحلية المعتمدة للأشخاص والكيانات والتنظيمات الداعمة للإرهاب، بالإضافة إلى العديد من الضربات المماثلة التي أحدثت حالة من الضعف لدى التنظيم الإرهابي .
وأضاف المحلل اللبناني في تصريح لـ"العرب مباشر"، أن الضربات المتتالية في العديد من الدول ضد حزب الله أحدثت حالة القلق والإرباك التي تعصف بالحزب وقادته، ومع اشتداد وطأة الأزمة المالية التي تضرب ميليشيات "حزب الله"، المدرج ضمن قائمة الإرهاب في الكثير من الدول في لبنان، بفعل العقوبات الغربية المفروضة عليه من جهة، وتقلص الدعم النقدي الذي كان يصله من الأطراف الخارجية الراعية له من جهة أخرى، تتسارع وتيرة محاولات هذا التنظيم لتعويض خسائره على ذلك الصعيد، عبر تكثيف أنشطته الإجرامية داخل الحدود اللبنانية وخارجها، حيث يعكف "حزب الله" في الفترة الحالية على توسيع نطاق الجرائم العابرة للحدود، التي يقترفها أو يشارك فيها في أنحاء مختلفة من العالم، والتي تتنوع ما بين الاتجار في الأسلحة والمخدرات وتهريبهما، وغسل الأموال، وكذلك تزوير الوثائق الرسمية.