محلل سياسي يحذر من التداعيات الإقليمية لتورط إيران في الأزمة السودانية
محلل سياسي يحذر من التداعيات الإقليمية لتورط إيران في الأزمة السودانية

في ظل الحرب الطاحنة التي يشهدها السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تزداد التساؤلات حول دور القوى الإقليمية في هذه الأزمة، وعلى رأسها إيران. حيث لا يمكن تجاهل العلاقة المعقدة بين إيران والسودان، التي أصبحت أكثر إلحاحًا في ضوء التطورات الحالية.
إيران وحروب بالوكالة
منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أظهرت إيران اهتمامًا متزايدًا بتطوير علاقتها مع مختلف الأطراف السودانية.
يُعتقد أن طهران تسعى إلى استغلال هذا الصراع لزيادة نفوذها في السودان وتعزيز حضورها الإقليمي عبر دعم بعض الفصائل المسلحة. على الرغم من أنه لا يوجد دليل مباشر على تورط إيران بشكل علني في دعم أي من الأطراف في هذه الحرب، إلا أن العلاقة التاريخية بين إيران وبعض الفصائل السودانية المسلحة، مثل المليشيات، تشير إلى إمكانية تدخل طهران بشكل غير مباشر.
التعاون العسكري والمخابراتي
في وقت يشهد فيه السودان حالة من الفراغ الأمني والسياسي، يبدو أن إيران تحاول استغلال الوضع لتوسيع شبكاتها العسكرية والاستخباراتية في المنطقة.
هذه العلاقة قد تشمل الدعم العسكري أو توفير التدريب والخبرات للمجموعات المسلحة، بما يسهم في تصعيد الأزمة السودانية بشكل أكبر.
بعض التقارير تشير، أن إيران قد تكون تسعى لتقوية علاقتها مع قوات الدعم السريع، التي قد تجد في طهران حليفًا يوفر لها دعمًا سياسيًا وعسكريًا في مواجهة الجيش السوداني، الذي يتلقى دعمًا غير مباشر من دول عربية.
الوجود الإيراني في البحر الأحمر
إيران، من خلال علاقاتها مع السودان، قد تحاول أيضًا تعزيز وجودها في البحر الأحمر، وهو أحد أهم الممرات البحرية في العالم. هذا الوجود العسكري الإيراني قد يساهم في تحريك مياه الصراع الإقليمي، حيث تعبر المنطقة عن مصلحة حيوية لعدد من القوى الكبرى، وخاصة دول الخليج ومصر.
تداعيات هذا التواجد على أمن المنطقة قد تؤدي إلى المزيد من الاضطرابات، كما أن سيطرة طهران على نقاط استراتيجية قد تسهم في تقويض استقرار دول الجوار.
مخاطر استغلال الوضع لصالح طهران
في الوقت الذي يُعاني فيه السودان من أزمة داخلية حادة، قد تؤدي هذه العلاقات المشبوهة مع إيران إلى تداعيات خطيرة على استقرار البلاد.
إيران قد تجد في هذا الصراع فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي، ما يزيد من تعقيد جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي لهذا النزاع.
ومع استمرار انقسام القوى السودانية، فإن التدخلات الخارجية قد تقود إلى تصعيد غير مسبوق في الحرب، مما يهدد بتوسيع دائرة الصراع في المنطقة.
بينما يواجه السودان حربًا مدمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تزداد المخاوف من تأثير التدخلات الإقليمية، ولا سيما تلك التي تمثلها إيران.
فالعلاقة بين طهران والسودان قد تكون لها تبعات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، مما يستدعي ضرورة مراقبة الوضع عن كثب والبحث عن حلول سياسية فاعلة لتجنب الانزلاق نحو فوضى أكبر.
في تصريح للعرب مباشر ، أبدى المحلل السياسي السوداني محمد الطيب قلقه العميق من التصعيد المحتمل الذي قد يتسبب فيه تدخل القوى الإقليمية، خاصة إيران، في الأزمة الحالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأشار الطيب، أن السودان يشهد الآن واحدة من أكثر الأزمات تعقيداً في تاريخه الحديث، وهو ما يفتح الباب أمام تدخلات من مختلف الأطراف الدولية.
وأوضح الطيب، أن إيران، التي لها تاريخ طويل في دعم بعض الفصائل المسلحة في السودان، قد تسعى إلى استغلال الفراغ الأمني والسياسي في البلاد لتوسيع نفوذها الإقليمي، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الصراع الداخلي وزيادة معاناة الشعب السوداني.
وقال الطيب: "العلاقات الإيرانية السودانية قد تكون محفوفة بالمخاطر في ظل الوضع الراهن، حيث من الممكن أن تجد إيران في الصراع فرصة لتعزيز وجودها في المنطقة عبر دعم مجموعات معينة، مما يعقد جهود التسوية السلمية".
وفيما يخص دور إيران في النزاع، أشار الطيب أن المعلومات المتوفرة حتى الآن لا تؤكد بشكل قاطع تورط طهران في دعم أي من الأطراف بشكل علني، إلا أن علاقات إيران التاريخية مع بعض الفصائل المسلحة في السودان قد تعطي مؤشرًا على وجود تأثيرات غير مباشرة.
وحذر المحلل السياسي من أن استمرار الصراع في السودان واحتدام التدخلات الإقليمية قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب الداخلي، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من تعقيد الحلول السياسية.
وأضاف الطيب: "من الضروري أن يتم تحييد السودان عن أي صراعات إقليمية، وأن تتركز الجهود على تعزيز الحلول السلمية بين الأطراف السودانية للوصول إلى تسوية شاملة تضمن استقرار البلاد".